21‏/12‏/2018

معلومات هامة عن إغتيال الرئيس اليمني السابق إبراهيم الحمدي الذي حاول تغيير اليمن بقلم هشام بودراhibo




مازالت قضية تصفية و إغتيال الرئيس اليمني إبراهيم الحمدي الذي حكم اليمن من سنة 1974إلى سنة 1977تثير الكثير من الجدل إلى يومنا هذا .. فالرجل الذي حكم لمدة قصيرة وقتل في ظروف غامضة .. لم تفك طلاسم ألغازها إلى يومنا هذا بعد .. أن ثم تصفية وإغتيال كل من كان شاهدا على واقعة الإغتيال آخرهم الرئيس السابق و الذي قتل على يد حركة الحوثيين في اليمن علي عبدالله صالح..
يعد إبراهيم الحمدي من مواليد سنة 1943في مدينة قعطبة في محافظة إب .. نشأ في أسرة متوسطة و إشتهرت عائلته بالعمل في المجال القضائي .. في صباه تلقى بعض العلوم الدينية .. و إنتسب فيما بعد للمدرسة الحربية .. و لظروف خاصة إنتقل للعمل مع أبيه في محكمة ذمار و كان ذلك في عهد حكم الإمام أحمد يحيى حميد الدين .. الذي حكم اليمن ما بين 1948و 1962و في عهد الرئيس عبدالله السلال نصب الحمدي قائدا لقوات الصاعقة .. ليشغل فيما بعد منصب مسؤول عن المقاطعات الغربية و الشرقية و الوسطى ..
تدرج الحمدي في عدة مناصب سياسية وعسكرية رغم سنه الصغيرة .. ما ولد له عدة عدوات خفية داخل دوائر الحكم .. و في سنة 1972عين نائبا لرئيس الوزراء في الشؤون الداخلية .. .. ثم بعد ذلك نائبا للقائد العام للقوات المسلحة .. في الثالث عشر من يونيو عام 1974سيقود إنقلابا عسكريا أبيضا على القاضي عبدالرحمان الأرياني الرئيس الثاني لليمن .. و قد رأى أن الثورة التي قامت على حكم الإمام .. قد سلكت مجرى لا يخدم مصلحة الوطن بل يخدم مصلحة الحكام و زعماء القبائل .. مؤكدا على رغبته في تصحيح مسار الثورة .. لم ينتج عن إنقلاب الحمدي تصفيات جسدية و تسلم الحكم بشكل سلس .. حيث عمل على إقصاء من شك في رغبتهم في كرسي الحكم من مناصبهم .. و قام بالإستعانة بمجموعة من الضباط ذوي الكفاءات العلمية كان من بينهم المقدم أحمد الغشمي (و الذي سيتهم بأنه كان العقل المدبر لإغتيال الحمدي فيما بعد) و الرائد علي عبد الله صالح ( هناك شكوك حول تورطه في عملية الإغتيال) كما حدد جميع الرتب العسكرية عند رتبة المقدم.. و عمل الحمدي على الحد من سلطات زعماء القبائل و صلاحياتهم في أجهزة الدولة ما ولد له عدوات مباشرة مع فئة لها مكانة كبيرة في المجتمع اليمني القبلي .. كما قام بإنشاء قوة عسكرية تحت قيادة أخيه عبدالله الحمدي.. و في المجال السياسي و الإقتصادي فقد عرفت اليمن أيام حكمه القصيرة طفرة إقتصادية و إجتماعية و تزايد صادرات اليمن من النفط .. كما تلقى مساعدات مهمة من السعودية .. و إشتغل طيلة حكمه على إقامة دولة بمعنى الكلمة من حيث سيادة القانون و تطهير جميع مؤسسات و أجهزة البلاد من الفساد المستشري أنذاك .. و حاول قدر الإمكان من توطيد علاقات قوية ومثينة مع جميع الدول المجاورة لليمن في الجزيرة العربية أو إفريقيا .. 
و كان هاجس الوحدة مع الجنوب يخيم على تفكير الحمدي .. فقد عقد عدة إجتماعات سرية مع قادة الجنوب و ثم الإتفاق على التوقيع على إتفاقيات مبدئية للوحدة.. و كان من المقرر أن يقوم الحمدي بزيارة للجنوب للإحتفال بالإستقلال على أن يتم التوقيع الإتفاق النهائي بين الطرفين و رفع علم الوحدة ..
كان هناك تيار داخل أجهزة الحكم (بعض قيادات الجيش) و خارجه  (بعض زعماء القبائل) و بعض الدول التي كانت متخوفة من تحول اليمن لنهج الفكر الإشتراكي .. كل هؤلاء  كانوا يرون  أن الحمدي أصبح يشكل خطرا عليهم جميعا و يسحب البساط من تحت أقدامهم خصوصا بعد الشعبية التي أصبح يحظى بها داخل المجتمع .. و مدى النجاح السياسي و الإقتصادي الذي حققه في فترة حكمه القصيرة .. 
و يبقى السؤال المطروح من إغتال الحمدي ..؟!
هناك روايتة إفتراضية يتناقلها اليمنيين و يرجح أنها قريبة من الحقيقة الغائبة إلى يومنا هذا ..
في الحادي عشر من أكتوبر من سنة 1977و قبل سفر الحمدي إلى الجنوب .. في زيارة هي الأولى من نوعها .. تلقى الحمدي إتصالا هاتفيا من نائبه أحمد الغشمي يدعوه لتناول الغذاء معه في منزله الواقع في ضواحي العاصمة اليمنية رفق مجموعة من الشخصيات العسكرية و السياسية و الإجتماعية .. و بعد الغذاء غادر الجميع المكان بإستثناء الحمدي و بعض الضباط المقربين الغمشي من بينهم علي عبدالله صالح (مصدر غير مؤكد) الذي طلب منه الغمشي البقاء لبرهة من الوقت .. و هنا تتعدد الروايات عن ما حدث للرئيس الحمدي أن الضباط حاصروا الحمدي و كبلوه و أكدوا له بأنهم قد تخلصوا من أخيه الذي كان يشكل تهديد لهم .. و أنه مجبر على التوقيع على وثيقة يؤكد فيها التنازل عن الحكم مقابل الإقامة الجبرية .. و يقال أن الحمدي وافق العرض .. لكن الخوف من إنقلاب الحمدي عليهم بمجرد مغادرة المكان خصوصا وأنه له شعبية جماهيرية كبيرة .. فقام الضباط بقتل الحمدي (رواية متأكد منها)
و هناك رواية أخرى يرى فيها اليمنيين أنها الأقرب إلى الحقيقة .. وهي أن الحمد قد ثم إقتياده إلى غرفة سرية أسفل منزل الغمشي و هناك رأى الحمدي أخاه مدرج في دماءه بعدما أن ثم تصفيته .. و بدون محاكمة قام الضباط بأمر من الغمشي بإطلاق وابل من الرصاص على الحمدي الذي سقط صريعا و سقط معه اليمن السعيد إلى يومنا هذا ..
ماذا حدث بعد مقتل الحمدي؟

حاول المغتالون تشويه صمعة الحمدي حيث لفقوا له تهمة أخلاقية من العيار الثقيل .. و قيل بأنهم عثروا على جثة الحمدي وأخاه و معهما جثة فتاتين فرنسيتين .. و ثم طي ملف إغتيالهم إلى مجهول ..
فيما بعد قام الغمشي بسلسلة من التصفيات و الإغتيالات لكل من لهم علاقة بالحمدي لم ينجو منها حتى سكرتير الحمدي الرائد عبد الله الشمسي ..
فيما بعد سيتم إغتيال الغمشي أيضا .. و الدائرة تدور 
خلال حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح حاول طيلة حكمه .. أن يقبر هذا الملف .. لكن بعد سقوطه من الحكم أثناء  الثورة اليمنية 2011ثم التقدم بطلبات شعبية لفتح ملف إغتيال الحمدي و تورط علي عبدالله صالح في عملية الإغتيال .. لكن إندلاع الحرب الأهلية بين الحوثيين و النظام المعترف به دوليا من جانب و دول التحالف بقيادة السعودية أعيد الملف ليطمس مرة أخرى .. و بإغتيال علي عبدالله صالح على يد الحوثيين يكون أحد أهم الشهود على الحادثة قد قبر و معه أسرار جد هامة عن حقبة مهمة من تاريخ اليمن الحديث ..

20‏/12‏/2018

فيديو جديد لدواعش مراكش الذين إغتلوا السائحتين الأجنبيتين يبايعون داعش


أعلن الوكيل العام  لدى محكمة الاستئناف بالرباط أنه عهد إلى المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بمهمة البحث والتحري في صحة التسجيل المصور المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يظهر فيه الأشخاص الأربعة الموقوفون في إطار البحث في جريمة القتل التي كانت ضحيتها سائحتان أجنبيتان وهم يعلنون بيعتهم للأمير المزعوم لما يسمى بـ”داعش”، مع التعبير عن نيتهم في القيام بأعمال إرهابية.

وأوضحت التحريات المنجزة مدعومة بالخبرات التقنية بأن الشريط المنشور تم تصويره خلال الأسبوع المنصرم، وذلك قبل ارتكاب الأفعال الإجرامية موضوع البحث. وأكدت النيابة العامة أنه “إذ يستعرض الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط نتيجة هذه الأبحاث والتحريات التقنية، فإنه يشدد على أن البحث لازال متواصلا مع المشتبه فيهم تحت إشراف النيابة العامة من أجل الكشف عن الدوافع الحقيقية والملابسات المحيطة بهذه القضية.

Terrorist mentality/عقلية الإرهابي


إبراهيم الحيسن يوثق لفن الكاريكاتير في المغرب

بدعم من وزارة الثقافة، وضمن منشورات جمعية أصدقاء متحف الطنطان، صدر كتاب “الكاريكاتير في المغرب- السخرية على محك الممنوع” لمؤلفه ابراهيم الحَيْسن. قدَّم للكتاب الباحث والإعلامي بوشعيب الضبَّار، وهو من القطع المتوسط يقع في 170 صفحة معزَّزة بملزمة للصور الملوَّنة قام بتصميمها الفنان التشكيلي فيصل احميشان إلى جانب الغلاف الذي يتضمَّن رسما تعبيريّاً للمبدع العربي الصبَّان.
ويشكل هذا الكثاب وثيقة  سوف تعزِّز  مكتبة الكاريكاتير، التي تشكو من قلة المصادر، وندرة المراجع التي يمكن الاعتماد عليها للتأريخ للبدايات الأولى لهذا الفن المشاغب، على يَدِ الرواد، وما أعقبها من امتدادات حتى الآن بفضل الأجيال الجديدة الباحثة عن مساحات أوسع لحرية التعبير، على أعمدة الصحافة، بعيداً عن الحدود والقيود.
كما يمكن اعتبار أن هذا العمل، قد جاء في توقيته تماماً، بعد أن أصبح من اللافت للانتباه، ما يسجله الرسم الصحافي الساخر، في السنين الأخيرة، من حضور متزايد في الصحافة المغربية، مكتوبة وإلكترونية، وفي مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي  يعني، في ما يعنيه، أن هناك وعياً بأهمية هذا الفن الذي استطاع أن يفرض نفسه من خلال تفجيره لمجموعة من الملفات المسكوت عنها، عبر تنوُّع التجارب، وتعدُّد التعبيرات والأنماط والأساليب الفنية.
كتاب “الكاريكاتير في المغرب- السخرية على محك الممنوع” لمؤلفه ابراهيم الحَيْسن، هو الأول من نوعه، في المغرب، في شكله ومضمونه، وفي طريقة تناوله للفن الساخر، محاولاً الإحاطة بالموضوع من جميع الجوانب، تاريخاً ومصطلحاً ومفهوماً، حتى يكون أرضية قابلة لمزيد من المبادرات، وقد حرص مؤلفه، كباحث في الشأن الثقافي والفني، على ألا يغفل أية شاذة أو فاذة

هل إرهاب داعش وراء إغتيال السائحتين الأجنبيتين بجبل شمهروش في المغرب؟

قالت المخابرات الدنماركية إن "الدولة الإسلامية قد تكون مسؤولة عن قتل سائحتين أجنبيتين بجماعة إمليل، في منطقة الحوز، واحدة من النرويج والأخرى من الدنمارك، بينما كانتا تخيّمان في جبال الأطلس المغربية"، مبرزةً أنَّ "هناكَ احتمالا كبيرا في أن يكونَ الفيديو الذي انتشرَ ليلة أمسِ، في وسائل التواصل الاجتماعي، يوثق للعملية".
وتم العثور على جثتي لويزا فيستيرجر جيسبرسن البالغة 24 عاما، من الدنمارك، ومارين يولاند البالغة 28 عاما، من النرويج، في منطقة معزولة بالقرب من إمليل، مطلع الأسبوع الجاري، بعدما كانتا في طريقهما إلى جبل توبقال، أعلى قمة في شمال إفريقيا، والوجهة الشعبية للمشي لمسافات طويلة.
وقال رئيس الوزراء الدنماركي، لارس لوك راسموسن، في مؤتمر صحافي اليوم الخميس: "تُشيرُ الكثير من المعطيات الآن إلى أن العملية يمكن أن تكون ذات دوافع سياسية، وبالتالي فهي عمل إرهابي"، وفق تعبيره.
وذكرت وسائل إعلام دولية أن "الفيديو والتحقيق الأولي، وفقا للسلطات المغربية، يشيران إلى أن عملية القتل قد تكون مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي".
وقال الوكيل العام للملك لدى استئنافية الرباط، أمس الأربعاء، إن المشتبه به الذي اعتقل في مركز سياحي رئيسي في مراكش كان عضوا في جماعة مسلحة، لكنه لم يذكر اسم المنظمة؛ وقال أيضا إن السلطات تحقق في شريط منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يزعم إظهار مقتل إحدى السائحتين.
ونشرت جريدة "واشنطن بوسط" الأمريكية أن "الجناة قطعوا رأس واحدة من الضحايا"، قبل أن تلمّح إلى "إمكانية أن تكون للأمر علاقة بهجوم إرهابي في المغرب". وقد تداولت وسائل الإعلام "فيديو" يصور ما اعتبرته "توثيقا الهجوم المروع" الذي تسبب في غضب عارم في المغرب.
وأوضح المنبر نفسه أنه "تم قطع رأس إحدى الشابتين وتم العثور على الأخرى ميتة مع جرح عميق في الرقبة"، وزادت: "تم العثور على جثة داخل خيمة من قبل متنزهين فرنسيين، وجثة أخرى خارجها".
"كان الأمر مُريعا"، يقول أحد المتنزهين الفرنسيين قبل أن يضيف: "لقد حذرنا كل شخص رأيناه في إمليل كي لا يذهب إلى هناك. لم أكن أرغب في رؤية ما رأيته، لقد كانت صدمة كبيرة".
وذكرت صحيفة نرويجية أن "الجريمة تهم أربعة مشتبه فيهم، لهم صلات مع تنظيم "داعش" الإرهابي بتقديم الولاء إليه، وأعلنت الشرطة المغربية، اليوم الخميس، اعتقال ثلاثة أشخاص منهم، بينما تم الإعلان عن اعتقال رجل آخر أمس الأربعاء".
ووزعم عمال فندق في جماعة إمليل أن "جيسبرسن ويولاند كانتا تقيمان مع ثلاث فتيات أخريات، وتم رصدهن مع رجال محليين قبل أن ينطلقوا في رحلة جبلية".
أما صحيفة "The sun" فقد كتبت أن "لويسا فيستيراجير جيسبرسن (24 عاما) ومارين يولاند (28 عاما) تعرضا لطعنات سكين وتم قطع رأس واحدة منهما بينما كانتا داخل خيمة". أما "Nbcnews" فقالت إن "الحادث صدمَ المغاربة"، مشيرة إلى أن "هذه الهجمات على الأجانب نادرة للغاية في البلاد".
جدير بالذكر أن المنطقة الجبلية النائية حيث وجدت جثتا الشابتين تقع على بعد 6.2 من الكيلومترات عن قلب جماعة إمليل، وغالبا ما تكون نقطة الانطلاق صوب الرحلات إلى جبل توبقال، أعلى قمة في شمال إفريقيا.

سقوط قتلة الفتاتين السائحتين في جبل شمهروش بالمغرب في قبضة الأمن

ذكرمصدر مطّلع على سير التحقيقات في "جريمة شمهروش" بأن المشتبه بهم الثلاثة الموقوفين في مراكش، اليوم الخميس، قد ضبطوا لدى محاولتهم مغادرة المدينة.
وأضاف المصدر نفسه، غير راغب في كشف هويته للعموم، أن جهود المكتب المركزي للأبحاث القضائية، بمعية معطيات المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والتنسيق مع الشرطة في مراكش، قد ساهمت بنجاعة في هذه العملية.
"الأظناء الثلاثة تم إيقافهم وسط حافلة للنقل الوطني، صباح اليوم الخميس، حين كانوا يهمون بمغادرة مدينة مراكش على متن هذه المركبة"، يردف مصدر هسبريس.
وامتنع المطلع على سير التحقيقات عن إعطاء مزيد من التفاصيل بخصوص "جريمة شمهروش"، مؤكدا أن عمل المحققين متواصل وأنه "سيتم إخبار الرأي العام بكل التفاصيل في الوقت المناسب"، وفق تعبيره.

الأمريكي كورت فونجيت .. أحد أهم رواد الأدب الساخر و الناقد أو المعروف بالكوميديا السوداء وصاحب رواية المسلخ رقم خمسة مقال بقلم هشام بودراhibo


يعد كورت فونجيت الإبن من أهم رواد الأدب الناقد و اللاذع للمجتمع الصناعي و أمراء الحرب و الذي يعتبر إمتدادا للأدب الإنجليزي و الأمريكي الذي بدأ يسخر على طريقة مارك توين من عصر الآلة في أواخر القرن التاسع عشر و ما يعرف عند العامة بالكوميديا السوداء ..
فمن هو كورت فونجيت الإبن ؟ و الذي أثارت أفكاره و قصصه و تصرفاته الكثير من الجدل في أمريكا !!
ولد كورت فونجيت في الحادي عشر من نوفمبر من سنة 1922في ولاية إنديانا الأمريكية و تعود أصول أجداده إلى ألمانيا .. أحب الكتابة منذ نشأته حيث عمل على إصدار أول جريدة مدرسية  له بإسم الصدى اليومي حينما كان تلميذا في مدرسة شورتردج في إنديانا .. و حينما إلتحق بالجامعة في شعبة الكيمياء الحيوية في جامعة كورنيل لمدة سنتين من 1941و1942فقد عين أثناء دراسته كمساعد لتحرير جريدة الجامعة المسمى شمس كورنيل اليومية .. و يعتبر كورت أنه قضى أفضل أيامه في الجامعة حينما كان يعمل في تحرير جريدة الشمس ..
و في سنة 1943درس كورت في معهد كارنجي للتكنولوجيا الذي أصبح اليوم جامعة كارنجي ميلون .. و في عام 1944و خاصة في عيد الأمهات أقدمت أمه أديث على الإنتحار .. سبب إنتحار أمه إضطرابات نفسية طاردت كورت لباقي حياته الكئيبة .. و أورثته صراعا طويلا مع الحياة ..
إلتحق كورت بالجيش و ثم تعيينه في الكتيبة 106مشاة .. و أثناء إحدى المعارك فقد الإتصال بكتيبته و تاه في أرض المعركة إلى أن سقط في قبضة القوات النازية الألمانية و كان ذلك في 14ديسمبر 1944و في سجنه بدريسدن شهد على القصف المدمر لمدينة دريسدن يومي 13و14من شهر فبراير 1945و يعتبر كورت نفسه محظوظا بنجاته هو 6آسرى أمريكيين من القصف المدمر بفضل مخزن لحوم تحت أرض زراعية كان معروفا بإسم المسلخ خمسة .. الذي الإسم الذي سيكون سببا في أعمق مآسيه و سببا في مجده و شهرته أيضا..
بعد الدمار المطلق سخره الألمان رفقت الآسرى الأخرين على دفن جثث المدنيين.. لكن العدد كان كبيرا لدرجة يستحيل دفنهم حتى جماعيا فقررت القوات النازية لحرق جميع الجثث بإستعمال القاذفات الملتهبة ..
كتب كورت في هذا الصدد:(كان عدد الجثث أكبر من أن يحصى أو يدفن حتى جماعيا ، في مجزرة لا يمكن فهمها أو إستعابها )
في مايو 1945تحرر كورت من الأسر على يد الجيش الأحمر .. و عاد إلى أمريكا التي منحته وسام القلب الأرجواني .. فإنتقد الوسام وسخر منه مسميا إياه بالجرح التافه والسخيف ..
ترسخت تجربته في دريسدن و إستولت على أفكاره مشكلة هاجسا أدبيا واقعيا في تجربته الأدبية حيث جعلها محور أساسيا في أهم و أشهر قصة في حياته وهي المسلخ خمسة .. كما حضرت تجربته هذه في عدة تجارب قصصية أخرى له ..
بعد الحرب إنتسب كورت لجامعة شيكاغو في تخصص الأنتروبولوجيا .. وقدم أطروحته في الفن التكعيبي و علاقته بالإنتفاضات الأمريكية ولكن الجامعة رفضت أطروحته و لكن عاد فيما بعد و حصل على شهادة الدكتوراة في أطروحت الدلالات الأنثروبولوجية لقصته مهد القطة ..
و أثناء دراسته في الجامعة عمل في نفس الوقت كمراسل شرطة في مكتب أخبار مدينة شيكاغو.. بعد جامعة شيكاغو عمل كورت في العلاقات العامة في جنرال إلكتريك .. كما كان نشيطا في الجمعيات الإنسانية ..
علاقاته العاطفية :
تزوج كورت بحب طفولته جين ماري و ربى أطفالها الثلاثة .. كما تبنى أبناء أخته الأربعة بعد وفاتها بداء السرطان ..
هجر كورت زوجته الأولى سنة 1970و عاش مع صديقته كمنتز التي تزوجها بعد طلاقه من زوجته الأولى سنة 1979
لكورت إبن واحد من صلبه سماه بمارك تيمنا بمارك توين .. ألف إبنه كتابا تحدث فيه عن تجربته مع الذهان و ميله لدراسة الطب و البيولوجيا و ظنه أن الجنون وراثي في عائلته..
أسلوبه و إنتاجه الأدبي : 
كان كورت متأثرا بشكل كبير بمارك توين و أدبه المتمثل في النقد اللاذع والكوميدية السوداء  و يعده بمثابة قديس أمريكي .. 
كما عرف على كورت تأثره بالقادة الإشتراكيين أمثال باورز هابغود و يوجين دبس و ليون تروتسكي و عبر عن حبه لهم بتسمية بعض أبطال قصصه بأسمائهم ..
لجأ في معظم قصصه إلى الخيال العلمي ليعبر عن مدى خوفه من سيطرت الآلة على مجرى الحياة .. فقد كتب سنة 1959قصة بعنوان البيانو الآلي تدور القصة حينما يستبدل فيها البشر بالآلات  و يتحرك فيها الناس كالآلات المعطلة و المكسورة .. لتتحول الحياة إلى ما يشبه تكبيس أزرار كما هو العزف على البيانو .. لأن المتحكمين في مجرى الحياة مجموعة من المترفين الأثرياء التافهين .. يعيشون على لذة ألينة البشر ..
و نشر كورت في الستينيات قصة صفارات الإنذار تيتان التي أعتبرت تحولا في مساره الأدبي .. و لاقت نجاحا و إنتشارا سريعا ..
و في سنة 1969أصدر كورت قصته الأشهر في مساره الأدبي المسلخ خمسة مستعيدا مشاهد الحرب العالمية الثانية في دريسدن بأسلوبه الخيالي الخاص به .. تحولت هذه القصة لفيلم في سنة 1972
في سنة1971ألف قصة مهد القطة 
و في سنة 1973ألف قصته السيئة حسب تعبيره فطور الأبطال و تتمحور القصة حول السفر عبر الزمن عبر إختراع بشري خيالي يجعل الناس تغير تركيبة البلور الثلجي من دون أن يتمكنوا من العودة به إلى حالته الطبيعية حاول كورت التطرق إلى هوس البشر بالتقنية و عدم إهتمامهم بما قد ينتج عنها من دما وهلاك .. صنفت هذه القصة الأسوء في تاريخه الأدبي .. لم يسلم كورت نفسه من نقده اللاذع فنراه هنا يكتب : 
هذا كتاب سيء جدا .. هذا الذي تكتبه 
قلت أعرف
أنت تخاف أن تنتحر كما فعلت أمك 
قلت أعرف
أعتبرت مجلة التايم قصة المسلخ خمسة ضمن أفضل الروايات الأمريكية في القرن العشرين..
قواعد كتابة القصة عند كورت:
و ضع كورت ثماني قواعد هي كالتالي؛
1-تلاعب بالوقت بطريقة غريبة حتى لا يشعر القارئ بأن هناك هدرا للوقت..
2-أعط القارئ شخصية واحدة على الأقل يرغب في نصرتها و نجاحها ..
3-كل شخصية تريد شيئا .. حتى ولو كوب من الماء ..
4- كل جملة يجب أن تؤدي دورا من إثنين .. إظهار شخصية، أو تطوير الحماسة..
5-دع البداية تكون قريبة من النهاية ما أمكن ..
6- مهما كانت شخصيتك الرئيسية جميلة وبريئة ، كن ساديا معها .. دع الأحداث المريعة تعذبها ، ليرى القارئ كيف ستتعامل مع هذه المصائب..
7-اكتب لتبهج شخصا واحدا على الأقل 
8- أعط قراءك أكبر قدر من المعلومات بأقرب فرصة ممكنة .. ليتساءل القراء بحماسة .. يجب أن يمتلكوا فهما كاملا لما يحدث .. ومتى ؟ و أين ؟ فيمكنهم بذلك إنهاء القصة بأنفسهم ..
يعلق على قواعده ساخرا ..
دع الصراصير تأكل الصفحات القليلة الأخيرة..
ثم يعقب إن الكاتب الأمريكي الكبير فلانري أوكونور .. كسر جميع هذه القواعد بإستثناء الأولى .. و إن كبار الكتاب يطمحون لفعل ذلك أيضا..
مواقفه السياسية :
- دافع طيلة حياته على الحريات المدنية .. وكان رئيسا فخريا للجمعية الإنسانية الأمريكية ..
- عارض حرب فيتنام 
- صب جام غضبه في مقالات عديدة على بوش الإبن وإدارته واصفا إياهم بالشمبانزي  السكران و هو عالق على سلك كهربائي .. و كان من أشد المعارضين لحرب العراق الثانية واصفا إدارة بوش بالجهل بالتاريخ و الجغرافيا و هدفها جني الأموال من أجل أبناء المترفين و لو على جثث الأبرياء ...
- و اتهم  النظام الأمريكي بمعاملة المثقفين الذين يعارضون سياستها .. كمعاملة دول العالم الثالث لمثقفيها ..
علاقة كورت بالموت: 
عاش كورت طيلة حياته يعاني من اضطربات  نفسية رجح البعض أسبابها إلى التاريخ الجنوني لعائلة كورت .. و رجح البعض السبب لإنتحار أمه في ريعان شبابه  .. و ما تعرض له من أهوال أثناء آسره في الحرب العالمية الثانية..
حاول كورت سنة 1984الإنتحار بإستعمال الكحول و الحبوب المنومة.. و لكنه نجا و تطرق للموضوع في عدة مقالات .. و إستمر يدخن ويشرب الكحول بشراهة معبرا عن ذلك بقوله أن التدخين طريقة راقية في الإنتحار البطيء..
في سنة 2000تعرض منزله للحريق و كاد يفارق الحياة بسبب إستنشاقه الدخان .. لكنه نجا هذه المرة أيضا ..
و في 11من أبريل من سنة 2007تعرض كورت لحادث منزلي تسبب بإرتجاج في الدماغ .. و هذه المرة لم ينجوا بل إلتقى الموت الذي إنتظر قدومه منذ زمن طويل..
رحل كورت و عمره يناهز الرابعة و الثمانين .. مخلفا إرثا ثقافيا خالدا...


19‏/12‏/2018

صور و فيديو صادم .. لعملية ذبح نفذها إرهابيون لسائحتين الأولى نارويجية و الثانية دانماركية في جبل شمهروش بالمغرب

بتث بعض مواقع التواصل الإجتماعي فيديو صادم صوره إرهابيون ينتمون لتنظيم داعش الإرهابي لعملية ذبح مرعبة لسائحتين أجنبيتين كانتا في رحلة إكتشافية بجبل شمهروش في إمليل قرب مراكش بالمغرب .. الفيديو يظهر الإرهابيين يجهزون على الضحيتين بشكل وحشي أسوء من عمليات داعش نفسها .. الشاباتين كانتا أول رحلة سفر لهم للمغرب لإكتشاف جبل توبقال
السائحة الدنماركية المسماة "لويزا فيستيراكر جيسبرسين"، البالغة من العمر 24 سنة،


 السائحة النرويجية "أولاند مارين" البالغة من العمر 28سنة 


رجحت السلطات المغربية، مساء الأربعاء، فرضية العمل الإرهابي في مقتل السائحتين الأجنبيتين واللتان عثرا على جثتهما مفصولتي الرأس يوم الإثنين الماضي 
هذا وأعلنت القناة الثانية للتلفزيون المغربي أن وراء العملية الإرهابية لقتل السائحتين الأوروبيتين 3 عناصر اعلنوا ولائهم لتنظيم "داعش".
وكشفت النيابة العامة في بيان لها، أن المحققين المغاربة تعرفوا على هوية المشتبه فيهم، المتورطين في جريمة القتل السائحتين الأوروبيتين.
وتم اعتقال شخص ينتمي لـ"جماعة متطرفة" فيما البحث جارٍ عن الآخرين.

القتلة المتهمين بإغتيال السائحتين حسب بلاغ الشرطة


فإن المشتبه به الأول يدعى "رشيد أفتاتي"، من مواليد سنة 1985، يعمل تاجرا، ويقطن في دوار القايد بجماعة حربيل بمراكش، والثاني "وازيد يونس" نجار من مواليد سنة 1991 يسكن في العزوزية بالمدينة الحمراء، أما الثالث فهو "عبد الصمد إيجود" من مواليد عام 1993، ويقطن في درب زروال.

دليدا من الفقر إلى النجومية إلى الإنتحار .. مقال بقلم هشام بودراhibo



مراحل من حياة الفنانة العالمية دليدا
- إسمها الحقيقي يولاند كريستينا جيوليوتي و إسمها الفني دليدا 
- من مواليد شبرا بالقاهرة في شهر يناير 1933من والدين إيطاليين فرا إلى مصر أثناء الحرب العالمية الأولى 
- كان أبوه يعمل عازف في أوركسترا أوبرا القاهرة .. و ذات شخصية حادة وعنيفة
- ولدت دليدا تعاني من عيب في عينها اليمنى تسبب لها في إجراء ثلاث عمليات للعين نفسها .. ما جعلها ترتدي نظارات طبية سميكة .. مما جعلها مثار سخرية زميلاتها في المدرسة الكاثوليكية التي كانت تتعلم فيها إلا أن راهبة كانت في المدرسة عملت على مواستها كلما رأتها تبكي من سخرية زميلاتها .. و بقت دليدا تحتفظ بذاكرة هذه الراهبة إلى آخر عمرها..
- في سنة 1940و أثناء الحرب العالمية الثانية تعقد حياة الأسرة بعد أن زج بأبيها في السجن لعدة شهور بسبب كونه إيطالي ..
- تصف أباها الذي كان حاد معها سيء الطباع حينما توفي.. (بكته كثيرا و كانت تقول على قسوته .. إلا أنه أبي الذي ورثت عنه طباعه الحادة ، إن دم أبي في أوردتي)
- كانت دليدا تحلم بالنجومية و التمثيل منذ المراهقة لكن ظروف العيش السيئة عند أسرتها .. إضطرتها للعمل كسكرتيرة في إحدى شركات الأدوية ..
- حصلت دليدا على مس أوندين 
- شاركت دليدا في مسابقة جمال مصر و فازت باللقب ..
- حصلت دليدا على بعض الأدوار السينمائية الصغيرة بعد فوزها باللقب ..
- غادرت دليدا مصر متوجهة إلى فرنسا بهدف العمل في مجال الغناء 
- عملت بفرنسا في الغناء و الموسيقى في بعض الملاهي الليلية .. لتحصل بعد ذلك على عقد من شركة أسطوانات شهيرة .. و إختارت لنفسها إسم شهرتها دليدا
- في سنة 1956غنت أغنيتها الشهيرة و التي فتحت لها أبواب النجومية على مصرعيه و هي أغنية بامبينو 
- غنت دليدا في بداية مشوارها بعدة لغات منها الفرنسية و الإيطالية ..
- في 1957لفتت شهرتها بعض المخرجين الذين قدموها في عدة أفلام لم تلقى أي نجاح .. لكن شهرتها في الغناء كانت لا توصف في أوروبا ..
- سجلت ما يقارب 500أغنية فرنسية خلال حياتها .. و باعت ثمانين مليون أسطوانة في أنحاء العالم 
- حازت على عدة جوائز و سجلت ما يقارب خمسة و خمسين أسطوانة ذهبية ..
- رغم النجاح و الشهرة و الثروات التي حصلت عليها .. إلا أن حياتها العاطفية كانت عبارة عن مآسي لا تنتهي ..
- تزوجت دليدا لمرة واحدة من لوسيان موريس .. و إنفصلا بعد أشهر قليلة من الزواج .. كما فشل لوسيان في زواجه الثاني .. خلالها حاول العودة لدليدا و حينما يئس أطلق النار على نفسه منهيا حياته ..
- في عام 1967إلتقت بمغني إيطالي شاب .. أحبته دليدا وحاولت مساعدته في شق طريق النجاح .. لكن الفشل كان من نصيبه .. فقرر إطلاق النار على نفسه و إنهاء حياته .. و كانت دليدا أو من رأى جثته غارقة في دمائها .. لقد آثر هذا المشهد على نفسية دليدا لما تبقى من حياتها ..
- في فترة السبعينات تعرفت دليدا على إنسان .. أحبته .. لكنه هو أيضا إنتحر لظروف خاصة به ..
- و رغم شهرتها لم تنسى مصر فقد كانت دائمة التردد عليها .. في 1977غنت لصلاح جاهين أفضل أغانيها .. 
- و في 1986شاركت في فيلم ليوسف شاهين بعنوان اليوم السادس لم يلقى أي نجاح جماهيري ..
- في مايو من سنة 1987وجدت دليدا ملقاة على سريرها جثة هامدة .. بسبب تناولها جرعة كبيرة من الأقراص المنومة .. و بجوارها رسالة إنتحارها .. عليها عبارة واحدة .. الحياة أصبحت غير محتملة .. سامحوني ..
- دفنت في مونمارتر .. و صنع لها تمثال بحجمها الطبيعي وضع على قبرها 
- في 2001قامت الحكومة الفرنسية بتكريمها ووضع صورتها على الطابع البريدي..

"رسالة تحت التراب" تعيد ملابسات مصرع آيت الجيد إلى الواجهة مقال بقلم نورالدين اكجان من موقع هسبريس



في سياق يتسم بتصاعد التقاطبات في قضية "اغتيال" الطالب اليساري آيت الجيد بنعيسى، من المنتظر أن تُصدر عائلة الشاب اليساري رواية بتنسيق مع الكاتب لحسن وانيعام، عُنونت بـ"رسالة تحت التراب"، وتتضمن حياة وملابسات مقتل الطالب سنة 1993 على يد إسلاميين بمدينة فاس، حسب ما أوردته مصادر من عائلة آيت الجيد.
وتأتي الرواية بعد تكثيف عائلة "الشهيد" محاولاتها من أجل إحياء الملف، وإعادة متابعة القيادي الإسلامي عبد العالي حامي الدين، وهو ما نفذه قاضي التحقيق، إذ من المرتقب أن يمثل المتهم أمام أنظار محكمة فاس في 25 من شهر دجنبر الجاري، في حين تم إيكال المثقف المغربي سعيد ناشيد مهمة رئاسة "لجنة دعم عائلة الشهيد أيت الجيد بنعيسى".
لحسن وانيعام، كاتب الرواية، أوضح أن "الأثر الأدبي انتهى على مستوى الكتابة، لكنه لازال قيد الطبع"، مشيرا إلى أنه "من الحجم المتوسط، يقع في ما يقارب 120 صفحة، ويندرج ضمن ما يعرف بـ"كتاب الجيب"، وتم تأليفه بتنسيق مع عائلة آيت الجيد وبمعية رفاق عايشوا تجربة الشهيد عن قرب".
وأضاف وانيعام، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الرواية تتحدث عن الجانب غير المعروف في شخصية آيت الجيد، من خلال استحضار طفولته ونشأته وعائلته، فضلا عن نضالاته وقناعاته السياسية وتجاربه العاطفية، ثم حدث الاغتيال"، وزاد في هذا الباب: "لم تتطرق للتفاصيل، لكنها قدمت صرخة الشهيد وطالبت بضرورة كشف ملابسات الاغتيال".
وأكد صاحب الرواية أن "العمل غير مدعوم من أي طرف أو جهة، وتم إعداده بتنسيق مع ابن عم الشهيد حسن أيت الجيد"، مشيرا إلى أن "التكاليف تم تحملها من الطرفين، ومن المرتقب أن يتم إصدار 500 نسخة كمبادرة أولى، في أفق طبعات أخرى في حالة توفر مزيد من الإمكانيات".
من جهته، قال حسن أيت الجيد، ابن عم الطالب بنعيسى، إن "العمل تم التحضير له منذ ما يقارب السنة من الزمن، وليس وليد اللحظة، وهدفه ليس هو البروباغوندا"، مشيرا إلى أن "المبتغى هو التأريخ للشهيد، باعتبار أن العديد من محطات التجربة القاعدية لم تؤرخ".
وأضاف أيت الجيد، في تصريح لهسبريس، أن "الفكرة تعود للكاتب وانيعام، وبعد طرحها مدت العائلة يدها للمساعدة"، لافتا إلى أن "العمل لا يبحث عن دعم، لأن اختيار الأسرة هو مواجهة من له إمكانيات دولة بالإصرار فقط"، وزاد أن "الشهيد يستحق أن يؤرخ وأن تصل حياته إلى المغاربة".
وأيت الجيد بنعيسى، من مواليد سنة 1964 بدوار تزكي أدوبلول بإقليم طاطا، وتابع دراسته بمدينة فاس بحي عين قادوس، وفي ثانوية ابن خلدون بدأ نشاطه النضالي في الحركة التلاميذية سنة 1983، ليتم نقله من هذه الثانوية سنة 1984، ويلتحق بثانوية القرويين في المدينة نفسها.
ويحكي عدد من رفاق الراحل أنه فوجئ، حين كان متوجهاً إلى حي ليراك بفاس رفقة صديقه الخمار الحديوي، الشاهد الوحيد يوم 25 أكتوبر من عام 1993، بهجوم قاده منتمون إلى فصيل إسلامي استعملوا فيه العصي والسلاسل والسيوف، وهو ما سبب له كسرا عميقا في الرأس ونزيفاً داخلياً عجل بوفاته يوم فاتح مارس، وعمره آنذاك 29 سنة.

قصة قصيرة بعنوان أي شقيقي للكاتب المغربي رضوان احدادو




comic : les femmes en blanc




قصة قصيرة رائعة بعنوان أبوخليل من إبداع الكاتب المغربي عبدالكريم ثابت






تولستوي .. الكاتب العجوز المثير للجدل مقال بقلم هشام بودراhibo


لطالما كان مثيرا للجدل في سنوات حياته المديدة و حتى بعد موته .. إحترمه الملايين حول العالم لحكمته و عبقريته الفكرية .. ناصر الحق و لو على نفسه .. نعته البعض من المفكرين بعد الخمسين من عمره بالمهزوز عقليا و فكريا فقال عنه صديقه الأديب الكبير  تورغينييف  (يتخبط في مستنقعات غامضة).. و لم يسلم حتى يومنا هذا من ألسن النقاد الحدثيين فقال عنه سواريز (أصبح شبيها بواعظ قرية صغيرة ، يشيع السأم والملل حوله ، و يحشر أنفه بما لا يعنيه ، و يبدي رأيه بمناسبة و غير مناسبة)..
و لم يكن الناقد ستيفان زويك أقل حدة عليه فقال عنه ( إن كل ما كتبه .. عدا رواياته و قصصه الشهيرة ، و ضمنه آراءه و عقائده و نظرته إلى الحياة ، يدخل في عداد أتفه الأعمال الأدبية ، لتحيزها و تعصبها فهو يتنكر فيها لجميع القيم المعروفة )
أما الناقد الأدبي ترويا فخصه بكتاب من 800صفحة خصصها للتهكم عليه و إنتقاده و السخرية منه ..
هو الكاتب و الفيلسوف الروسي تولستوي صاحب الأفكار الغريبة و المثيرة للجدل .. من يتتبع سيرة هذا المفكر العملاق .. نجده في سنة 1856في العشرينيات من عمره يقطن في بطرسبورغ عند صديقه الأديب الكبير يورغينييف و هناك كان في تواصل مع صفوة المثقفين والمفكرين الروس و حينما مل تولستوي من أفكارهم و إملاءاتهم الفكرية وجه لهم نقدا لاذعا متهما إياهم بالغرور و الغطرسة و توهمهم أنهم أفضل الناس و المنارة التي يهتدي الناس بآرائها و يقول تولستوي بهذا الخصوص : (كانوا واثقين من أنفسهم بإدعاء ، يقررون وحدهم ما فيه خير الناس و الشعب ، و هم غرباء عن الشعب ، لا يحجمون فيما بينهم عن ذمه و احتقاره)
و هنا نرى تورغينييف يأنبه عن آرائه و قد فقد صبره فيقول له : (و أخيرا ، أريد أن أعرف بالتحديد إن كنت كاتبا ، أم مصلحا أم واعظا دينيا ) .. بينما كان يقدره في شبابه و يصفه بالشاب الثائر ذو التصرفات الغريبة ..
و من غرائب تولستوي أنه قطع دراسته فجأة وعاد إلى مسقط رأسه حيث كان يملك ما يقارب 700هيكتار يعمل بها ما يقارب 700فلاح كرقيق .. عاد ليرعى شؤون فلاحيه و أسرهم لأنه كان يرى أنهم مسؤولون منه ..
غير أن فلاحيه خيبوا أماله فقد كانوا يسخرون من آرائه الفكرية و توجيهاته و نصائحه .. فقرر أن يفارقهم لبرهة من الزمن فقصد العاصمة لينعم بملذاتها و توهجها كما كان يفعل أقرانه من الطبقة الأرستقراطية الفاحشة الثراء .. لكنه سرعان ما مل من تلك الحياة فقرر التوجه إلى القفقاس لينعم براحة الكتابة هناك انصب كل اهتماماته على التأليف .. و بعد نشره لأعماله لاق نجاحا وشهرة كبيرتين .. ثم انتابه شعور بالقرف من كل ذلك النجاح .. فقرر العودة إلى فلاحيه و أرضه الطيبة .. و ما لبث أن ترك روسيا قاصدا أوروبا الغربية ..
كيف كان يرى نابليون :
و في باريس زار قبر نابليون و قال جملته الشهيرة (إن هذا إلا لص أثيم !لقد قام مجد نابليون على أكداس من الضحايا ، و سواق من الدماء .. و كانت جحافه أرتالا من الوحوش الضارية ، مارست جرائم القتل لحسابه) .
و بينما كان يتجول في لوسيرن بسويسرا .. رأى في إحدى شوارعها متشردا يتسول .. فتأبط ذراعه و عزمه لمرافقته إلى الفندق الفخم الذي كان ينزل فيه .. و ادخله ردهة الفندق الفسيحة ليتناولا الشاي معا .. أثار هذا الموقف إمتعاض و سخط الحاضرين الجالسين هناك  فترك بعضهم المكان احتجاجا على هذا الموقف الإنساني .. و كان بين الجالسين زوجين بريطانيين عبرا عن غضبهما لإدارة الفندق .. استولى الغضب على تولستوي و كتب في الليلة ذاتها قصة أرسلها إلى مجلته التي إشتهر فيها .. أتى في نهاية القصة على موقف الزوجين البريطانيين فيقول :(متمددا على مقعد وثير في شقته الفخمة ، مثرثرا حول الأوضاع في الصين ، مؤيدا ما يرتكب فيها من مذابح ، في سبيل تجارة الأفيون التي يمارسها البريطانيون)
أثارت القصة بعد نشرها إستنكارا و حنقا من طرف الطبقة البرجوازية و الأستقراطية و لم تكن أول قصة له تثير جدلا فقد شهدت معظم ريبورتاجاته حول حصار مدينة سيباستوبول و التي صور فيها هول الحرب و فظائعها إستنكارا أيضا ..
فلسفة تولستوي الوجودية :
إختلف النقاد حول عقيدة تولستوي الدينية و لكن تبقى آرائه تعبيرا عن عقيدته ؛
كتب في مذكراته : (يستحيل التمييز في هذا المجتمع بين المؤمن الحق و الكافر الصميم .. إن الذين يدعون الإيمان و يخالفونه بأفعالهم هم الأقبح من غيرهم .. إنهم أشد قسوة ، و أكثر أنانية )
و كتب أيضا : (ما هو الإنسان ؟ و أنا ... من أنا ؟ ماذا أريد ؟ ماذا أبتغي من هذه الحياة ؟ إنني لا أسعى إلى المال ، و لا أبتغي المجد . . هذا أكيد فما هو الشيء الذي أريده إذن؟
عرف على تولستوي بخلافه القوي مع الكنيسة فقد إعتبرها بعيدة عن نشر الدين الصحيح .. غير قادرة على الإقناع و غرس الإيمان في النفوس..
يقول في هذا الصدد :(إن الكنيسة بأفكارها و تعاليمها الساذجة ، و بطقوسها و بعباراتها المبهمة ، تصنع كفارا عوضا عن أن تصنع مؤمنين .. و الأطفال الذين يستمعون إلى التعاليم الدينية فلا يستطعون فهمها و يرفضونها و يهزأون منها ...
إن مسؤولية الكنيسة جسيمة .. وإن مشعل الإيمان الذي ترفعه خبأته تحت ثيابها ، و قد اشتعلت النار بتلك الثياب )
و بعد النقد الذي تعرضت له الكنيسة من طرف تولستوي فقد حكمت عليه بالطرد و الحرمان من الثوبة..

زواجه؛
لما رمقت عينا تولستوي سونيا نسي كل إهتماماته الفكرية .. سحرته بجمالها و استولت على كيانه فيقول هنا :(أن يتأمل وجهها مليا و طويلا ، و هي بين يديه! أن يضمها إليه ، ويقبلها .. ثم أن يطيل النظر في وجهها ، و أن يعاود تقبيلها).. و أصبحت زوجته ..
كان زواج تولستوي بسونيا بمثابة عبء ثقيل على رجل أولى جل إهتمامته في تحسين مستوى حياة الأخرين .. رفضت سونيا أن يستمر زوجها بإهتمامه بفلاحيه و أبنائهم الذين أسس لهم مدرسة يعلمهم بها .. و لقي منهم آذان صاغية و نفوسا متفتحة على عكس أبائهم الذين كانوا يسخرون منه سرا فيما بينهم ..
رفضت سونيا أيضا أن يبقى زوجها مجرد معلم .. و خيرته بين أبناء فلاحيه و بينها و لم تتوقف دائرة الخناق على تولستوي بل ألحت عليه أن يعود للكتابة مرة أخرى لينال المجد الذي يستحق و تتقاسم معه مجده فهو الذي وصفه تورغينييف بأنه أعظم كاتب روسي من بعده..
لم يكن لتولستوي سبيل للمقاومة بهيامه بها جعله يخدع لمشيئتها ..
رواية الحرب والسلم :
انصب تولستوي على الكتابة بكل حماسة و أخرج للوجود روايته الشهيرة الحرب والسلم .. ولقيت هذه الرواية شهرة تجاوزت حدود روسيا .. و نال تولستوي المجد والشهرة .. وكانت سعادة سونيا لا توصف بالأموال التي جنتها من هذه الرواية و كذلك كان جشعها .. لا يتوقف في زيادة ثرائها و غنها فذات مرة قرأت إعلانا يعرض فيه شخص ممتلكاته كاملة للبيع بثمن مغر .. فأجبرت زوجها على السفر إلى صاحب الإعلان و شراء أملاكه .. فما كان منه إلا أن أذعن لقرارها .. و لأن المسافة كانت طويلة قرر تولستوي أن يقضي ليلته في أحد النزل ..
حينما تمدد تولستوي في الغرفة أحس بالضيق الشديد يكتم على أنفاسه .. كان شعوره بالموت يحوم حوله و يضيق الخناق عليه .. تملكه السخط و الغيظ و بدت له الحياة تافهة لا معنى لها ..
على حسب تعبيره .. و مع بزوغ الفجر عاد تولستوي إلى منزله متحججا لدى سونيا بأنه يحس بالمرض .. و بالفعل ساءت حالته فعلا لم يكن يبالي بشيء و إنتابته رغبة في الموت ..
لجأت سونيا لجل الوسائل لإخراج زوجها من تلك الحالة النفسية السيئة التي تملكته  و التي غرق فيها .. فوافقت على أن يعيد فتح مدرسته التي ضحى بها من أجلها .. فاستعاد عافيته و انتعشت نفسه و شرع في تأليف كتب أبجدية و قصص لتلامذته أبناء فلاحيه..
رواية أنّا كارينينا :
إن المتتبع لحياة تولستوي يرى جليا التطور الملموس في طريقة هندامه خصوصا بعد زواجه من سونيا .. التي أجبرته على خلع قميص الفلاحين الذي كان يرتديه دائما .. محاطا بزنار غليظ من الجلد و شرعت في إلباسه أزياء أوروبية راقية تناسب المجتمع الأستقراطي الذي تنتمي له .. كما لم تتوانى في إصلاح شأن لحيته الطويلة و الكشة المنتشرة فوق صدره بشكل فوضاوي و شعره الأشعث .. كان هدف سونيا حسب تعبيرها أن يبدو زوجها بالمظهر اللائق بالمجتمع الذي ينتميان له ..
حينما لمست سونيا تحسنا في حالة زوجها النفسية .. ألحت عليه بشدة بالعودة للكتابة و عدم تضيع وقته مع تلاميذته .. و بسبب حصارها و ضغطها إستجاب لطلبها وشرع في تأليف روايته الشهيرة أنا كارينينا و كان ذلك في 18آذار سنة 1873م.
و كتبت سونيا إلى أختها تخبرها بأنهم شرعوا في تأليف رواية جديدة :(نحن نكتب أنا كارينينا من الصباح إلى المساء)
كان بطل الرواية ليفين يتحدث بمرارة عن السيدة كيتي التي ألبست خدمها زيا يساوي ثمن أجر عامل أو عاملين لمدة سنة .. و بالفعل فقد كانت سونيا توظف 19خادما في قصرها و تجبرهم على إرتداء زيا فرنسيا غالي الثمن يتكون من السترة الحمراء و السروايل و قفازات و جوارب بيضاء ..
و بعد نشر الرواية .. لقيت نجاحا باهرا يماثل روايته السابقة الحرب و السلم .. و امتدحت الصحافة عبقرية تولستوي و مجدته .. و حصل المؤلف على أموال طائلة جعلت سونيا تطير فرحا بتكديس المزيد من الثروات ..
ها هي الحرب تكاد تندلع بين روسيا و تركيا . . كانت الطبقة الراقية تصفق لهذا الحدث الجليل . . بينما كان موقف تولستوي ضد الحرب فأرسل فصلا جديدا يتطرق لموضوع الحرب لروايته لنشرها في الطبعة الجديدة لكن الناشر رفض طبعها ما اضطر تولستوي أن يطبعها على نفقته الخاصة ..رغم إعتراض سونيا و رجائها له ..
أثار الفصل الجديد ضجة هزت روسيا فثار عليه الكاتب الروسي الكبير دوستويفسكي و الذي كان يؤيد العهد القائم في بلاده :(إلى أين يسير تولستوي ، و أية أفعى لدغته ؟كيف يعزل كاتب عظيم كتولستوي نفسه عن المجتمع الوطني ، و ينزلق إلى العواطف الرخيصة ؟لا شك أنه ضحية انحراف عقلي )
إعتبرت سونيا أن زوجها يعاني من أزمة نفسية و ضميرية ..
إعتبر تولستوي العنف يؤدي إلى الظلم و القهر و لذلك رفضه بشكل مطلق ..
معانات تولستوي النفسي بعد الخمسين :
رغم المجد و المال و الشهرة التي نالها الكاتب و الفيلسوف تولستوي فقد عان إضطرابات نفسية معقدة .. وأسئلة لطالم حيرت باله و حاصرته .. لماذا الحياة؟ ما هي غايتها ؟ ما معنى الوجود في هذه الدنيا؟ و يقول بهذا الصدد في مذكراته (تتراءى هذه الأسئلة أمامي كنقاط حبر تقطر على الورق في المكان نفسه ، و تنتهي إلى تشكيل بقعة سوداء ، مظلمة كهوة الموت)
فكر تولستوي في إنهاء حياته و الإنتحار .. كأي مفكر عظيم .. فالحياة لا تستحق كل هذه المعانات .. لكن خوفه من المجهول و حبه لزوجته و أبناءه عوامل ساهمت في بقاء تولستوي على قيد الحياة لمدة مديدة. .
يقول في هذا الصدد : (يوجد إدراك عن طريق القلب و الإيمان ، يسمو بالإنسان )
و قال أيضا : (الحقيقة و الخير و العدالة و التضامن و الحب كل هذه الأمور موجودة في أعماقنا )
و كمن عاد و قد اكتشف نفسه فقد كتب سنة 1878:(إنه الصيف ، الصيف الرائع الجميل . إنني مجنون بالحياة)
و بما أنه بدء في إكتشاف نفسه فقد أصبح لزاما عليه أن يكافح البؤس و الظلم والفقر يقول بهذا الصدد:(إن قطعة الخبز ليست من حقي إلا إذا علمت بأن لكل إنسان قطعته من الخبز)
و حاول تولستوي إقناع زوجته بالتخلي عن أرضه لصالح الفلاحين الذين يعملون بها و الإحتفاظ ب50هكتارا فقط من 700هكتار و التي كانت في ملكيته..
صعقت سونيا من أفكار زوجها و صرخت  لقد كان دوستويفسكي على حق بأن زوجها فقد عقله و كتبت إلى أختها :(زوجي يريد خرابنا ، و حرمان أطفالنا من التعليم . يريد مني أن أطهي ، و أنظف البيت ، و أغسل الثياب .. أنا الكونتيسة تولستوي ! إنه يرفض كل شيء ، كل ما يحترمه المجتمع و يرعاه منذ قرون)
لقد فكر تولستوي في ترك زوجته المتسلطة لكنها هددته بأنها ستنتحر إذا ما رحل وتركها ..
عاشت سونيا و أبناءها  في خوف مستمر مما قد يقدم عليه أباهم تولستوي و هو حرمانهم من جل ممتلكاته إضافة إلى حقوقه كمؤلف في وصيته ..
كان الجميع يتمنى موته سريعا .. لكي لا يقدم على أي مغامرة تفقد الأسرة حياة الملوك ..
آخر سنتان في حياة تولستوي :

في إحدى الليالي سنة 1909أغمي على تولستوي بسبب الإعياء و التعب خلالها ظنت سونيا أن زوجها يصارع الموت .. فإرتمت عليه و هي تهزه بعنف صارخة في وجهه (المفاتيح ! أين مفاتيح الدرج التي تخبئ فيه وصيتك)؟
استمر تولستوي منكبا على الكتابة إلى آخر الأيام في حياته .. و في20 تشرين الأول سنة 1910قرر الهرب من بيته و زوجته المتعجرفة .. كان في 82من عمره لم يعد قادر على تحمل معاناته و ضعفه فهرب من بيته في الثالثة صباحا .. قصد محطة القطار .. و كان عليه أن ينتظر ساعتين وصول القطار .. لكن قطار الموت داهمه في غرفة آمر محطة استابوفو على الخط المتجه إلى القفقاس .. و بذلك تخلص من حمل ثقيل إسمها الحياة و أسئلة كثيرة لطالما طاردته و أثقلت كاهله ..
قال عنه أندريه جيد عام 1941:(إنه برزخ ضخم .. و هو غير صادق على الأرجح ، متكبر لدرجة أنه رفض الموت ببساطة ككل الناس)

حينما كشف شمشون الجبار سره لزوجته .. كانت نهايته


تتحدث الأسطورة عن بطل جبار يفتك بأعدائه .. و يقاتل الأسود و يطوي الحديد بيديه..لم يستطع أحد هزيمته شمشون .. إلا بعد فضح سره للعلن بمؤامرة اشتركت بها زوجته دليلة .. عندما كشف لها ذات مرة .. أن سر قوته يكمن في شعره الكثيف .. فما كان من أعدائه سوى الإحتيال عليه و جز شعره .. فخرت قوته و تحول شمشون الجبار إلى رجل هزيل ضعيف لا يقوى على أي شيء ..
أبقي سرك في بطنك و لا تعطيه لأحد مهما كان ..

فريدا كاهلو .. من المعانات يولد الإبداع مقال بقلم هشام بودراhibo

ما أجمل أن ينظر المرء إلى الجانب المشرق بين الأشياء ، و يستثمرها لتكون دافعا له و لغيره لبذل المزيد، فلابد من وجود ثقب للضوء في الأماكن المظلمة. جملة من مذكرات الرسامة المكسيكية فريدا كاهلو المولودة في السادس من شهر يوليو سنة 1907في ضواحي كويوكان من أب ذات أصول ألمانية وأم ذات أصول مكسيكية و تنتمي الأسرة إلى الطبقة المتوسطة  .. شهدت طفولتها ثورة زاباتا الذي أصبح فيما بعد أيقونة في تاريخ اليسار المكسيكي .. عرف على فريدا إنتماءاتها للتوجهات اليسارية في وقت مبكر من حياتها القصيرة ..
و كان لإصابتها بشلل الأطفال في قدمها اليمنى في سن السادسة أثرا بالغا في نفسيتها طوال حياتها .. فلقد أجبرتها الإعاقة على عدم إرتداء الفساتين أسوة بقريناتها الفتيات .. وكانت ترتدي الجوارب الصوفية طوال السنة لإخفاء قدميها لكي لا تتعرض للسخرية من رفيقاتها ..
و لم تتوقف معانات فريدا في حياتها عند إصابتها بشلل الأطفال ففي سنة 1925تعرضت لحادث حافلة  كانت تقلها إلى منزلها .. ما تسبب لها في كسور في كامل جسدها و خاصة في العمود الفقري ما اضطرها إلى التمدد على السرير لمدة سنة كاملة بدون حراك .. خلالها عملت أمها على الإعتناء بها حيث جهزت سريرا متنقل لها .. كما وضعت لها مرآة ضخمة في سقف غرفتها .. و منذ تلك اللحظة كانت فريدا وجها لوجه لمدة طويلة مع وجهها .. و كان ذلك إيذانا بولادة فنانة جديدة في عالم الفن التشكيلي .. فطلبت ريشة و ألوانا و أوراقا و إنطلقت تعبر عن نفسها برسم بورتريهات لنفسها كما تحب أن تراها ..
تقول فريدا عن هذه المرحلة : لم أرسم أبدا أحلاما بل أرسم واقعي الحقيقي فقط ..
تزوجت فريدا سنة 1929من الرسام الجداري الثوري المكسيكي دييجو ريفيرا و كان يكبرها بعشرين سنة فعمره كان في حدود الثانية والأربعين .. إلا أن فريدا كانت تحبه جدا و قد علمها في بداية حياتها كيفية رسم اللوحات الفنية العظيمة ..
و رغم الحب القوي الذي جمع ريفيرا و فريدا فقد كان الزوج له مغامرات نسائية كثيرة أثرت على العلاقة الزوجية إلى أن وصلت إلى مرحلة الطلاق .. وسبب الطلاق لفريدا صدمة نفسية قوية ..
تقول فريدا في مذكراتها عن مرحلة الطلاق : تعرضت حياتي لحادثين : الأولى أدت بي إلى شلل جسدي  و الثانية (الطلاق) أدت بي إلى شلل نفسي !!
و إنعكست مرحلة الطلاق على أعمال فريدا الفنية فطليقها لم يغب فكريا عنها .. فمرة ترسم لوحة تعبر من خلالها عن حبها له و مرة عن كرهها له .. إلا أن هذه المرحلة مرت كالجمر على فريدا و في سنة 1940وتحديدا في سان فرنسيسكو عادا الطليقان ليتزوجا مرة أخرى و ليكملا ما تبقى لهم من حياة معا ..
رغم الآلام الجسدية والنفسية التي لحقت فريدا طوال حياتها القصيرة والتي تمكنت من تحويلها إلى أعمال فنية سوريالية خالدة ..
قال عنها زوجها ريفيرا: لم تضع امرأة من قبل كل هذه المشاعر في قطعة قماش .. ما تعيشه هو ما ترسمه . . و لكن ليست هناك تجربة إنسانية مهما كانت مؤلمة تستطيع أن تحوله إلى فن ..
و قال عنها أندريه بريتون : آلام جسدها.. إذا هي منبع فنها ، امرأة ممددة في السرير بجسد متعب بالصفائح و محاط بالمشدات ، ليس لديها ما تفعله سوى أن ترسم بتلك النبرة السوريالية الخاصة ...
و قال عنها بيكاسو : لا أنا و لا ريفيرا بمقدورنا تقديم بورتريه كما تفعل فريدا ..
بعد أن اشتد المرض على فريدا طلب منها طبيبها بعدم مغادرة سريرها .. إلا أنها أصرت على حضور آخر معارضها الفنية في المكسيك سنة 1953كما أصرت على حضور مظاهرة على كرسيها ذات العجلات حاملة لافتة تطالب بالسلام إعتراضا على تدخل المخابرات الأمريكية في غواتيمالا ..
و قبل وفاتها أوصت بحرق جثمانها و كتبت ؛ أتمنى أن يكون الخروج ممتعا ، و أتمنى ألا أحتاج العودة أبدا.. 
في 13يوليو من سنة 1954توفيت فريدا عن عمر يناهز السابعة والأربعين بسبب إلتهاب رئوي حاد و يقول زوجها ريفيرا عن موتها : إن اليوم الذي ماتت فيه فريدا كان أحد أكثر الأيام مأساوية في حياتي ، لقد اكتشفت أن الجزء الأفضل من حياتي كلها كان حبي لها ..
احتفظ زوجها برمادها في جرة و قد أوصى بأن يدفنا معا في بيتهما المسمى المنزل الأزرق في كويوكان بعد موته و بعد سنتان من رحيل فريدا توفي ريفيرا بمرض السرطان و دفن في مقبرة العظماء و لم تنفذ وصيته .. و تحول منزلهما فيما بعد إلى متحف فني يضم أعمال فريدا ومقتنياتها الشخصية و أصبح يؤمه ملايين الناس من جميع أصقاع المعمورة..

تركت فريدا إرثا فنيا خالدا يقدر بحوالي 200لوحة فنية  جسدت من خلالهم .. روحها وبشرتها و آلامها و حنقها و معاناتها المريرة ..و ما يلفت النظر أن فريدا إستطاعت أن تجعل من لوحاتها مرآة لما يختلجها من مشاعر و حسرة و ألم و لم تخلوا أعمالها من ذكر للتراث المكسيكي المتجسد في حضارة الأزيك و المايا و الطلاسم و الطواطم و غيرها من الرموز وقد إختلف النقاد في نظرتهم إلى أعمالها الفنية بين معجب بها و غير مرحب .. إلا أن لا أحد يستطيع  التقليل من مدى الشعبية و الحب الذي وصلته فريدا خصوصا بعد وفاتها ..
أعمال فنية جسدت قصة حياة فريدا 
- في عام 1997قامت الفنانة العراقية عشتار ياسين بتقديم مسرحية في كوبنهاجن بعنوان شجرة الأمل تناولت فيها حياة فريدا
- في 2002أنتج فيلم أمريكي عنها بعنوان فريدا.. الحياة المتنافسة بطولة الممثلة المكسيكية سلمى حايك و الممثل أنطوني موليود الفيلم مقتبس من كتاب عن سيرة الفنانة كتبه هايدن هيريرا في عام 1984م.. بعد عرض الفيلم تحول إسم الفنانة إلى إسم تتناقله وسائل الإعلام العالمية .. و تم طبع الملايين من أعمالها و صورها ..

tomatoes


إنتفاضة مارس 1965الذي قتل فيها الآلاف .. وخطاب الحسن الثاني اللاذع مقال بقلم هشام بودراhibo


عرف المغرب منذ الإستقلال الوهمي مجموعة من الإنتفاضات منها الطلابية و منها العمالية ومنها النقابية . . لكن إنتفاضة الطلبة بالدار البيضاء في مارس1965تعتبر هي الأعنف و ذلك بسبب عدد القتلى الكبير الذين سقطوا بالآلاف ..  على يد قوات الأمن لمدة ثلاثة أيام متواصلة كان خلالها الجنرال أوفقير و اليد اليمنى للحسن الثاني يحلق في سماء الدار البيضاء بطائرة هيليكوبتير و يعطي أوامر القتل الجماعي للطلبة ..
و يتساءل البعض ما الذي أدى إلى إندلاع هذه الإنتفاضة .. و الجواب هو أن البلاد كانت تمر بمرحلة إقتصادية وسياسية حرجة بحيث تجاوز عدد العاطلين في الدار البيضاء وحدها إلى 300ألف عاطل و كان الحسن الثاني يرى في المعارضة خطرا حقيقيا على حكمه بعدما إستطاعت أن تستقطب الطلاب و العمال و الفلاحين  إلى جانبها .. و ما زاد الطين بلة هو القرار الذي أخرجته وزارة التربية الوطنية بآوامر من الحسن الثاني .. بأن يطرد من المدارس الثانوية كل من تجاوز سن الثامنة عشر و يتم إلحاقهم بالتعليم التقني (التكوين المهني) و كانت حجة الحسن الثاني بأن سوق العمل ليس بحاجة لمتعلمين بقدر حاجته إلى متمرسين في المهن .. لكن المتتبع للأحداث يرى أن الحسن الثاني كان هدفه سحب البساط من تحت أقدام المعارضة ..
بعد القرار إندلعت الإحتجاجات في الدار البيضاء و قتل خلالها الآلاف و زج بآلاف أخرين في غياهب السجون .. و في السابع من  يونيو من نفس السنة سيعلن الحسن الثاني حالة الإستثناء معلنا قيام مملكة يحكمها بمفرده دون حاجة إلى برلمان أو مؤسسات منتخبة شعبيا..
و  بعد سكون الإنتفاضة بإخمادها بالرصاص والدم .. ألقى الحسن الثاني خطابا مرتجلا لأول مرة منذ توليه العرش .. سيعترف فيه بأنه هو من أعطى الأوامر لجنراله أوفقير بقتل المتظاهرين واصفا الأمر بعين العقل من أجل إستتباب الأمن و تجنيب البلاد الفوضى و قانون الغاب ..متهما المعارضة بوقوفها وراء الأحداث لتدمير المملكة و الإستلاء على الحكم .. خلالها لم ينفي الحسن الثاني أن المغرب يشهد ظروفا إقتصادية و إجتماعية صعبة ورد ذلك حسب قوله إلى الهوة الواسعة بين الإنتاج و الإستهلاك بحيث لم يسجل الإنتاج الداخلي خلال العشر سنوات الأخيرة مثلا إلا 1،6في المئة في الوقت الذي إزداد فيه عدد سكان المغرب ما يقارب 3في المئة .. كما لم يعد الإنتاج الفلاحي يفي بالغذاء لمجمل ساكنة البلاد ..
ووجه الحسن الثاني كلاما لاذعا لأسر الطلبة قائلا:هل يخفي عليكم أيها الأباء و الأمهات أن جيلنا هذا سينقرض يوما وسيموت .. و أن الجيل الذي أخرجتموه إلى الشارع هو الذي سيخلفه .. إلى الأباء و الأمهات الذين دفعوا بأبنائهم إلى الشارع لأجل التظاهر .. كانوا مخطئين لأنهم عودوهم على الفوضى و قانون الغاب .. حذار ،حذار .. فمن تجرأ لك .. تجرأ عليك ..
و كان لرجال التعليم نصيب من الكلام الغاضب بحيث وصفهم بأشباه المثقفين قائلا لهم بنبرة حادة : أخيرا أتوجه إلى الأساتذة و أقول لهم إنه من عادة الرجال و عادة المثقفين بالخصوص أن تكون لهم الشجاعة الكافية للتعبير عن أفكارهم لا أن يستغلوا التلاميذ .. ولا أن يتستروا وراء الأطفال .. يجب أن يكونوا رجالا و يخرجوا هم إلى الميدان .. فهم أدرى بأحوالهم .. والسلطة أدرى بأحوالها .. إنهم يوصدون المدارس و يأمرون التلاميذ بمغادرة الفصول للخروج إلى الشوارع .. فلماذا لم يخرجوا هم أنفسهم بدل أن يخرجوا التلاميذ ؟ أين هي رجولتكم و شجاعتكم ؟ و لكن إسمحوا لي أن أقول لكم إنه لا خطر على أية دولة من الشبيه بالمثقف .. وأنتم أشباه المثقفين .. وليتكم كنتم جهالا..
أما المعارضة فخصها بكلام لا يقل حدة على ما سبقه واصفا إياهم بالجهل و الكذب و خطبهم بالكلام الفارغ الذي لا يستوعبونه بل يتشدقون به فقط من أجل مآربهم الخاصة ..
و يقول الحسن الثاني في نفس الخطاب أنه مؤمن بالديمقراطية و نظام الملكية الدستورية .. وسرعان ما ينتقل في خطابه لإنتقاد نواب الأمة و المنتخبين متهما إياهم بتضيع أوقاتهم في سفاسف الأمور غير مبالين بمشاكل الشعب كل ما يهمهم هو الحصانة البرلمانية و رواتبهم الشهرية مهددا و متوعدا إياهم بالحساب القريب..

18‏/12‏/2018

صاحبة متجر بريطانية تبحث عن لصوص لسرقة متجرها للملابس الفاخرة بمبالغ مغرية

تتبع امرأة بريطانية تمتلك متجراً للملابس، أسلوباً غير تقليدي للحيلولة دون تعرض متجرها للسرقة، عبر توظيف لصوص مهرة لسرقة المتجر.
وتهدف المرأة التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، إلى الحصول على معلومات من اللصوص لتعرف كيفية قيامهم بسرقة المتجر واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لتمنع وقوع أي سرقة لديها.
وقد نشرت مالكة المتجر إعلاناً تطلب فيه أشخاصاً يتحلون بمهارة عالية في سرقة الملابس، لتوظيفهم بأجر يبلغ 65 دولاراً في الساعة.
ومن المهام الرئيسية التي تنطوي عليها هذه الوظيفة، قيام اللصوص بسرقة الأشياء من المتجر على مدى عدة أسابيع، إضافة  إلى إعداد تقرير يتضمن قائمة بالأشياء التي سرقوها، والطرق التي اتبعوها في عمليات السرقة.
وبحسب التقارير فإن صاحبة المتجر، خصصت مكافأة للصوص تتمثل في الاحتفاظ بثلاثة قطع من الملابس التي سرقوها، إضافة إلى رابتهم الشهري.
وأوضحت مالكة المتجر بأنها تتخذ نهجاً جديداً لمنع السرقة من متجرها، بعد سنوات من المعاناة من هذه الظاهرة التي تكبدها خسائر كبيرة في موسم الأعياد.
وأضافت: “منذ بداية نوفمبر يصبح المتجر مكتظاً بالزبائن وتصعب مراقبته، لذا أبحث عن محترفين للمساعدة في تسليط الضوء على نقاط الضعف الأمنية، للحفاظ على أمن المتجر”
ولم يتضح بعد فيما إذا تمكنت المرأة من توظيف الأشخاص المطلوبين حتى الآن، بحسب ما نقل موقع “أوديتي سنترال” الإلكتروني.

فنان تايواني يصنع منحوتات مدهشة من الورق المقوى




تصدر الفنان كاي زيانغ تشونغ (24 عاماً) عناوين الأخبار في تايوان بفضل منحوتاته المميزة التي يصنعها من الورق المقوى.
وجذب تشونغ اهتمام مواقع التواصل الاجتماعي لأول مرة في 2013، عندما انتشرت صور واحدة من إبداعاته المذهلة من الورق المقوى على نطاق واسع على الشبكة العنكبوتية. وبعد ذلك بعام، أذهل تشونغ المتابعين بمنحوتة الرجل الحديدي، التي صنعها من الورق المقوى.
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، كان الفنان التايواني الشاب منشغلاً في صناعة مجموعته واسعة من المنحوتات تضم حيوانات وشخصيات كرتونية عديدة.
وقال تشونغ في مقابلة له مع صحيفة مختصة بالفنون التشكيلية، بأنه كان مغرماً بالشخصيات الكرتونية منذ نعومة أظفاره، وبدأ برسم الروبوتات والوحوش والديناصورات قبل أن يتحول إلى استخدام الورق المقوى لصنع منحوتاته المميزة وهو في المدرسة الثانوية.
وتضم منحوتات تشونغ، منمنمات للحيوانات والوحوش والحشرات، إضافة إلى تماثيل لأبطال الحركة بالحجم الطبيعي، ومخلوقات غريبة، وفق ما ورد في موقع “أوديتي سنترال” الإلكتروني.

لاديسلاو جوزيف بيرو المخترع الذي فقد إسمه مقال بقلم هشام بودراhibo


كم قلما جافا أمسكت بين أناملك .. و كم قلما جافا رميت بعد أن أدى دوره .. و يبقى السؤال هل تساءلت يوما مع نفسك .. من هو صاحب فكرة القلم الجاف  هذه الفكرة البسيطة التي غيرت مجرى التاريخ البشري .. إذا لنتعرف على هذا المبدع و هو الصحفي الهنغاري الأرجنتيني لاديسلاو جوزيف بيرو .. من مواليد 1899وتوفي سنة 1985
كانت فكرة إختراع القلم الجاف عن طريق الصدفة .. حينما كان بيرو يراقب آلات الطباعة فإستنتج أن الحبر المستعمل في طباعة الصحف و الكتب يجف فوق الأوراق بسرعة بمجرد خروجه ..
ففكر بيرو في إستعمال حبر الطباعة في قلمه الجديد .. إلا أنه واجه مشكلة أن الحبر لم يكن يصل إلى رأس القلم في حالة لزوجة للكتابة على الورق .. فقام بيرو بعدة تجارب على إختراعه الجديد لكنها باءت كلها بالفشل .. لم يكن بيرو من الأشخاص الذين يستسلمون بسهولة و لذلك إستعان بأخيه جورج الذي كان يعمل كصيدلاني .. فإهتدى الأخوان إلى وضع كرة صغيرة حرة الحركة أسفل القلم تغلق وتفتح لتسمح للحبر بالمرور كلما حرك الكاتب القلم فوق الورق .. و في سنة 1938وضع بيرو براءة إختراعه في باريس التي فر إليها هربا من القوانين المعادية لليهود في هنغارية بإعتبار أن بيرو له أصول يهودية .. و بسبب إندلاع الحرب العالمية الثانية لم يكن بإستطاعة بيرو أن يصنع أو يسوق إختراعه..
وبسقوط فرنسا تحت نعال النازية .. قرر بيرو و أخوه أن يهاجرا إلى الأرجنتين و أن يؤسسوا شركة لإختراعه .. لاق القلم الجاف الذي إبتكره بيرو نجاحا مدويا في الأرجنتين و إستعان الجيش و  القوات العسكرية الجوية الأرجنتينية في المرتفعات العالية  بالقلم الجاف بدلا من الأقلام ذات الحبر السائل .. ليصل الإختراع للقوات الجوية الملكية البريطانية ثم القوات الأمريكية .. و بعدها إجتاح الإختراع الجديد العالم معلنا بدء عهد جديد مع الكتابة .. سمي الإختراع الجديد ب Biromeنسبة لمخترعه .. و تم تسويقه بجملة ناجحة كانت كالتالي .. القلم الذي يكتب حتى تحت الماء ..
و تمكن الفرنسي مارسيل بيش من شراء حقوق براءة الإختراع من بيرو و أطلق على القلم إسما جديدا هو Bicتحويرا لإسمه العائلي .. معلنا بداية جديدة تميزت بإبتكار أنواع و ألوان و أشكال مختلفة .. و جعلت ثمنه زهيد جدا في متناول الجميع و عمم في المدارس و الإدارات و الشركات و في الحياة العامة..
عرفت صناعة الأقلام الجافة خلال العقود التي كانت تحت سيطرت بيش إزدهارا كبيرا و مبيعات خيالية و تطورات متواصلة على أنواع جديدة من الأقلام منها العادية ومنها ذات الأثمات الغالية و ذات الجودة الفائقة .. كما أضاف بيش منتجات جديدة تعتمد على نفس الفكرة مثل الولاعات و الأجهزة الرياضية .. و إكتسب بيش شهرة و صيت واسع غطى على إسم  المخترع الأصلي الصحفي بيرو ..
نسي العالم إسم بيرو تقريبا بإستثناء بعض الدول الأنجلوساكسونية مثل أستراليا و المملكة المتحدة و كندا و نيوزلندا التي مازلت تستعمل إسم Biromeللدلالة على القلم الجاف..
و مازالت الأرجنتين البلد الثاني لبيرو يحتفل بمولد هذا المخترع بإعتباره عيد كل المخترعين في الأرجنتين ..
توفي بيرو عن عمر يناهز86سنة كمدا وحزنا بسبب الشركة التي إشترت إختراعه و غيرت إسم الإختراع و جنت من خلاله المليارات ..
ملاحظة هامة :
رفع بيرو أثناء حياته عدة دعاوي قضائية على الشركة التي إشترت إختراعه .. بسبب تغييرها لإسم الإختراع .. لكن القضاء لم ينصفه و خسرها جميعا .. 

06‏/12‏/2018

Art work entitled: Man Flute for sale/عمل فني بعنوان : رجل الناي للبيع






عمل فني بعنوان : رجل الناي للبيع

 ألوان زيتية على الخشب
لشراء العمل الفني التواصل مع إيميل المدونة
hibopress@gmail.com
Art work entitled: Man Flute for sale
  Oil paints on wood
To Buy Artwork Communicate With Email Blog
hibopress@gmail.com