21‏/09‏/2018

الرسام السوري نجاح البقاعي يروي تجربة تعذيبه في سجون نظام بشار الأسد عبر الرسم

تبدو أشكال الشخصيات التي يرسمها الفنان السوري نجاح البقاعي، الذي يعيش في المنفى بباريس، وكأنها في حالة انكسار وشلل جراء ما يثقل كاهلها من تعذيب وألم ويأس.
ويحيل البقاعي، وهو ، الذكريات المفزعة، للتعذيب الذي يقول إنه مر به اثناء سجنه في المعتقل، إلى رسوم مفصلة للغاية ومشوشة في آن واحد. ومعظم رسومه باللونين الأبيض والأسود مع خطوط ترتبط بالواقع الرهيب لكونه كان سجينا في بلد مزقته حرب أهلية منذ سبع سنوات.
وبالنسبة للبقاعي يعتبر الرسم نوعا من العلاج. فالفنان، الذي أضحى أسيرا لتجربة السجن، لم يستطع رسم أي موضوع آخر منذ سنوات.
وقال البقاعي لتلفزيون رويترز من مكانه الذي لم يُكشف عنه النقاب في منطقة باريس “الحقيقة الرسم هو لعدة أسباب، فأنا أعشق الرسم. السبب الثاني هو شهادة وتوثيق لما رأيته في سجون سوريا”.
وتقود طرق تعذيب معروفة بأسماء، منها الكرسي الألماني والسجاد الطائر وتجربة الإطارات، خيال البقاعي إلى صور زملائه السجناء الذين تعرضوا للتعذيب في زنازين مكتظة أمام ناظريه وقد تم إلقاؤهم على أرض قذرة بينما أُجبر على سماع أصوات أنينهم من شدة الألم.
ويعيش البقاعي حاليا في المنفى بباريس منذ عامين ونصف مع زوجته عبير وابنته التي بلغ عمرها 16 عاما. وكان قد فر من بلده سوريا بعد أن ألقت الشرطة القبض عليه مرتين بتهم تتعلق بأنشطة يعتبرها النظام تمردا.
وقالت عبير البقاعي زوجة نجاح “بالنسبة لنجاح هو كان فرصة لأن يتواصل مع الآخرين وأن يقدم شهادة لكل شيء عاشه بالحرب بسوريا وبالسجن عند النظام السوري”.
وسُجن البقاعي أولا لمدة 11 شهرا في 2011، وهو العام الذي شهد تفجر الانتفاضة السورية، في المعسكر 227 قرب دمشق. وقُبض عليه عقب مشاركته في تنظيم احتجاج مناهض للرئيس السوري بشار الأسد.
وترك البقاعي منزله في ريف دمشق في أعقاب مقتل 19 من أصدقائه وأقربائه على يد النظام في 2012.
وبعد عامين من الاختباء قرر البقاعي مغادرة سوريا. وفي 2014 أُلقي القبض عليه مجددا على الحدود السورية اللبنانية عقب وشاية من زملاء سابقين له في جامعة دمشق.
ويعيش البقاعي حاليا في شقة صغيرة وجميلة بمنطقة، لم يرغب في تسميتها لأسباب أمنية، بضواحي باريس. وساعده شقيقه الأكبر، وهو طبيب قلب متزوج من فرنسية، في البداية على إعادة بناء حياته كلاجئ.
ويعرف نجاح البقاعي فرنسا بالفعل ويحبها. حيث سبق له أن درس فيها بمدرسة الفنون في مدينة رين بشمال البلاد في اوائل التسعينات.
كما يمكنه أيضا التعويل على القافلة الثقافية السورية، وهي مجموعة من الفنانين السوريين في المنفى، يرأسها المصور محمد الرومي، لتجوب فرنسا وأوروبا لزيادة الوعي بشأن الصراع المحتدم الذي لا يزال يعيشه معظم أفراد عائلاتهم في الوطن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق