29‏/06‏/2019

تمثال الحرية يموت غرقا.. كاريكاتير يعلق على غرق مهاجر وطفلته

عبر كاريكاتير صحيفة “USA Today” الأمريكية عن حالة الصدمة التى أثارتها صورة جثة مهاجر وأبنته الصغيرة التى لم يتجاوز عمرها عامين فى نهر ريو جراندى أثناء محاولته الوصول إلى الولايات المتحدة.
وكانت الصورة الحقيقية الصادمة قد كشفت عن مصرع الأب القادم من السلفادور ألبرتو مارتينيز وابنته الصغيرة التى كان يحملها فى قميصه فى نهر ريو جراندى على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وصور كاريكاتير الصحيفة الأمريكية تمثال الحرية غارقا بدلا من الأب السلفادورى، فى إشارة إلى انهيار القيم الأمريكية التى تشجع المهاجرين على الوصول إلى أرض الأحلام، وتفتح أبوابها لمن يعانون من الاضطهاد والفقر، لاسيما فى دول أمريكا اللاتينية.
وكان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى يتبنى سياسات متشددة إزاء المهاجرين، قد علق على هذه الصورة قائلا: “يؤسفنى أن أراها”، مضيفا إن المهاجر الغريق ربما كان شابا رائعا، وشن ترامب هجوما على الديمقراطيين فى الكونجرس، وقال إن مصرع المهاجر والطفلة كان من الممكن تجنبه، لكن الديمقراطيين لم يمرروا التشريعات التى يعتبر ترامب أنها ستمنع الناس من الإقدام على مثل هذه الخطوات الخطيرة.

Sudanese dictator Omar al-Bashir / الديكتاتور السوداني عمر البشير


لهذه الأسباب جلد الأوروبيون أنفسهم بالعصور الوسطى بقلم طه رمضان

في حدود منتصف القرن الرابع عشر، مر العالم بواحدة من أسوأ الكوارث التي هددت وجود البشرية حيث كانت الإنسانية على موعد مع ظهور وانتشار وباء الطاعون الأسود في أغلب أصقاع العالم القديم.
ما بين عامي 1347 و1351، سجل هذا الوباء ظهوره بالقارة الأوروبية لينتشر في مختلف أرجائها، مسفرا عن وفاة ما لا يقل عن 50 مليون أوروبي.
وسجل الطاعون الأسود بحسب أغلب المؤرخين، ظهوره بصقلية بعد نقله من قبل البحارة على متن السفن التجارية ليمتد نحو بقية المدن الأوروبية ويبلغ تدريجيا الجزر البريطانية عام 1348.
رسم تخيلي لعمليات دفن جثث الموتى أثناء فترة الطاعون الأسود
خلال تلك الفترة، أثارت تسمية الطاعون الأسود الرعب أينما حلت، فقبل بداية انتشار الوباء بأوروبا، تناقل التجار قصصا مرعبة حول أعداد الموتى الهائلة والجثث المنتشرة في الشوارع ومعاناة المرضى بالشرق.
فضلا عن ذلك، تصاعدت حالة الذعر لدى الأوروبيين بسبب جهلهم لأسباب انتشار الطاعون الأسود المرتبطة في حقيقة الأمر بالبراغيث التي نقلتها الفئران بين مختلف المنازل.
رسم تخيلي لعملية إحراق عدد من اليهود بأوروبا خلال العصور الوسطى
وفي حل سيئ، لجأ العديد من الأهالي لمغادرة القرى المصابة ناقلين معهم في ثيابهم وأغراضهم البراغيث المحملة بالمرض نحو المناطق المجاورة.
أمام غياب تفسير منطقي للطاعون الأسود وارتفاع عدد الوفيات بشكل يومي، ألقى الأوروبيون اللوم خلال العصور الوسطى على أشياء متعددة، وشككوا بما أسموه الغضب والعقاب الإلهي فلجأوا لمعاقبة كل من تحوم حوله بعض الشكوك بممارسة السحر والهرطقة عن طريق الحرق، لتندلع بذلك في عديد المدن أعمال عنف انتهت بإحراق الآلاف من اليهود والمهاجرين الأجانب الذين اتهموا أيضا بتسميم آبار الشرب.
رسم تخيلي لأشخاص بصدد جلد أنفسهم بالعصور الوسطى
أمام هذا الوضع، تدخل البابا كليمونت السادس (Clement VI) سنة 1348 ليطالب بوقف أعمال العنف عن طريق المرسوم البابوي Quamvis perfidiam الذي حثّ من خلاله على حماية اليهود ووقف استهدافهم وتلفيق التهم لهم.
بينما لجأ البعض لمعاقبة غيرهم على ظهور الطاعون الأسود، اتجه البعض الآخر لتسليط أقسى العقوبات على أنفسهم في محاولة منهم لوقف ما اعتقدوا بأنه عقاب إلهي مسلط عليهم بسبب تفاقم خطاياهم.
نقش يجسد البابا كليمونت السادس
انطلاقا من ذلك، ظهرت بكل من إيطاليا وشرق أوروبا وألمانيا والأراضي المنخفضة مجموعة من الأشخاص الذين لجأوا لجلد أنفسهم أملا منهم في التكفير عن خطاياهم ووقف انتشار الطاعون الأسود.
وخلال سنوات الوباء، سجلت طقوس هذه المجموعات توسعها لتشمل مختلف أرجاء أوروبا.
صورة للبابا كليمونت السادس
كذلك صنّف الأهالي، بحسب المؤرخين، هذه المجموعات خلال العصور الوسطى كأتقياء ومنقذين، واتجه هؤلاء الأفراد لجلد أنفسهم مرات عديدة يوميا أمام العموم، وأقاموا احتفالات تنقلوا أثناءها من مدينة لأخرى كل 33 يوما ونصف اليوم.
استخدم هؤلاء الأشخاص في الغالب سياطا تكونت من ثلاثة حبال مصنوعة من الجلد، كما لجأ البعض منهم لتثبيت عدد من المسامير عليها لزيادة معاناتهم وتسهيل إراقة دمائهم التي "تبرّك بها الحاضرون"، بحسب اعتقاداتهم.
صورة لقبر البابا كليمونت السادس
أيضا، لم تتردد بعض المجموعات في تغطية وجوهها بقطع من القماش وارتداء ثياب بيضاء مقطعة عند الظهر لإبراز موقع الجلدات على أجسامهم.
في غضون ذلك، رفض البابا كليمونت السادس تصرفات المجموعات التي اتجهت لجلد أنفسها واتهمها بالهرطقة وتقديم آمال كاذبة للمناطق المتضررة من الطاعون الأسود.
رسم تخيلي لأوروبيين بصدد جلد أنفسهم بالعصور الوسطى
وخلال شهر تشرين الأول/أكتوبر سنة 1349، أصدر البابا مرسوما أدان من خلاله هذه المجموعات وهدد بممارسة الحرمان الكنسي ضدها، كما طالب السلطات الكنسية بالتصدي لها ووقفها.
في الأثناء، بدأت أزمة الطاعون الأسود بالانفراج خلال خمسينيات القرن الرابع عشر، حيث لعب تحسّن الوضع والرعاية الصحية والطقس البارد دورا هاما في القضاء على هذا الوباء الذي فتك بنحو ثلث سكان أوروبا.

أفقر من في الأرض يصبح مليارديرا لو سقط فيها هذا الكويكب

لو  ارتطم كويكب بالأرض، اسمه Psyche 16 وبعيد عنها 500 مليون كيلومتر، من دون أن يقضي على سكانها البالغين 7 مليارات وأكثر من 530 مليوناً، فسيصبح الأفقر بينهم مليارديراً بالتأكيد، والباقي من أصحاب التريليونات، إلى درجة أن مجلة Forbes الأميركية، ستصدر عددها السنوي الخاص بأثرياء العالم، مكوناً من ربع مليون صفحة على الأقل.
الكويكب البالغ قطره 200 كيلومتر، اكتشفه في 1852 الفلكي الإيطالي Annibale de Gasparis الراحل في 1892 بعمر 72 سنة، وهو طبقاً للفيديو أدناه، ولما قرأت "العربية.نت" بسيرته، ورقة يانصيب رابحة لجائزة فلكية من الصعب قراءة رقم قيمتها، فهو 10 بجانبه 18 صفراً، أو 10.000 كوادريليون دولار، ثمن ما فيه من معادن ثمينة، أهمها الذهب والنيكل والحديد والنحاس، وفق تقديرات NASA الناشطة بتجهيز مركبة لتطلقها في 2022 وتصل إليه بعد 4 سنوات، لا لتنقله من حيث هو جوال بين المشتري والمريخ، بل لتدرسه على كل صعيد، لعل وعسى يفيد البشر مالياً من الفضاء بطريقة ما.
أكثر المتفائلين بالإفادة من الكويكب المعتبر بين أكثر الأجسام كثافة بالنظام الشمسي، هي بروفيسورة وعالمة كواكب أميركية، اسمها Lindy Elkins-Tanton وعمرها 53 سنة، وهي مديرة "مدرسة استكشاف الأرض والفضاء" بجامعة أريزونا، وتصفها "ناسا" في موقعها بأنها كبيرة المحققين بالكويكب ومهمة دراسته، فقد ذكرت أنه لو تم سحبه بطريقة ما إلى منطقة في الفضاء قرب الأرض "فقد يمكن نزع قسم منه وإحضاره إليها، بحيث يغيّر وضعها الاقتصادي" برأي المشرفة منذ الآن على فريق مهمته إرسال مركبة اسمها أيضاً "سايكي" لتدور 6 أشهر حول الكويكب، وخلالها تدرس طبوغرافيته وخصائصه السطحية، كما وجاذبيته وحقله المغناطيسي، عبر تقنيات متوافرة في "ناسا" حالياً.
وأصبحت "سايكي" خالدة لا تموت
علماء غير ليندي تانتون، يعتقدون استناداً لأبحاث أجروها ومراقبات دقيقة على مراحل، إلى جانب ما حددته رادارات فضائية، أن "سايكي" الشبيه بحبة بطاطا، وفق ما نراه في 3 صور تعرضها "العربية.نت" أدناه، والتقطتها مجموعة Very Large Telescope القائم "مرصد الفضاء الأوروبي" بتشغيلها، هو ذو نواة من حديد ونايكل نقيين بالكامل "وكان هو نفسه قسماً من نواة كبيرة انفصلت عن كوكبها لأسباب غير معلومة بعد، وربما حدث الانفصال في وقت مبكر جداً من عمر المجموعة الشمسية" لذلك قالوا أيضاً إن دراسة البالغة مساحته 27 ألف كيلومتر مربع، أي أكثر بمرتين ونصف المرة من مساحة لبنان، قد تكشف معلومات حول كيفية تشكل نواة الأرض ونوى كواكب أخرى.
الصور الثلاث فوق حقيقية، وفي الأسفل للمحاكاة فقط
أما عن Psyche الذي أطلقته "ناسا" على أغنى كويكب حتى الآن في المجموعة الشمسية، فهو بحسب الوارد عنه في موقع وكالة الفضاء الأميركية، اسم آلهة حوراء مراهقة "خرجت من روح الحيوانات، ممتلئة بالعفة والإثارة والجمال والطهارة، وتزوجت من الإله كيوبيد، ابن الآلهة فينوس، الشهير بظهوره طفلاً يحمل سهماً. إلا أن فينوس أمرت بقتل "سايكي" لأمر ما، وبسرعة تدخل الإله جوبيتر وجعلها خالدة لا تموت"، وفقاً لما كان ورد بأساطير الميثالوجيا في اليونان.

وفاة الفنان المصري محمد أبو الوفا بعد صراع مع المرض

غيب الموت، اليوم السبت، الفنان المصري محمد أبو الوفا بعد صراع مع المرض.
وأعلن إسلام نجل الفنان محمد أبو الوفا، عن وفاة والده، عبر حسابه في فيسبوك، وتابع "إنا لله وإنا إليه راجعون.. أبي في ذمة الله".
يذكر أن الفنان محمد أبو الوفا تعرض لوعكة صحية شديدة منذ فترة، دخل إثرها العناية المركزة بالمستشفى، ويعرض له حاليًا الجزء الثاني من مسلسل "أفراح إبليس"، وهو من بطولة جمال سليمان وصابرين.
وحقق أبو الوفا في الفترة الأخيرة نجاحًا كبيرًا من خلال ظهوره في عدد من المسلسلات، أبرزها "يونس ولد فضة"، "شهادة ميلاد"، "ابن حلال"، "القيصر"، "الميزان"، "الشارع اللي ورانا".

22‏/06‏/2019

قصة انتحار أخت نزار قباني

نزار قباني : هو شاعر سوري ولد في دمشق في 21 مارس عام 1923، وقد ولد في اسرة دمشقية عريقة وتقليدية ومحافظة، كان يحب الرسم والألوان  في طفولته، وقد ورث حبه للشعر عن جده أبو خليل القباني الذي يعتبر رائد للمسرح العربي،  وكان يحب الشعر الجاهلي وكان يحفظ قصائد عمر بن أبي ربيعة، وجميل بثينة، وطرفة بن العبد، وقيس بن الملوح.
– عرف نزار قباني بقصائده التي تنصف المرأة والتي تدفع عن حرية المرأة وارادتها، حتى انه عرف بشاعر المرأة، ويقال أنه قام بالوقوف بجانب المرأة بسبب تأثر الشاعر الكبير أثناء طفولته بحادث أليم هو انتحار اخته وصال، وقد أثر ذلك الحادث في حياته وفي شعره على الرغم من أنه أخفي قصة انتحار اخته وقال أنها توفت بداء في القلب، إلا أنه اعلن عن قصة انتحارها واعلن ذلك في مذكراته الخاصة حين قال (صورة أختي وهي تموت من أجل الحب محفورة في لحمي)
قصة انتحار شقيقة الشاعر نزار قباني:
– هناك أكثر من رواية لقصة انتحار شقيقة الشاعر نزار قباني، ولكن الرواية التي أعلن عنها نزار هي أنها كانت على علاقة عاطفية بأحد الشباب، وكان ذلك الشاب يرد أن يتزوجها ولكن عائلتها لم توافق على ذلك الزواج، لأن الفتي لم تكن عائلته بنفس المستوى الاجتماعي لعائلة نزار قباني، وحاولوا أن يجبروها أن تتزوج من رجل أخر غير ذلك الحبيب، مما جعل أخته الكبرى وصال تقدم على الانتحار لأنها لم تستطع الزواج بمكن تحب، وضحت بحياتها بكل سهولة، وكان ذلك في عام 1938 حيث كان عمر نزار قباني خمسة عشر عاما.
– وقد تأثر نزار بسبب انتحار شقيقته، وقد كتب عن تلك الحادثة في كتاب قصتي ع الشعر حيث قال (في تاريخ أسرتنا حادثة استشهاد سببها العشق، الشهيدة هي أختي الكبرى “وصال” قتلت نفسها بكل بساطة وشاعرية منقطعة النظير لأنها لم تستطع أن تتزوج بحبيبها، صورة أختي وهي تموت في لحمين ولازلت أذكر وجهها الملائكي، وقسماتها النورانية، وابتسامتها الجميلة وهي تموت، كانت في ميتتها أجمل من رابعة العدوية، وأروع من كليوباترا المصرية، حين مشيت في جنازة أختي، وأنا في الخامسة عشرة، كان الحب يمشي إلى جانبي في الجنازة، ويشد على ذراعي ويبكي، وحين زرعوا أختي في التراب، وعدنا في اليوم التالي لنزورها، لم نجد القبر، وإنما وجدنا في مكانه وردة).
– وهناك رواية أخرى قالتها الأديبة السورية كوليت خوري، التي كانت على علاقة عاطفية بنزار قباني قبل ان ينفصلا وكانت هي وعائلتها من المقرين لعائلة الشاعر، وقد أكدت كوليت أن القصة التي قالها نزار غير صحيحة، فوصال لم تقدم على الانتحار بسبب عدم قبول عائلتها للشاب التي أحبته، ولكنها اقدمت على الانتحار بسبب ابتعاد ذلك الفتى عنها، وأنه تركها وتزوج من أخرى مما دفع وصال على الانتحار، وتقول كوليت أنها تعرفت بعد ذلك على ذلك الشاب الذي هجر وصال شقيقة نزار قباني، وعرفت أنه أجب من زوجته وأن أحدى بناته أحبت شاب وهجرها ليتزوج من أخرى، وكررت مأساة وصال، وانتحرت أيضا وهي من المصادفات الغريبة.
– وربما خجل نزار أن يعلن قصة انتحار شقيقته كما حدثت في الواقع، ولكن كان موث شقيقته الوحيدة أثر كبير في شعره وفي محاربته للحب ولحرية المرأة، حيث رأي أن انتحار شقيقته كان استشهاد في سبيل الحب، حيث كتب نزار  (هل كان موت أختي في سبيل الحب أحد العوامل النفسية التي جعلتني أتوفر لشعر الحب بكل طاقاتي، وأهبه اجمل كلماتي؟ هل كانت كتاباتي عن الحب، تعويضاً لما حرمت منه أختي، وانتقاماً لها من مجتمع يرفض الحب، ويطارده بالفؤوس والبنادق؟) .
ولم تكتفي معاناة نزار مع المرأة عند هذا الحد فقد عانى من محنة أخرى ، وهي موت زوجته بلقيس التي أحبها بجنون ، تلك الزوجة التي ظل يطاردها 7 سنوات إلى أن تزوجها ، وعاشا معًا حياة جميلة إلى أن توفيت في حادث تفجير سفارة العراق ببيروت عام 1981م ،  وقد رثا زوجته بكلمات حفرها التاريخ كان يقول فيها :
سأقول في التحقيق **** كيف أميرتي اغتصبت
وكيف تقاسموا فيروز عينيها *** وخاتم عرسها
وأقول كيف تقاسموا الشعر الذي يجري كأنهار الذهب
سأقول في التحقيق *** كيف سطوا علي آيات مصحفها الشريف ***وأضرموا فيه اللهب
سأقول كيف استنزفوا دمها ***وكيف استملكوا فمها *** فما تركوا به وردًا ولا تركوا عنب
وهكذا استطاع نزار أن يسطر مأساته ببراعة أدبية منقطعة النظير ، وحفر لنفسه مكانًا في نفوس القراء لم يصل له أحد بعد ، فشعر نزار قباني يبحر بنا دائمًا إلى عالم جميل من الرومانسية المفرطة التي لا تنتهي مع مرور الزمن .

21‏/06‏/2019

كائنات فضائية

لو إلتقيت بكائنات فضائية ..
ما هو اول سؤال ستطرحه عليهم ..

حينما تعبس الحياة وجهها لك ..


الفنان المصري جورج بهجوري: كنت أتمني أن ألقى التكريم الذي أستحقه

طفل صغير له 10 إخوة، ولد في قرية اسمها »بهجورة»‬ سنة 1932 بنجع حمادي، كان أقصي طموح والديه أن يكون طبيبا.. كيف له أن يغزو القاهرة ليكون أحد نجومها، من خلال مجلتي »‬روز اليوسف» و»‬صباح الخير»، ثم ينتقل إلي فرنسا ليكون واحدا من أهم سبعة عشر فنانا لفن الكاريكاتير علي مستوي العالم؟ وكيف انتقل من فن الكاريكاتير لعالم الفن التشكيلي والأحلام التي تحققت والتي لازال يحلم بها؟
كيف كانت الرحلة.. وكيف تحقق الحلم.. للإجابة علي هذه الأسئلة كان هذا الحوار مع النجم العالمي جورج بهجوري الذي جري بعضه بمرسمه الكائن بشارع معروف بوسط البلد بالقاهرةوالنصف الآخر بمتحفه الجديد بشارع 26 يوليو.
نعود إلي الوراء، إلي الطفل الصغير جورج في قرية بهجورة كيف كانت البداية؟
أنا يتيم. توفيت أمي وأنا لا أزال رضيعا، وتركت في نفسي فراغا هائلا وحساسية، وخجلا ظل ملازما لشخصيتي فترة طويلة، فأنا كما ذكرت من مواليد »‬بهجورة» لي عشرة من الأخوة والأخوات، لم تكن حالتنا المادية ميسورة وكان والدي يحلم أن أصبح طبيبا.
بدأت الرسم في سنواتي الأولي وحين بلغت السادسة كنت أشخبط علي الحائط وأرسم علي الزجاج وأسخر من جدي وجدتي وعماتي والجيران لأن أشكالهم مضحكة بالنسبة لي وتعلمت من ملامحهم المعني الحقيقي للكاريكاتير، كما كنت أرسم المدرسين والزملاء في المدرسة بالطباشير علي السبورة وحوائط المدرسة، ويعود الفضل الكبير لابن خالتي سمعان الذي تعهدني برعايته وشجعني أخي الأكبر جميل، وحين تأكد للجميع حبي للرسم صحبني أخي لمنزل الفنان كمال أمين والذي ألحقني بكلية الفنون الجميلة التي تخرجت فيها عام1955 وأعتبر ما حدث يمثل الحلم الأول من أحلامي التي لا تنتهي أبدا .
من الذي اكتشف نبوغك المبكر في فن الكاريكاتير؟
لا أنسي نصيحة الأستاذ الحسين فوزي الذي ما إن شاهد رسوماتي لم ينهرني وهو يري الخطوط تحاور وتناور وتتمرد علي كل الأساليب التقليدية القديمة، لكنه شجعني قائلا: »‬العب يا ابني بالقلم العب» وفي إحدي المرات قمت برسم كل أصدقائي وعلقت الرسوم الكاريكاتورية علي الحائط وكان بينهم أستاذي العزيز بيكار وكان يشبه القديسين وجهه يشع بهاء ونورا، رسمته وفي طرف أنفه كرة حمراء كما لو كان مهرجا فأخبره الزملاء وما أن شاهد الرسم انخلع قلبي من الخوف، وانتظرت ردة فعل عنيفة تجاهي، إلا أنه ابتهج وقبلني وسط تصفيق كل الحاضرين .
كانت الكلية عامرة بأسماء الأساتذة العظام وعلي رأسهم صلاح طاهر وبيكار وعبد الهادي الجزار وحسين عاصم وجمال السجيني وعشرات الأسماء، لكنني تمردت علي أسلوب الرسم المنهجي للموديل والطبيعة الصامتة، واخترت أن أكون نفسي وربما جينات العند الصعيدي وصلابة إرادتي هي التي منحتني القوة كما كان لوعي بيكار الفضل الأكبر أن أكون مختلفا.
كيف ذهبت إلي روز اليوسف؟
الفضل يعود لأستاذي بيكار الذي قدمني لصاروخان الرسام الأرمني الشهير وأحد الأساطير في عالم الكاريكاتير، وكان صاحب ريشة عملاقة، والذي قال عني أن عيني تري الأشياء بطريقة غريبة غير مألوفة وقدمني إلي الفنان الكبير عبد الغني أبو العينين (المخرج الفني لمجلة صباح الخير ومصمم ملابس فرقة رضا ومكتشف العديد من النجوم في عالم فن الكاريكاتير) هو الذي ألحقني بمجلة روزاليوسف وكان له الفضل علي جيل كامل من الفنانين، فقد التحقت بالمجلة وأنا مازلت طالبا في السنة الثانية ورسمت أغلفتها، وأذكر أنني يوما كنت أرسم كاريكاتيرا فوجدت العملاق إحسان عبد القدوس رئيس التحرير يقف إلي جواري، وكلما كتبت تعليقا أنظر إلي وجهه فأراه ممتعض، فأغير التعليق وأكتب غيره، ثم أنظر إلي وجهه ثانية فأراه لازال ممتعض بقيت طويلا أكتب وأمسح حتي صرخ في وجهي قائلا: »‬يا جورج في الكاريكاتير أنت تعبر عن رأيك وليس رأيي أنا، أكتب ما يحلو لك ولا تهتم بأحد حتي لو كان إحسان عبد القدوس رئيس التحرير»، ولقد كان ذلك أول وأهم درس تعلمته في حياتي، لقد ساعدني إحسان أن أكون حرا في أفكاري وربما ودون قصد منه أصبح بداخلي حالة بحث عن المزيد من الحرية وربما يكون ذلك أحد أسباب هجرتي إلي فرنسا.
هل تذكر عدد المرات التي تسبب فيها كاريكاتيرك في عمل أزمة؟
رد ضاحكا: لا أستطيع حصر عدد المرات، فريشتي التي تحول الوجه إلي كرة منبعجة أو مثلث أو شبه منحرف ببساطة كطفل لم تنم أنامله بعد من فرط حساسيتها للتمرد علي القيود، تسببت مثلا في غضب فريد الأطرش ليلغي إعلان صفحة قيمتها مائة جنيه قرر نشرها في المجلة عن فيلمه الجديد اعتراضا علي رسمي بورتريها لملامحه وروحه كما أراها وتقرر أن أعمل خمسة شهور مجانا تعويضا لهذه الخسارة، ويتصل محمد عبد الوهاب معترضا علي كاريكاتير يجسده وهو خارج من حفلة أم كلثوم وهي تغني أغنية »‬أنت الحب» ويتجه إلي بائع أسطوانات لشراء أغنية »‬أنت عمري» والأغنيات من تلحينه، وكان نقدا موجعا لموسيقار الأجيال، ولم يفلت عضو من أعضاء مجلس قيادة الثورة من ريشتي وكانت الطامة الكبري يوم رسمت جمال عبد الناصر وهو يقوم بتنظيف قبة مجلس الشعب وصلاح سالم يبدو صغيرا كالصبي في يده »‬جردل» الماء واضطر إحسان عبد القدوس إلي تقديم الاعتذارات لكل المشاهير عن رسومي، لكنه كان حصنا منيعا وحامي الحمي لريشتي وإبداعي ولم يوبخني ولو لمرة واحدة، وربما لذلك تجد كل فنان تخرج من مؤسسة روز اليوسف يشعر بحالة من الاعتداد بالنفس والثقة غير موجودة في مبدعي المؤسسات الأخري.
وللحق فإنني رسمت عبد الناصر بأنف مميز يبدو فيه منقضا كالنسر وعيناه تحملان بريقا خاصا لكنه لم يغضب ولكن غضب مني السادات من مواقفي السياسية ورسوماتي، كما غضبت مني السيدة أم كلثوم وطلبت من الفنان الكبير عبد الوهاب أن يتصل بي ويوبخني ويطلب مني الاعتذار برسم جميل يعجبها لكنني لم أفعل (كنت صغيرا ومعتدا بنفسي جدا) اليوم أشعر أن أم كلثوم ليست مطربة أم كلثوم كانت مصر، ورغم أنني لم أعتذر في حينها إلا إنني رسمت أم كلثوم مئات المرات ربما أكثر من 500 مرة بعد ذلك واعتبر كل رسم جديد لها هو اعتذار عن الرسم الذي لم يعجبها، وربما أكون الفنان الوحيد في العالم الذي قام بعمل معرض كامل عن فنانة وبيعت كل الأعمال محبة لأم كلثوم العبقرية التي لن تتكرر بسهولة. وأحب أن أقول لمن يسألني هل شعرت بالزهق من تكرار رسمها؟ أقول له إنني لا أرسم أم كلثوم شكلا ولكن روحا وشجنا واستمتاعا بكل ما تقول، أنا معها أجد نفسي وتسمو روحي وأشعر بمدي حبي لوطني ويمر علي ذهني شريط من الذكريات يبدأ في بهجورة حتي يصل إلي مصر، ثم ينتقل إلي فرنساوعندما أجد الأجانب سعداء بلوحاتي عن أم كلثوم أشعر بسعادة المبدع الذي انتقل إلي العالمية.
كيف يري الفنان بهجوري الوجوه الذي يرسمها؟
كل فنان تشكيلي لديه طفل بداخله يندهش عند رؤية الأشياء، يزيد عليه الطفل الذي بداخل رسام الكاريكاتير أنه أكثر شقاوة ويمسك مرآة سحرية تكشف الوجوه وتفتتها ثم تعيد صياغتها من جديد فأنا من خلال البصر أري الشخص ومن خلال البصيرة أنزع عنه القشرة الخارجية لأرسمه عاريا أمام الناس، هذا الوضوح الذي أضعه في الرسم هو الذي يجعله موجعا جدا لكل شخص يرتدي قناعا زائفا.
لقد غيرت شكل فن البورتريه في مصر والعالم العربي، ولا أستطيع أن أنكر جهود الفنان رجائي ونيس، الفنان الكبير الذي اكتشفته وتزاملنا سويا بمؤسسة روزا ليوسف ومجلة صباح الخير، وهو من القلائل علي مستوي العالم الذين تعجبني رسوماتهم، وافتقد ريشته بشدة حيث أنه قرر أن يعمل في علاج المرضي النفسيين بالرسم وقد نجح في ذلك نجاحا عظيما.
من يتابع كتاباتك ومذكراتك يجد هجوما شديد علي صلاح جاهين لماذا؟
(يضحك بشدة) صلاح جاهين هو الذي أطلق علي أحب لقب إلي قلبي (أبو جريج) ولقد زاملته وقتا طويلا ولا أنكر خفة دمه ولا عبقريته، لكن أيضا للتاريخ أنا الذي علمته فن الكاريكاتير وخطوطه الأولي تشبه رسومي إلي حد كبير ويمكن الحصول علي مجلة صباح الخير في أعدادها الأولي للتحقق من صحة كلامي، وللعلم لم يكن صلاح جاهين ينكر ذلك ولقد كان يقول »‬جورج يرسم الكاريكاتير في دقيقة ويكتب التعليق في ساعة بينما أنا أرسم الكاريكاتير في ساعة وأكتب التعليق في دقيقة» ولعل هذه المقولة أبلغ رد علي كلام المشككين، لكن أحب أن أعترف أن جاهين الذي كان يجلس أمامي أو إلي جواري علي الطاولة ليتعلم سبق الجميع بقدرته علي إيجاد التعليق المناسب للرسم المناسب في الوقت المناسب، كونه شاعرا وسينارست وممثلا، كوكتيل من المواهب الكبيرة، تفتح الراديو تسمعه أو تسمع أغانيه تدخل السينما تشوفه أو تشوف سيناريوهات أفلامه تروح البيت تستريح تشوف الفوازير، تفتح مجلة تفتح جورنال تفتح الحنفية تشوف وتسمع صلاح جاهين، كان نجاحه الساحق أحد أسباب الغيرة، لقد رحل صلاح جاهين ولكن بريقه لم ولن ينطفئ أبدا. تحية إلي هذا الولد العبقري الموهوب، صديقي الذي أحبه والذي كنت أتمني أن يمتد به العمر حتي نستمتع بإنتاجه الفني ورباعياته المدهشة.
لماذا اتجه الفنان بهجوري للفن التشكيلي وماهو موضوع الخط الواحد؟
بالنسبة لاتجاهي للفن التشكيلي، هناك شيء بداخل الفنان يشبه النداهة تناديه وتدفعه دفعا، ندهتني لرسم الكاريكاتير ووجدت نفسي وحققت نجاحا لم أكن أحلم به، عندما ذهبت إلي فرنسا ولدت من جديد ودفعتني النداهة للفن التشكيلي، وللحقيقة فنان الكاريكاتير الجيد يمكنه أن يرسم فنا تشكيليا لكن الفنان التشكيلي مهما كان جيدا لا يستطيع بسهولة أن يرسم كاريكاتيرا وأنا قد حباني الله موهبة كبيرة استطعت من خلالها أن أمارس الاثنين بنفس الدرجة من الاستمتاع، ويجب أن اعترف أنني فيفرنسا شاهدت واقتربت من منابع الفن وكان هناك الجو الذي يسمح بالإبداع كما أن حبي للناس واقترابي منهم جعل فني غير متعال يمكن للبسطاء والصفوة الاستمتاع به وهذه هبة من الله اشكره كثيرا عليها.
أما بالنسبة لموضوع الخط الواحد، فكان أحد أعاجيب بيكاسو أن يضع القلم علي الورقة ولا يحركه قبل أن يكتمل الرسم، وهو موضوع يعتمد علي المران الطويل والبراعة في الرسم وأنا أرسم أكثر من عشر ساعات في اليوم ولا أترك الورقة والقلم إلا عند النوم، لذلك سوف تري في رسومي إحساسا بطزاجة الخط وليونته، ومن خلال الخطوط استطعت رسم العالم كله والتعبير عنه وأجمل ما قيل عني »‬بيكاسو شجرة كبيرة وبهجوري أحد فروعها».
جورج الذي يعيش نصف العام في فرنسا كيف يتحمل هذا الضجيج حول مرسمه؟
أنا أسكن بحي معروف ومرسمي علي بعد شارع من بيتي، في البداية كنت أشعر بهذه الضوضاء وكانت سببا في هروب الوحي أو الإلهام أو إحساسي بالعزلة والهدوء الذي يبحث عنهما الفنان لكن مع الوقت والاعتياد ومحبتي للصنايعية والسمكرية أصحاب الورش أصبح هذا الضجيج يمثل لحنا للحياة يطربني، وقد شعرت بذلك في يوم الأحد وهو يوم إجازة الورش لا أعرف أن أمارس أي نوع من أنواع الإبداع، صرت انتظر عودتهم كي أعود لممارسة الفن. وبالمناسبة اقتربت منهم ورسمتهم جميعا وفي القهوة المجاورة للمرسم هناك لوحتان إهداء مني كي يستمتع كل روادها مجانا بالفن، واللوحتان واحدة لأم كلثوم والثانية لاثنين يلعبان الطاولة ويشربان الشيشة والشاي.
يستكمل ضاحكا: بهذه اللوحات أصبح اسم القهوة »‬قهوة بهجوري». اللوحات علي الحائط جعلت للشاي طعما مختلفا، وأنا مدين لها ولناس حي معروف بمئات الاسكتشات التي تشم فيها رائحة هذا الوطن.
احك لي عن حادثة طريفة لها علاقة بهؤلاء البسطاء وعلاقتهم بفنك؟
في إحدي المرات كنت أجلس علي القهوة فطلب مني ماسح الأحذية أن أخلع حذائي ليقوم بتلميعه فرفضت وطلبت منه أن يمسحه وهو في قدمي، كان شكله يروق لي فرسمته بشكله الصعيدي المنحوت من علي جدران المعابد، خاصة إنني لمحت في عينيه بريق كبرياء، وكان حريصا علي أن يلمع الحذاء ليعود كما كان جديدا ودار بيننا حديث طويل كنت أحاول أن أجعله يستمر أطول وقت ممكن وأعطيته ما طلب من المال وأكثر قليلا، وصعدت إلي مرسمي وقررت أن أعيد الاسكتش السريع وأحوله إلي لوحة، واندمجت طويلا في الرسم وما إن انتهيت حتي جاءني صديق أعجبه العمل وقرر أن يشتريه وبالفعل دفع مبلغا ضخما من المال وضعته في جيبي وأنا في طريقي للمنزل شاهدت ماسح الأحذية مرة أخري وشعرت أنني سرقته، فناديت عليه وأخرجت مبلغا كبيرا من المال وأعطيته له كان الرجل غير مصدق وتصور إنني مجنون، بينما أكملت أنا طريقي إلي البيت وأنا أتحسس جيبي والنقود وأقول لنفسي: »‬إنه يستحق أكثر من ذلك بكثير».
كيف يري بهجوري فن الكاريكاتير الآن؟
الكاريكاتير في أزمة بعد وفاة الفنانين الكبار جاهين وبهجت عثمان وحجازي ومحيي الدين اللباد ومصطفي حسين وأحمد طوغان ورءوف عياد وتوقف الأهرام عن نشر رسومي بها، هؤلاء الكبار كانوا أصحاب الريادة وصعب وجود بديل لهم خاصة وأن هناك حالة تضييق علي وجود فنانين لفن الكاريكاتير بالجرائد والمجلات والمواقع الإلكترونية، ولولا رسم بعض الشباب الهواة علي صفحات التواصل الاجتماعي لحدثت أزمة أكبر، ومع ذلك أشعر أن هناك نورا في نهاية النفق المظلم كل يوم تأتيني دعوة لملتقي عربي للكاريكاتير بمصر وتونس والجزائر والمغرب والكويت هناك نشاط ملحوظ واهتمام من الفنانين أنفسهم، يحاولون جادين أن ينتظموا في عمل كبير يجمعهم.
كان لك تجربة مع مدرسة الكاريكاتير في تونس، ما هو انطباعك عنها؟
اكتشفت هناك حالة حالمة لعودة الأمل لفن الكاريكاتير. إنهم يقومون بدعوة فنانين كبار من كل أنحاء الوطن العربي كي يقدموا تجاربهم الإبداعية للشباب الصغير، ولأنني أحب الأحلام أتمني لهم النجاح، صديقي وحيد هنتاتي، المستشار الثقافي والمبدع الساخر، والحكواتي عبد الرزاق كمون.. وبقية المبدعين هناك أتمني لهم النجاح.
رغم حديثك عن عدم تكريمك في مصر إلا أن هناك مسابقة تحمل اسمك؟
تم تكريمي في الملتقي الدولي للكاريكاتير وكان ذلك من خلال أصدقائي أعضاء الجمعية المصرية للكاريكاتير، وكان يرأسها صديقي الفنان الكبير طوغان الذي توفي قبل أن يسلمني الجائزة فاستلمتها من الفنان الكبير جمعة فرحات وسط احتفال كبير من كل رسامي الكاريكاتير في الوطن العربي ولقد تحمس الأصدقاء جميعا لفكرتك وهي عمل جائزة لفن البورتريه الكاريكاتوري وكان القرار بالإجماع أن يرسم جميع الفنانين جورج البهجوري، أنا الذي رسمت الجميع، أصبحت في مرمي الجميع، وجاءتنا رسوم عديدة أكثر من خمسمائة رسم يسخرون مني بشكل أثار إعجابي وكانت الجائزة في العام الأول لفنان العراق الكبير علي المندلاوي وقد خصصت لجنة التحكيم المكونة مني ومن الفنان جمعة فرحات ومعنا الفنان سامي أمين المشرف الفني لمجلة »‬صباح الخير» عمل جائزة ثانية للفنان أنس اللقيص منلبنان وذلك لإعجابنا بأعماله التي أرسلها وكانت أكثر من عشرة أعمال، وفي العام التالي كانت الشخصية المقترحة »‬أم كلثوم» فاز بها الفنان علي حسين من البحرين والجائزة الثانية كانت من نصيب منصور البكري من العراق، ولعل أجمل مافي هذه الجائزة أنها محايدة.
ما يحزنني أن هذا التكريم جاء من الأصدقاء وليس من الدولة بعد كل هذه السنين (87) عاما وكم الجوائز الذي حصلت عليها من أنحاء العالم. كنت أتمني أن ألقي التكريم الذي أستحقه، لقد بذلت مجهودا جبارا من أجل فن الكاريكاتير، أو تحريك المياه الراكدة في الحركة التشكيلية ولقد ذهبت إلي كل مكان في العالم، وكنت أحمل مصر بقلبي وعقلي، كل أبناء جيلي تم تكريمهم وأنا أسمع وعود من كل وزير ثقافة يجلس علي الكرسي لكن لا شئ يتحقق، وأنا لا أبحث عن تقدير مادي، أنا أعيش مع زوجتي وظروفي المادية في أفضل حال وأعيش من بيع لوحاتي التي أصبحت مطلوبة وتمثل أحد أهم القوي الناعمة وجسر تواصل بين مصر وكل المتابعين للفن التشكيلي في الوطن العربي ويتم الاحتفاء بي في كل مكان، لكني أريد أن يتم تكريمي في مصر وأنا لازلت علي قيد الحياة وأرسم حتي هذه اللحظة.
لماذا فكرت في عمل متحف لك ولأعمالك؟
كنت أتمني أن تقوم الدولة بهذا العمل حيث أنني أعلنت أكثر من مرة أنني سوف أقدم أعمالي هدية للدولة علي أن يتم الاهتمام بها في متحف يليق بتاريخي الفني، لكن هناك مسافة كبيرة بين ما تسمعه من وعود وبين ما يحدث علي أرض الواقع، ولأنني أحترم فني وتاريخي قررت أن أقوم بهذا الجهد وعمري (87) عاما، أحمل لوحاتي علي كتفي وأذهب بها إلي شارع 26 يوليو، كي أكون قريبا من المتحف المصري، كنت أريد أن أقول للجميع إن جورج ابن بهجورة هو حفيد هؤلاء العظام ولقد تركوا أعمالهم في المتحف المصري وأنا تركت أعمالي في متحفي بشارع 26 يوليو، ومن خلال جريدة أخبار الأدب أنا أدعو جميع عشاق الفن التشكيلي في العالم لزيارة متحفي ومشاهدة أعمالي عن قرب ولطلبة الفنون والهواة، هؤلاء هم جائزتي الحقيقية وفرحتي التي تملأ حياتي بالبهجة .
المتحف تجسيد لروح وبيئة ووجوه مصر، ورصد لرحلاتي وانطباعاتي من مصر إلي باريس ومن باريسإلي مصر حاولت توثيق شمس شرق العالم وقمر غرب العالم، أمي الأولي هي مصر وابني الكبير نهر النيل لأنني ابن طمية، الوجوه تضم ألوان النيل بالكامل، يشعر رواد المتحف أنهم في زيارة لقدامي المصريين، المتحف ليس لي ولكنه لمصر، إرث الفراعنة، وهو ليس تخليد جورج بهجوري إنما هو سيرة بصرية عن مشاهداتي خلال 50 سنة وانطباعاتي عن بلدي وإحساسي بكل التفاصيل حتي بالقهوة والشيشة والشارع وحبي لمصر وللنيل.
في المتحف تفاصيل لوجوه مصر »‬أيقونات بهجوري» وليست »‬أيقونات الفيوم»، وقد حاولت عقد مقارنة بيني وبين ذاتي من خلال أيقوناتي الخاصة وكان لدي أمل أن أنتصر علي أيقونات الفيوم التي لها روعة لم أستطع الوصول لها، خشيت جمال القدماء وحاولت التواصل معهم والانتصار عليهم وأقمت حوارًا معهم إلي أنا وقفت، أحببت أم كلثوم وعصرها وكنت فخورا برحلتي، المتحف هو تكوين لابني الحقيقي في الحياة.
في نهاية حديثي معك ماذا تحب أن تقول ؟
شكرا لكل من أحب أعمالي وتابعها بشغف، لقد كنت أنت الصديق الوفي وطاقة الأمل التي جعلتني أستمر، شكرا لكل من اقتني لي عملا فلولاك ما اكتملت المسيرة.
شكرا لأساتذتي وكل من وقف إلي جواري، شكرا لشريكة عمري، كنتِ نعم السند
المصدر: موقع اخبار الادب المصري

رسم أول غلاف لمغامرات “تان تان” يباع بسعر 1.1 مليون دولار

بیع الرسم الأصلي لأول غلاف لمغامرات تان تان نشر في شباط/فبرایر 1930 ،في
مزاد علني السبت في دالاس بسعر ملیون و125 ألف دولار على ما أعلنت دار ”ھریتدج
أوكشنز“ لوكالة فرانس برس.
ونر الرسم في 13 شباط/فبرایر 1930 ویظھر شخھصیة تان تان التي ابتكرھا إیرجیھ خلال
تحقیق صحافي في الاتحاد السوفیاتي وھو یحفر في جذع شجرة لتحویلھ إلى مروحیة لطائرتھ
فیما كلبھ میلو المضمد یراقب خطواتھ.
وكان إیرجیھ ینشر مغامرات ”تان تان في بلاد السوفیات“ منذ كانون الثاني/ینایر 1929
أسبوعیا في مجلة ”لو بوتي فینتییم“ وھو ملحق للأطفال تنشره أیام الخمیس صحیفة ”لو فینتییم
سییكل“ البلجیكیة.
وأمام نجاح القصص المصورة ھذه، انتقل تان تان من ثماني صفحات إلى 16 صفحة وتربع
على غلاف الملحق في 13 شباط/فبرایر 1930.
وصدر ألبوم ”تان تان في بلاد السوفیات“ وھو الأول في تاریخ ھذه الشخصیة الشھیرة بعد
أشھر قلیلة في أیلول/سبتمبر 1930.
وتعرض غالبیة رسوم الغلافات الأصلیة لتان تان في متحف إیرجیھ في لوفان-لا-نوف في
بلجیكا على ما قال فیلیب غودان الخبیر في مغامرات تان تان
والرسم الذي بیع في دالاس السبت منجز بحبر اللباد مع لمسات مضافة بألوان الغواش وقد
أعطاه إیرجیھ ألى الصحیفة لوضعھ على الغلاف. وعثر على الرسم في بروكسل على ما قال
ناطق باسم دار المزادات لوكالة فرانس برس. ولم یكشف عن ھویة البائع والشاري.
ویحطم تان تان بانتظام الأسعار القیاسیة في المزادات.-(ا ف ب)

عمل تاجراً وجزاراً وأضحى رمزاً لأميركا.. فمن هو العم سام؟بقلم طه رمضان

يعتبر "العم سام" (Uncle Sam) رمزاً ولقباً شعبيا يطلق على الولايات المتحدة الأميركية، يرتبط هذا اللقب بصورة الرجل العجوز ذي الشعر واللحية البيضاء والقبعة الطويلة ذات النجوم والسترة الزرقاء والسروال الطويل المخطط بالأبيض والأحمر.
كاريكاتير يجسد الأخ جوناثان
وقد اقتبست صورة العم سام أساساً من شخصية الأخ جوناثان (Brother Jonathan) الذي كان تجسيداً وشعاراً وطنياً لمنطقة نيو إنجلاند ورمزاً للأميركيين في وقت ما.
وبحسب أغلب القصص الأميركية، يعود تاريخ ظهور تسمية العم سام لفترة الحرب الأميركية البريطانية سنة 1812 حيث يرتبط اسم رمز الولايات المتحدة الأميركية بشخصية الجزار والتاجر صموئيل ويلسن (Samuel Wilson) المعروف بالعم صموئيل ويلسن والمقيم بمدينة تروي (Troy) بولاية نيويورك.
كاريكاتير حول الأخ جوناثان
فأثناء فترة الحرب، زوّد الأخير القوات الأميركية ببراميل مليئة بلحم البقر ختم عليها الأحرف "U.S" في إشارة منه للأحرف الأولى من عبارتي United States (الولايات المتحدة) لتأكيد ملكية تلك البراميل للسلطات الأميركية.
صورة للجزار صموئيل ويلسن
ومع استلامهم براميل اللحم، استغل الجنود الأميركيون وجود عبارة U.S عليها للإشارة للجزار والتاجر صموئيل ويلسن بدلاً من الولايات المتحدة، كما أقدموا على تلقيب هذا الرجل بالعم سام لتظهر بذلك هذه الشخصية التي سرعان ما تحولت لرمز الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تناقلت الصحف المحلية هذه القصة.
وقد جاء أول ظهور لهذه القصة سنة 1830، حيث كانت صحيفة the New York Gazette سبّاقة في نقل أطوار واقعة براميل لحم العم سام.
رسم كاريكاتيري يجسد هيمنة العم سام على شمال القارة الأميركية وصده للأطماع التوسعية الأوروبية
رسم تخيلي لرسام الكاريكاتير البريطاني جون تينيل
وحسم رسامو الكاريكاتير عملية الترويج لهذه الشخصية فما بين عامي 1830 و1861، استخدم رسامو الكاريكاتير شخصيتي الأخ جوناثان والعم سام للإشارة للولايات المتحدة الأميركية.
فضلاً عن ذلك، لعب رسّاما الكاريكاتير البريطانيان جون ليش (John Leech) وجون تينيل (John Tenniel) اللذان عملا لصالح مجلة بانش دورا هاما في رسم ملامح الشخصية المتعارف عليها للعم سام، فقدماه كرجل نحيف ذي لحية بيضاء وقبعة طويلة وسروال مخطط.
لوحة تجسد احدى المعارك بالحرب الأميركية البريطانية سنة 1812
ملصق العم سام الدعائي للإلتحاق بالجيش الأميركي
وخلال سبعينيات القرن التاسع عشر، قدّم رسام الكاريكاتير الأميركي ذو الأصول الألمانية توماس ناست (Thomas Nast)، الذي روّج كثيرا لشخصية بابا نويل الحديثة، أول كاريكاتير سياسي جسّد العم سام بشكله الحالي، كما قدّم أيضا رمز الفيل للإشارة للحزب الجمهوري.
في الأثناء، قدّم الرسام الأميركي جيمس مونتغومري فلاغ (James Montgomery Flagg) أشهر رسم للعم سام فصوّره مرتديا قبعته الطويلة وسترته الزرقاء ومشيراً بإصبعه للمشاهد.
كاريكاتير دعائي للعم سام خلال الحرب العالمية الثانية
صورة لقبر صموئيل ويلسن وزوجته
وخلال الحرب العالمية الأولى، استخدم هذا الرسم بعد أن أضيفت إليه عبارة I Want You For The U.S. Army كملصق دعائي لانتداب الشباب إلى الجيش.
صورة لرسام الكاريكاتير توماس ناست
رسم كاريكاتيري يجسد العم سام أثناء تطبيق سياة مونرو بالقارة الأميركية
رسم تخيلي لرسام الكاريكاتير البريطاني جون تينيل
رسم تخيلي لرسام الكاريكاتير البريطاني جون ليش
خلال شهر أيلول/سبتمبر 1961، صنّف الكونغرس الأميركي الجزار والتاجر صموئيل ويلسن شخصية اقتبس منها رمز البلاد.
بعدها، فارق صموئيل ويلسن الحياة سنة 1854 عن عمر يناهز 88 عاما ليدفن إلى جوار زوجته بيتسي مان (Betsey Mann) بمقبرة مدينة تروي والتي أطلقت على نفسها لاحقا لقب مدينة "العم سام".

رجل أحدث ثورة علمية.. اتهم بالهرطقة وصفح عنه بعد 3 قرون بقلم طه رمضان من تونس

يصنف العديد من المؤرخين الفلكي والفيلسوف والفيزيائي الإيطالي، غاليلو غاليلي، كأبٍ للعلوم الحديثة. فخلال مسيرته العلمية التي امتدت بين النصف الثاني من القرن السادس عشر والنصف الأول من القرن السابع عشر، ساهم غاليلي في تقدم علوم الفيزياء والفلك والرياضيات كما عمل على تطوير منظار تمكن بفضله من مشاهدة أقمار كوكب المشتري وحلقات كوكب زحل والطور الكوكبي لكوكب الزهرة والبقع الشمسية وسطح القمر. وبذلك نجح هذا العالم الإيطالي، المنحدر من مدينة بيزا، في دحض النظريات الإغريقية القديمة التي تناقلها العلماء حول الأرض.
وللحفاظ على مكانته والنجاة من تتبعات محاكم التفتيش، سعى غاليلي للحصول على حلفاء من أصحاب النفوذ. وفي عام 1609، تمكن العالم الإيطالي من صناعة أول تليسكوباته عن طريق تطوير نسخة هولندية قديمة، ونجح بفضل ذلك في مشاهدة الأقمار الأربعة الكبيرة لكوكب المشتري وألف كتاب رسول النجوم (Siderius Nuncius)، الذي نقل من خلاله كل ملاحظاته حول درب التبانة واقترح تسمية أقمار كوكب المشتري التي شاهدها بأقمار ميديتشي بهدف التقرب من دوق توسكانا كوزيمو الثاني دي ميديتشي.
وجعل كتاب رسول النجوم من غاليلو غاليلي أكثر شخصية معروفة بإيطاليا حينها، حيث منحه دوق توسكانا مكانة هامة وحوله لعالم رياضيات وفيلسوف لصالح عائلة ميديتشي، مانحاً إياه الحماية اللازمة لنشر نظرياته وأفكاره.
رسم تخيلي لغاليلي وهو يفسر نظرية مركزية الشمس
وتزامناً مع ذلك، جذب غاليلي اهتمام الكنيسة، حيث تعارضت العديد من نظرياته مع أفكار بطليموس حول مركزية الأرض والنظرة الأرسطية للكون التي اتفق عليها رجال الدين وعلماء تلك الفترة. وقد جاء وصفه لسطح القمر وحركة دوران أقمار كوكب المشتري ليؤكد ما توصل إليه سابقاً الفلكي البولندي، نيكولاس كوبرنيكوس، الذي وضع مجسماً جديداً للكون تميز بمركزية الشمس ودوران الأرض حولها.
نيكولاس كوبرنيكوس
وعام 1616، لجأت محاكم التفتيش لجملة من المشاورات أفضت لتحريم كتاب De revolutionibus orbium coelestium لكوبرنيكوس المصنف كأول كتاب تحدث عن مركزية الشمس على مر تاريخ البشرية. وتبعاً لذلك، استدعى البابا بولس الخامس غاليلي لروما وطالبه بالتوقف عن مساندة نظريات كوبرنيكوس.
لوحة تجسد البابا بولس الخامس
وسنة 1632، نشر غاليلي كتاباً بعنوان حوار حول النظامين الرئيسيين للكون (Dialogo sopra i due massimi sistemi del mondo) قارن فيه بين النظامين الكوبرنيكي والنظام البطلمي القديم. وقد تلقى دوق توسكانا فرديناندو الثاني دي ميديتشي أول نسخة منه قبل أن ينشر لاحقاً في فلورنسا.
لوحة زيتية تجسد فرديناندو الثاني دي ميديتشي
وأثار هذا الكتاب العديد من المتاعب لغاليلي. فسنة 1633 أجبر على المثول أمام محاكم التفتيش، حيث أمر البابا أوربان الثامن، بعد تزايد الضغوطات عليه، باستدعاء غاليلي للتحقيق وتحريم كتبه.
لوحة زيتية تجسد مثول غاليلي أمام محاكم التفتيش
في البداية، رفض غاليلي التهم الموجهة إليه، مؤكداً على عدم مساندته لفكرة مركزية الأرض في كتابه، لكنه تراجع لاحقاً ليعلن عن تأييده لهذه النظرية وحديثه عنها دون قصد. وبسبب ذلك، اتهم غاليلي بالهرطقة وأجبر، بعد تهديده بعقاب وعذاب شديد، على تقديم اعتذار والتخلي عن أفكاره.
لوحة تجسد محاكمة غاليلي
كما صدر لاحقاً في حق غاليلي حكماً بالسجن المؤبد ليرسل بذلك هذا الرجل، الذي قارب عمره 70 عاماً، لقضاء التسع سنوات المتبقية من حياته بإقامة جبرية مريحة. وبحسب بعض الأساطير، نطق غاليلي عقب صدور الحكم في حقه بجملته الشهيرة: "وعلى الرغم من ذلك فهي تدور".
وأثارت محاكمة غاليلي العديد من التساؤلات حول مدى مصداقيتها. وفي منتصف القرن الثامن عشر، وافقت الكنيسة على رفع الحظر عن كتب هذا العالم الإيطالي. وفي القرن العشرين، قدم كل من البابا بيوس الثاني عشر والبابا يوحنا بولس الثاني تصريحات أكدوا من خلالها على أسفهم الشديد للمعاملة السيئة والمحاكمة التي تعرض لها غاليلي على يد رجال الكنيسة في زمنه.