يعد المرحوم الشاب حسني من أهم ركائز فن الراي على مدى تاريخ هذه الفن ، بل يعتبر الشاب حسني من أهم المطربين العرب عامة والمغاربيين خاصة على مدى التاريخ .. فقد تجاوزت مبيعات أشرطته الغنائية الملايين بحيث تجاوز بعضها المليون في الأسبوع الأول من عرضه للبيع متجاوزا بذلك أهم المطربين العالميين في عصره .. فلنتعرف إذا على أسطورتنا الغنائية .. هو حسني شقرون الملقب بالشاب حسني من مواليد وهران 1968بحي الصديقية ترعرع في كنف أسرة فقيرة حيث كان الأب يمتهن الحدادة والأم ربة منزل .. حلم حسني بأن يتحول إلى نجم كرة كبير و كاد يحقق حلمه الكروي لولا الإصابة التي تعرض لها في ذقنه خلال مقابلة في دوري الهواة الجزائري أدخلته المستشفى و جعلته يتخلى عن حلمه مفضلا الفن الغنائي نظرا لولعه بموسيقى الشيوخ وهم فئة تغني موسيقى الراي بأسلوبه القديم و موسيقى فريد الأطرش مطربه المفضل .. انظم لفرقة فولكلورية شعبية و شارك معها في عدة حفلات و سهرات و أعراس فذاع صيته في وهران حتى لقب بعندليب الراي .. فتهافتت عليه شركات الإنتاج و إنطلق في مسار الشهرة السريعة .. فكان أول ألبوم له دويتو مع الفنانة الجزائرية الشابة الزهوانية 1986بعنوان البراكة .. ليبدأ بعد ذلك طابعه الخاص بعدة ألبومات من أشهرها خلتها لك أمانة ، البيضا مونامور، الفيزا، كاع النسا، طلبتي الفراق، لقيتها برازاي، و عدة ألبومات أخرى و تمحورت أغانيه عن الحب و المشاكل الشبابية و مشاكله الخاصة مع زوجته بعد فراقهما سنة 1991 و إشتياقه لإبنه الوحيد عبد الله ، و كان حسني تعرف على زوجته في إحدى المطاعم الباريسية و تزوجها في سن 18
و تجاوز مجمل أعمال الشاب حسني رغم قصر مشواره الغنائي حوالي 175ألبوما و ما بين 600 و800أغنية و سئل ذات مرة عن هذا الكم الهائل من الألبومات حيث كان ينتج ما يقارب الألبومان في الأسبوع الواحد فأجاب بأن ذلك رغبة المنتجين و أنه في المستقبل سيعمل على إصلاح الأمر إذ طال عمره..
و قد جاب حسني عدة دول حول العالم حيث ذاع صيته وشهرته في كل أرجاء المعمورة ، و من أهم حفلاته الغنائية تلك التي أحياها بمناسبة عيد الإستقلال الجزائري في 5يوليو 1993بملعب 5جويليه بالعاصمة الجزائرية و تحت حماية أمنية مشددة بسبب الحرب الأهلية التي كانت دائرة هناك بين النظام الحاكم و الجماعات المتطرفة و حضر الحفل ما يقرب من 150ألف متفرج (تلقب تلك الحقبة بالعشرية السوداء و تجاوز ضحاياها ما يقارب ١50ألف شخص و آلاف المفقودين و المعطوبين و المصابين إضافة إلى خسائر مادية بمليارات الدولارات)
من إغتال الشاب حسني ؟
و بعدما عرفه حسني من شهرة و مجد في فترة قصيرة لا تتجاوز الست سنوات ، و بعد عدة شائعات طالته عن موته فنذها عبر أغنيتين .. كان يوم 29سبتمبر من سنة 1994يوما مأساويا و حزينا لكل عشاقه حيث تلقى الشاب حسني قرب منزله رصاصتين الأولى في الصدر و الثانية في الرأس أردته صريعا عن عمر 26سنة و بقي سر إغتياله مبهما إلى يومنا هذا ..
و كان حسني سبق و تلقى عدة تهديدات بتصفيته منذ سنة 1990و أثناء الحرب الأهلية .. و قبل و بعد إغتيال الشاب حسني عرفت الجزائر موجة من الإغتيالات لعلماء و قانونيين و مثقفين وفنانين و موسيقيين .. بعضها كشف من كان وراءها و الأخرى طواها مرور الزمن دون كشف للحقيقة .. وسبق أن طلب من الشاب حسني مغادرة الجزائر حتى تهدئ الأمور كما حدث للشاب خالد و الشاب مامي و الشاب نصرو اللذين فضلوا الفرار بجلدهم نحو فرنسا .. لكن الشاب حسني رفض بشكل قاطع مفضلا الموت في الجزائر على المغادرة.
الفرضيات المحتملة للإغتيال..
تضاربت الإتهامات من كل جهة و صوب منها ما تحتاج إلى تحليل و أخرى مجرد زوبعات
- فبينما اتهم النظام الجماعات المتطرفة و إدعائه بأنه ألقى القبض على قاتل حسني و يلقب إبن الرومية نسبة إلى أمه الفرنسية (كثيرون من المحللين يعتبرون إبن الرومية مجرد شخصية خيالية لا وجود لها) بينما نفت الجماعات المتطرفة صلتها بإغتيال حسني رغم تهديدهم له مرارا وتكرارا بسبب أغانيه التي يعتبرونها كافرة و تدعوا للرديلة.
- اتهام ملوكة زحزوح طليقة الشاب حسني بتورط أخيه المقرب هواري في إغتياله .. لكنها تراجعت عن اتهامها فيما بعد (جاء الاتهام في سياق الخلافات بين أسرة حسني و زوجته السابقة التي تحتضن إبن حسني الوحيد عبدالله بسبب الميراث الكبير الذي خلفه الأسطورة)
- اتهام شركات إنتاج بتصفيته بعد أن قرر الشاب حسني التعاقد مع شركة عالمية يونفيرسال ..
- اتهام مطربين منافسين بتصفيته..
- و تعد إعترافات أمير منشق من الجماعة الإسلامية فر إلى فرنسا من أهم الفرضيات المحتملة لكن غير متأكد من مصداقيتها نظرا لعدم ظهور الشخص المنشق ..
إختار الأمير المنشق اسم كاكار لاعترافاته و تحدث أن الشاب حسني خططت الجماعة لإغتياله في 5يوليو1993لأنه كافر و يدعم الدولة و أنه غنى في عيد الإستقلال و أثناء الحفل قبل معجبة أمام 150ألف متفرج مقلدا المطربين الفرنسيين الكفرة و هذا ما إستفز الجماعة فقررت إغتياله .. و تحدث كاكار أنه شخصيا لم يكن يفضل تصفيته بل إصابته في حنجرته فقط لمنعه من الغناء مرة أخرى كما أفصح كاكار أن جيش الإنقاذ الإسلامي و هو فصيل متطرف آخر سبق و أن هدد حسني بتصفيته إذ لم يتوقف عن الغناء ...
و يسترسل كاكار في اعترافاته أن ثلاثة اشتركوا في عملية الاغتيال هم ناصر و أخوه و شخص ثالث إسمه إبن الرومية و أن الثلاثة كانوا غاضبين جدا بسبب مقتل أخ ناصر على يد الشرطة ما جعل الأخير يعتبر الجميع كافر و عدو لله ..
و علم الثلاثة من طرف جاسوس لهم في الحي الذي يقطن به الشاب حسني ساعات خروج الأخير من منزل أهله قاصدا مقهى الحي .. خلالها توجه الثلاثة إلى المكان المحدد و حينما إلتقوا وجها لوجه بالشاب حسني بادر إبن الرومية بإطلاق رصاصتين إستقرت الأولى في الصدر و الثانية في الرأس و حينما تأكد الثلاثة أن حسني فارق الحياة فروا لجهة غير معلومة ..
تدور أحداث هذه الإعترافات في كتاب للصحفي الفرنسي باتريك فورستييه تحت عنوان إعترافات أمير في الجماعة الإسلامية المسلحة وتبلغ صفحات الكتاب 285صفحة و هو يحتوي على أحداث مهولة و مرعبة لسنوات الحرب الأهلية ..
إلا أن هناك من شكك في مصداقية الكتاب و اعترافات كاكار التي تتمشى مع رأي السلطات الجزائرية ، و إعتبر البعض أن شخصية كاكار و ابن الرومية مجرد شخصيات خيالية لطي الملف نهائيا ..
و يبقى السؤال مطروحا من إغتال أسطورة الراي؟
و تجاوز مجمل أعمال الشاب حسني رغم قصر مشواره الغنائي حوالي 175ألبوما و ما بين 600 و800أغنية و سئل ذات مرة عن هذا الكم الهائل من الألبومات حيث كان ينتج ما يقارب الألبومان في الأسبوع الواحد فأجاب بأن ذلك رغبة المنتجين و أنه في المستقبل سيعمل على إصلاح الأمر إذ طال عمره..
و قد جاب حسني عدة دول حول العالم حيث ذاع صيته وشهرته في كل أرجاء المعمورة ، و من أهم حفلاته الغنائية تلك التي أحياها بمناسبة عيد الإستقلال الجزائري في 5يوليو 1993بملعب 5جويليه بالعاصمة الجزائرية و تحت حماية أمنية مشددة بسبب الحرب الأهلية التي كانت دائرة هناك بين النظام الحاكم و الجماعات المتطرفة و حضر الحفل ما يقرب من 150ألف متفرج (تلقب تلك الحقبة بالعشرية السوداء و تجاوز ضحاياها ما يقارب ١50ألف شخص و آلاف المفقودين و المعطوبين و المصابين إضافة إلى خسائر مادية بمليارات الدولارات)
من إغتال الشاب حسني ؟
و بعدما عرفه حسني من شهرة و مجد في فترة قصيرة لا تتجاوز الست سنوات ، و بعد عدة شائعات طالته عن موته فنذها عبر أغنيتين .. كان يوم 29سبتمبر من سنة 1994يوما مأساويا و حزينا لكل عشاقه حيث تلقى الشاب حسني قرب منزله رصاصتين الأولى في الصدر و الثانية في الرأس أردته صريعا عن عمر 26سنة و بقي سر إغتياله مبهما إلى يومنا هذا ..
و كان حسني سبق و تلقى عدة تهديدات بتصفيته منذ سنة 1990و أثناء الحرب الأهلية .. و قبل و بعد إغتيال الشاب حسني عرفت الجزائر موجة من الإغتيالات لعلماء و قانونيين و مثقفين وفنانين و موسيقيين .. بعضها كشف من كان وراءها و الأخرى طواها مرور الزمن دون كشف للحقيقة .. وسبق أن طلب من الشاب حسني مغادرة الجزائر حتى تهدئ الأمور كما حدث للشاب خالد و الشاب مامي و الشاب نصرو اللذين فضلوا الفرار بجلدهم نحو فرنسا .. لكن الشاب حسني رفض بشكل قاطع مفضلا الموت في الجزائر على المغادرة.
الفرضيات المحتملة للإغتيال..
تضاربت الإتهامات من كل جهة و صوب منها ما تحتاج إلى تحليل و أخرى مجرد زوبعات
- فبينما اتهم النظام الجماعات المتطرفة و إدعائه بأنه ألقى القبض على قاتل حسني و يلقب إبن الرومية نسبة إلى أمه الفرنسية (كثيرون من المحللين يعتبرون إبن الرومية مجرد شخصية خيالية لا وجود لها) بينما نفت الجماعات المتطرفة صلتها بإغتيال حسني رغم تهديدهم له مرارا وتكرارا بسبب أغانيه التي يعتبرونها كافرة و تدعوا للرديلة.
- اتهام ملوكة زحزوح طليقة الشاب حسني بتورط أخيه المقرب هواري في إغتياله .. لكنها تراجعت عن اتهامها فيما بعد (جاء الاتهام في سياق الخلافات بين أسرة حسني و زوجته السابقة التي تحتضن إبن حسني الوحيد عبدالله بسبب الميراث الكبير الذي خلفه الأسطورة)
- اتهام شركات إنتاج بتصفيته بعد أن قرر الشاب حسني التعاقد مع شركة عالمية يونفيرسال ..
- اتهام مطربين منافسين بتصفيته..
- و تعد إعترافات أمير منشق من الجماعة الإسلامية فر إلى فرنسا من أهم الفرضيات المحتملة لكن غير متأكد من مصداقيتها نظرا لعدم ظهور الشخص المنشق ..
إختار الأمير المنشق اسم كاكار لاعترافاته و تحدث أن الشاب حسني خططت الجماعة لإغتياله في 5يوليو1993لأنه كافر و يدعم الدولة و أنه غنى في عيد الإستقلال و أثناء الحفل قبل معجبة أمام 150ألف متفرج مقلدا المطربين الفرنسيين الكفرة و هذا ما إستفز الجماعة فقررت إغتياله .. و تحدث كاكار أنه شخصيا لم يكن يفضل تصفيته بل إصابته في حنجرته فقط لمنعه من الغناء مرة أخرى كما أفصح كاكار أن جيش الإنقاذ الإسلامي و هو فصيل متطرف آخر سبق و أن هدد حسني بتصفيته إذ لم يتوقف عن الغناء ...
و يسترسل كاكار في اعترافاته أن ثلاثة اشتركوا في عملية الاغتيال هم ناصر و أخوه و شخص ثالث إسمه إبن الرومية و أن الثلاثة كانوا غاضبين جدا بسبب مقتل أخ ناصر على يد الشرطة ما جعل الأخير يعتبر الجميع كافر و عدو لله ..
و علم الثلاثة من طرف جاسوس لهم في الحي الذي يقطن به الشاب حسني ساعات خروج الأخير من منزل أهله قاصدا مقهى الحي .. خلالها توجه الثلاثة إلى المكان المحدد و حينما إلتقوا وجها لوجه بالشاب حسني بادر إبن الرومية بإطلاق رصاصتين إستقرت الأولى في الصدر و الثانية في الرأس و حينما تأكد الثلاثة أن حسني فارق الحياة فروا لجهة غير معلومة ..
تدور أحداث هذه الإعترافات في كتاب للصحفي الفرنسي باتريك فورستييه تحت عنوان إعترافات أمير في الجماعة الإسلامية المسلحة وتبلغ صفحات الكتاب 285صفحة و هو يحتوي على أحداث مهولة و مرعبة لسنوات الحرب الأهلية ..
إلا أن هناك من شكك في مصداقية الكتاب و اعترافات كاكار التي تتمشى مع رأي السلطات الجزائرية ، و إعتبر البعض أن شخصية كاكار و ابن الرومية مجرد شخصيات خيالية لطي الملف نهائيا ..
و يبقى السؤال مطروحا من إغتال أسطورة الراي؟
هه
ردحذف