في بداية 2014قررت أن أضع إسما فنيا لي .. أعرف به في مجال الفن التشكيلي و الكارتوني و يكون سهل التداول بين الفنانين العالميين.. فلم أجد أفضل من دمج الحرف الأول من إسمي مع الحرف الأول من نسبي .. فكانت النتيجة هي هيبو أو hiboبالحروف الأجنبية .. و حاليا أعرف بهذا الإسم في أوساط الفن العالمي .. و في سنة 2018تبادر إلى ذهني فكرة البحث عن إسم هيبو في googleلعلي أكتشف شيئا عن هذا الإسم أو معناه ..
كما يقول المثل رب صدفة خير من ألف ميعاد .. وضعت الإسم في محرك البحث .. فكانت النتيجة أن هذا الإسم لماركة غير معروفة لمجموعة من المنتجات في أمريكا .. إضافة أنه إسم منتشر في الصومال و إثيوبيا و يسمى به الجنسين الذكر و الأنثى .. كما توصلت في بحثي أن هيبو إسم لمطربة قومية مشهورة جدا في الصومال .. لم أكتفي بهذه المعلومات بل أصريت أن أتعمق أكثر في البحث لعلي أجد السر في معنى الإسم .. و فجأة ظهرت المفاجأة المفرحة .. في ويكبيديا ..
هيبو فيلسوف يوناني عاش قبل 450سنة قبل الميلاد .. كنت سعيدا بهذه النتيجة .. فلطالما شككت بأنني قبل هذه حياتي التعيسة حاليا .. كنت فيلسوفا أو مفكرا عظيما عاش في أزمان غابرة .. ربما هو تناسخ الأرواح .. كل شيء ممكن ..
فلنتعرف إذا على بطلنا هيبو ..
و قبلها لنقدم لكم تعريفا بسيطا عن كلمة فيلسوف .. فهي كلمة يونانية الأصل و تعني محب الحكمة .. و الفيلسوف شخص يهتم بالتساؤل المستمر و العقلاني حول كل شيء .. فلا شيء يحد من تساؤلاته و شكوكه .. فهو يسعى دائما للبحث عن الحقيقة .. و لذلك يقضي الفيلسوف عمره بالكامل يحاول إيجاد تساؤلات لتساؤلاته .. لعله يهتدي إلى نوع من الصفاء العقلي و النفسي و الوجودي..
- الفيلسوف هيبو :
لا توجد معلومات كثيرة عن هذا الفيلسوف بسبب أفكاره و معتقداته التي كانت تخالف التوجه الديني لذاك الزمان .. فتم إضطهاد فكره و ما وصل لنا من معلومات حوله فهي نادرة جدا ..
يقال أن إسمه بين هيبو و هيبون .. ولد في القرن الخامس قبل الميلاد .. وعاش جل حياته في مدينة ولادته أثينا .. إهتم في حياته بالفلسفة و الطبيعة ..
و يصنف فكره ضمن مدرسة الأيونية أو الطبيعية .. و هي مدرسة حاولت التخلص من الفكر الأسطوري في فلسفتها .. عاصر زمن الفيلسوف أرخيلاس .. تأثر هيبو بأفكار الفيلسوف طاليس الذي يلقب بأبو العلوم .. و حاول إحياء إرثه الفلسفي .. فكان من معتقدات هيبو أن العالم خلق من الماء و أن النار أتت من الماء و أنهما يعملان بقوة مضادة للأخرى .. فأنتجت العالم المحسوس .. كما أنكر هيبو الوجود بإسثتناء ما يمكن معرفته عبر الحواس .. صنف في زمنه ضمن الزنادقة بعد أن جرد الآلهة اليونانية من قدسيتها واصفا إياهم بالبشر الذين ثم تقديسهم ضمن الحكايات الشعبية .. كما كان لهيبو إهتمامات في الطب و رجح أن سبب الموت و المرض يعود إلى جفاف أو نضوب الماء و الرطوبة من الجسم البشري .. و يعتقد البعض أنه أول ما أدخل مصطلح الإحياء في مجال الطب ..
- رأي أريسطو في هيبو :
إنتقد أريسطو .. هيبو ووصفه بصاحب الفكر الضحل .. كما رجح أن تكون إدركاته الفلسفية تافهة و لا يمكن أخذها جديا بعين الإعتبار .. و أنه لا يستحق أن يوصف بالفيلسوف أو أن يرفع لواء أفكار طاليس ..
(للتوضيح: يعتقد البعض أن أريسطو من أعظم الفلاسفة عبر التاريخ .. رغم الأخطاء الكثيرة التي وقع فيها فكريا و فلسفيا .. و ترجع شهرة أريسطو بالأساس .. إلى قربه من السلطة الحاكمة .. فهو كان أستاذا للإسكندر المقدوني أو الأكبر .. و ساهمت الترجمات التي قام بها العرب و الغرب لكتبه و أفكاره من نشر إسمه عالميا إلى يومنا هذا .. كما عرف عن أريسطو بأنه كان شخص سليط اللسان و كثير النقذ لمن يخالفه في الفكر و المعتقدات.. و رأي أريسطو في هيبو .. ليس معيارا لمعرفة شخصية هيبو الحقيقية فالأخير تعرض للإضطهاد الكبير رغم أفكاره النيرة المتناسقة مع الفكر العقلاني البشري..)
- نبذة عن طاليس عراب هيبو؛
أثرت فلسفة طاليس في هيبو بشكل كبير .. ما جعله يحاول إحياء أفكاره ومعتقداته فيما بعد ..
طاليس .. فيلسوف يوناني و رياضي و عالم فلك و مهندس .. ظهر قبل سقراط و يرجح البعض أنه عاش بين (546-624ق.م) يعتبر عند اليونان من الحكماء الإغريق السبعة .. و يوصف أيضا بأبو العلوم .. قال بأن الماء أصل كل شيء في الوجود .. كما إكتشف عددا من النظريات الهندسية .. نفى وجود الآلهة و رفض الإيمان بآلهة الإغريق واصفا إياهم بالخرفات و الأساطير .. كانت له تنبؤات فلكية مهمة في ذاك الزمن .. درس تحديد الأفلاك السماوية فجعل النجوم أقرب إلى الأرض ثم القمر ثم الشمس ..
إعتمد فكر طاليس على العقلانية و رفض تفسير حدوث الكوارث و الزلازل و البراكين بأنها غضب من الآلهة .. مرجحا سبب حدوث تلك الظواهر إلى الطبيعة نفسها عبر التغيرات التي تحدث في تركيبات مكوناتها ..
و يعد طاليس أول مفكر و فيلسوف تحدث عن تطور الكائنات الحية والأجسام.. قبل ظهور داروين بألاف السنين .. إلا أن نظرية داروين إعتمدت في شرحها على الطرق العلمية و هذا ما كان يفتقر إليه طاليس في زمنه ذاك..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق