22‏/11‏/2018

الحرية المسجونة مقال بقلم هشام بودراhibo


عندما ترك كالفين موس بيته و زوجته و طفله الصغير روبرت الذي لم يتجاوز بعد الخامسة من عمره بحثا عن الحرية التي افتقدها بعد زواجه كما سبق و أن أخبر أصدقاءه بأن الزواج سجن بلا أبواب ، و لا بد من تحطيمه إذا كنت تريد الخروج منه !
خلالها اختفى موس بحيث لم يعد أحد يعلم عنه أي شيء ، و ابتلعته ولاية أوهايو الأمريكية .. و بعد اثنين و عشرين سنة من الغياب الطوعي .. اعتقلت شرطة أوهايو الأب موس و قدمته للمحاكمة بتهمة تعاطي المخدرات و بيعها و حكم عليه بالسجن لمدة خمسة عشر سنة !
و أثناء تواجده بالسجن إكتشف موس أن زميله في الزنزانة الملاصقة له تماما يحمل نفس الكنية فتوجه نحوه و سأله من تكون أنت؟و ما جريمتك التي زجت بك في  السجن ؟
فقال أنا روبرت موس .. و قد دخلت السجن لأمضي به عشر سنوات بتهمة السرقة .. تفحص الاب وجه إبنه لأول مرة منذ سنوات طوال فغرورقت عيناه بالدمع و هو يرى ما آل إليه مصير إبنه بسبب حريته التي تخلى بسببها عن كل شيء حتى إبنه .. فإسترسل الإبن حديثه : لقد تركنا أبي و رحل منذ سنوات طوال مضت .. رحل ، كما قالت أمي بحثا عن الحرية .. و لا بد أنه وجدها ، لأنه لم يعد إلينا مرة واحدة منذ رحيله ..
و ما  كاد الإبن يكمل حديثه حتى هوى الأب أرضا بعد أن عجزت ساقاه عن حمله .. 
و في اليوم التالي عرف الابن القصة من حارس السجن أن ذاك الذي كان يكلمه البارحة هو أباه الذي كان ينتظر عودته إلى المنزل منذ سنوات .. و إنتهت القصة بوفاة الأب من هول الصدمة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق