12‏/09‏/2018

تاريخ مجلات الأطفال في الدول الناطقة بالعربية .. و فناءها الحثمي بقلم هشام بودرا

يعد رفاعة الطهطاوي أول من أسس مجلة للأطفال في العالم الناطق بالعربية و رأس تحريرها و ذلك في سنة 1870في مصر الملكية و سميت المجلة بروضة المدارس  .. و حاولت المجلة المزج بين الثقافة العربية  و الثقافة الغربية فيما عرف بتيار مزج الأصالة بالمعاصرة ..
عرفت المجلة بترجمة و تمصير عدد من الروايات و نشرت مقامات صالح مجدي كما أتاحت فرصة أمام مواهب جديدة كإسماعيل صبري و الذي عرف فيما بعد بالشاعر الكبير .. و بعدها أصدر مصطفى كامل صحيفة المدرسة وعرف عن مؤسسها معاداته للاحتلال الانجليزي .. و في سنة 1923أسس إسكندر مكاريوس مجلة الأولاد و التي كان هدفها تكوين جيل متسامح مع الإحتلال الإنجليزي .. و ظهرت بعد ذلك عدة مجلات أخرى للأطفال و الناشئة في مصر و نذكر منها الكتكوت و مدارس الأحد و بابا شارو و سندباد و علي بابا و سمير ثم علاء الدين و بلبل .. بينما لم يولى الإهتمام لمجلات الأطفال و الناشئة في باقي الربوع العربية إلا في الستينات من القرن البائد فصدرت ماجد و فراس و العربي الصغير و الفاتح و باسم و سامر و الأمل و مجلتي و المزمار ..

كما صدرت مجلات بترخيص من المؤسسات الغربية كميكي و تان تان و صندوق الدنيا .. و عرف العالم الناطق بالعربية في تاريخه ما يقارب 160 مجلة في مختلف الدول الناطقة بالعربية .. إلا أن جل هذه المجلات توقفت عن الصدور بشكل نهائي بسبب المشاكل المالية و قلة المبيعات بينما المجلات التي إستطاعت الصمود فهي غالبا ما تتبع لمؤسسات كبيرة تتلقى دعما مباشرا و قويا من الدول التابعة لها و خصوصا في دول الخليج .. و تعتبر مجلة ماجد الإماراتية الأكثر إنتشارا و توزيعا بسبب الدعم الذي تتلقاه من الدولة .. كما تعتبر مجلة العربي الصغير الكويتية و التي أصبحت مجلة شهرية للطفل منذ 1986بعد أن كانت مجرد كتيب يصدر مع مجلة العربي و التي تعنى بالفن و الثقافة و البحث العلمي .. المنافس الأكبر لمجلة ماجد ..

و رغم ذلك فما تبقى من مجلات الأطفال الورقية في الدول الناطقة بالعربية تأخذ طريقها إلى الإنقراض و الفناء مع إنتشار الأجهزة الرقمية و الأنترنيت في كل أرجاء المعمورة و تقلص مبيعاتها بشكل مهول مع إرتفاع تكلفة إصدار المجلات الورقية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق