فنان شامل تعددت مواهبه وكانت سببا في قراره بعدم التخصص، فى الرسم، أو كتابة الشعر، والتمثيل، وإلقاء الشعر، والإخراج الصحفي، والصحافة.
لمع اسم صلاح جاهين، وبدت مواهبه المتعددة وكأنها في سباق، وتعمد جاهين في كل فترة أن يطلق العنان لموهبة واحدة منها، تارة يتفرغ للرسم، وأخرى للشعر، وكأنه كان ينافس نفسه في أي مجال يصبح أكثر إبداعًأ.
«الرسم» تحديدا أو فن «الكاريكاتير» واحد من فنون صلاح جاهين التي مارسها لسنوات حتى أنه تخلى عن مساحته المخصصة للكتابة في الجريدة، ليلمع اسمه في مكان آخر وهو «مربع الكاريكاتير»، وركز جاهين الذي يحل اليوم ذكرى ميلاده الـ 88، في فترة على ممارسة الرسم فقط وكأنها الشيء الوحيد الذي اقتنع به، وانقطع لفترة طويلة عن كتابة الشعر في عموده الصحفي المخصص.
وقال صلاح جاهين في حوار نادر له في برنامج أوتوجراف: “أول ما بدأت كان عندي أنشطة مختلفة رسم وشعر ومسرح وسينما بقيت أسأل نفسي وآخرتها؟ كنت بمارس كل حاجة في وقت واحد والهواية اللي أحس اني ببدع فيها أعرف إنها هي دي المقصودة”.
كان التمثيل أول هوايات جاهين، وابتعد عنها بسبب دراسته ومخاوف أسرته من الفشل، فوجد في الرسم بديلا آخر يشبع رغبته الفنية، أما بداية احترافه في الكاريكاتير فلها قصة غريبة، لأن جاهين كان يحب العمل الصحفي وكان يقضي معظم الوقت مع زملائه الصحفيين، ولكنه لم يكن بنفس مهاراتهم في الكتابة، فبدأ يزين الصفحات التي يقوم بتوضيبها ولأنه كسول جدا حسب تعبيره كان يعمل الرسوم في آخر لحظة فخرجت كاريكاتير.
الرسوم العشوائية جاءت من قبيل الصدفة، ولم يقتنع جاهين بأنه رسام ماهر حتى طلب منه ناقد فني أن يعرض رسوماته وينتقل للعمل في «روز اليوسف»، وفسر لجاهين موهبته بأنه يستطيع رسم خطوط بها خفة وحس فكاهي، ولكنه لم يقتنع بأنه أصبح فنانا، ولم يستجب لحديث الناقد الفني حتى طلب منه مدير تحرير روز اليوسف العمل كرسام في الجريدة.
وافق جاهين وانتقل للعمل في الجريدة، ومنذ اليوم الأول وكأنه قد وجد الفرصة المناسبة لإطلاق عنانه والإبداع في الرسم، فقدم آلاف رسومات الكاريكاتير، البعض منها يهم القارئ، ومنها موضوعات الساعة، فكل ما حققه جاهين من نجاحات في فن الكاريكاتير كان ينقصه التطرق لأبواب أخرى فقد كان يتمنى أن تخرج رسوماته السياسية إلى النور، “طبعا مكانش ينفع إن أنا أنشر أي كاريكاتير سياسي في جريدة وده كان هيهدد مستقبلي كله”.
ورغم أنها لم تكن رسوما لاذعة إلا أنه اكتشف عدم صلاحيتها للنشر في جريدة صباحية يومية، ففكر جاهين في أن يجمعها في كتاب، ولكن في نفس الوقت كانت الهيئة العامة للكتاب تطبع مجموعات كاريكاتير، فطلبوا منه أن يختار أفضل رسوماته لوضعها في هذا الكتاب، فرشح لهم جاهين الكثير من رسوماته مما استغرق الكثير من الوقت ليجعله يتفرغ لطباعة كتاب خاص به.
وترك حوالي 1000 كاريكاتير لم يستطع استكمالها، على أن يختار منهم عطيات الأبنودي، وابنه بهاء جاهين، وتكون لهم حرية الاختيار النهائي لما سيوضع في هذه الكتب.
كانت أول نكت أو رسوم ساخرة لجاهين عن «الراديو في الأتوبيس»، لأن في ذلك الوقت انتشر اقتراح بوضع راديو في الاتوبيسات العامة ولم يكن صوت الراديو بنفس الجودة الحالية، فبمجرد تحرك الأتوبيس كانت الإشارة الصوتية تشوّش ويصبح الصوت مزعجا، فدشن جاهين حملة ضد هذا الاقتراح.
كاريكاتير صلاح جاهين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق