في صباح يوم مشمس من سنة 1896كان هناك رجل بريطاني يقوم بجولة بقاربه الصغير في نهر التايمز .. فإذ به يرمق حقيبة بلاستكية طافية على النهر .. كانت الحقيبة مقيدة بحجر ثقيل بغرض إغراقها في قعر النهر .. فقام بسحب الحقيبة و فتحها .. ليكتشف ما بداخلها .. لكن صدمته كانت قوية و مفزعة .. فقد وجد جثة رضيع ميت وضع على فمه شريط لاصق .. فإنطلق بمركبه عائدا إلى اليابسة حاملا معه الحقيبة .. حيث سلمها للشرطة التي سبق لها أن عثرت منذ عدة شهور مضت على مجموعة من الحقائب تحتوي على جثت لأطفال صغار لم تتجاوز أعمارهم بضعة شهور .. طافية على نفس النهر .. و ما كان يعجز الشرطة في تحقيقاتها هو عدم توفرها على معلومات بخصوص الأطفال .. إضافة إلى تحلل و تشوه الجثت بشكل كامل.. لكن الجثة الأخيرة .. كانت بداية مسك طرف الخيط الأول لهذه القضية المحيرة ..لكونها مازالت تحافظ على ملامحها و ذلك لعدم إستقرارها في قاع النهر بعد رمي الحقيبة البلاستكية.. إضافة إلى ندبة واضحة كانت تعلو جبهة الرضيع.. و بعد مدة من التحقيقات توصلت الشرطة إلى أم الرضيع .. و التي كشفت إلى الشرطة معلومات خطيرة ستقود الشرطة فيما بعد للإمساك بسفاحة الرضع .. حيث صرحت الأم أنها أنجبت طفلها من علاقة غير شرعية و قد سلمته بعد أيام من ولادته لسيدة عجوز تدعى إيمليا داير من مدينة بريستون لتتعهد برعايته مقابل مبلغ مالي تحصل عليه شهريا .. لكن العجوز أخذت الرضيع و إختفت منذ تلك اللحظة ..
فمن هي إيميليا داير ..؟
هي عجوز بائسة لا تتقن أي عمل سوى تمثيل دور العجوز الطيبة .. سبق و أن تزوجت لمرتين لكنها لم تنجب أي أطفال .. فتطلقت للمرتين بسبب أنها عاقر .. و يرجح أن هذا هو سبب كرهها للأطفال عامة .. إضافة إلى بحثها عن مصدر للمال بدون بدل أي مجهود..
و كانت البداية حينما قامت إيميليا بوضع إعلان في صحيفة محلية تقدم فيها خدماتها في رعاية الرضع مقابل تأدية مبلغ شهري لها .. فتوصلت بمجموعة من العروض كان أغلبها من أمهات أنجبن أطفالهن خارج إيطار الزواج الشرعي .. و اللواتي وضعن أطفالهن في حضن العجوز و رحلن بدون عودة مع إلتزامهن بدفع المبلغ المالي المتفق عليه كل شهر.. و لذلك لم تجد إيمليا حرجا في التخلص من هذه الكائنات البريئة عبر وضع شريط لاصق حول فم الضحية ثم وضعها في حقيبة بلاستكية مع أحجار ثقيلة ليستقر مقامها في قاع النهر بعد رمي الحقيبة ..
و إستطات إيميليا خلال عقدين كاملين من قتل ما يقارب 400رضيع حسب تقديرات الشرطة ..
خلال عملها كسفاحة تنقلت إيميليا لما يقارب من خمس وعشرين سنة في عدة قرى ومدن بريطانية متخفية بعدة أسماء كالسيدة توماس .. والسيدة هاردينغ و السيدة ستانفيلد تجنبا لإثارة أي شكوك حولها ..
سقوط السفاحة:
ألقت الشرطة البريطانية القبض على إيميليا داير .. في منتصف سنة 1896في أولد بايلي بالعاصمة لندن .. و أثناء التحقيق بررت إيميليا جرائمها بأنها كانت تحميهم من العيش في عالم مملوء بالشر و الكره و الضغينة و المخاطر .. و أنها أرسلتهم إلى الجنة حسب قولها ..
حكم على إيميليا بالإعدام و طبق فيها الحكم في سجن نيوجيت في نفس سنة الإعتقال وسط صخب جماهيري..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق