22‏/06‏/2019

قصة انتحار أخت نزار قباني

نزار قباني : هو شاعر سوري ولد في دمشق في 21 مارس عام 1923، وقد ولد في اسرة دمشقية عريقة وتقليدية ومحافظة، كان يحب الرسم والألوان  في طفولته، وقد ورث حبه للشعر عن جده أبو خليل القباني الذي يعتبر رائد للمسرح العربي،  وكان يحب الشعر الجاهلي وكان يحفظ قصائد عمر بن أبي ربيعة، وجميل بثينة، وطرفة بن العبد، وقيس بن الملوح.
– عرف نزار قباني بقصائده التي تنصف المرأة والتي تدفع عن حرية المرأة وارادتها، حتى انه عرف بشاعر المرأة، ويقال أنه قام بالوقوف بجانب المرأة بسبب تأثر الشاعر الكبير أثناء طفولته بحادث أليم هو انتحار اخته وصال، وقد أثر ذلك الحادث في حياته وفي شعره على الرغم من أنه أخفي قصة انتحار اخته وقال أنها توفت بداء في القلب، إلا أنه اعلن عن قصة انتحارها واعلن ذلك في مذكراته الخاصة حين قال (صورة أختي وهي تموت من أجل الحب محفورة في لحمي)
قصة انتحار شقيقة الشاعر نزار قباني:
– هناك أكثر من رواية لقصة انتحار شقيقة الشاعر نزار قباني، ولكن الرواية التي أعلن عنها نزار هي أنها كانت على علاقة عاطفية بأحد الشباب، وكان ذلك الشاب يرد أن يتزوجها ولكن عائلتها لم توافق على ذلك الزواج، لأن الفتي لم تكن عائلته بنفس المستوى الاجتماعي لعائلة نزار قباني، وحاولوا أن يجبروها أن تتزوج من رجل أخر غير ذلك الحبيب، مما جعل أخته الكبرى وصال تقدم على الانتحار لأنها لم تستطع الزواج بمكن تحب، وضحت بحياتها بكل سهولة، وكان ذلك في عام 1938 حيث كان عمر نزار قباني خمسة عشر عاما.
– وقد تأثر نزار بسبب انتحار شقيقته، وقد كتب عن تلك الحادثة في كتاب قصتي ع الشعر حيث قال (في تاريخ أسرتنا حادثة استشهاد سببها العشق، الشهيدة هي أختي الكبرى “وصال” قتلت نفسها بكل بساطة وشاعرية منقطعة النظير لأنها لم تستطع أن تتزوج بحبيبها، صورة أختي وهي تموت في لحمين ولازلت أذكر وجهها الملائكي، وقسماتها النورانية، وابتسامتها الجميلة وهي تموت، كانت في ميتتها أجمل من رابعة العدوية، وأروع من كليوباترا المصرية، حين مشيت في جنازة أختي، وأنا في الخامسة عشرة، كان الحب يمشي إلى جانبي في الجنازة، ويشد على ذراعي ويبكي، وحين زرعوا أختي في التراب، وعدنا في اليوم التالي لنزورها، لم نجد القبر، وإنما وجدنا في مكانه وردة).
– وهناك رواية أخرى قالتها الأديبة السورية كوليت خوري، التي كانت على علاقة عاطفية بنزار قباني قبل ان ينفصلا وكانت هي وعائلتها من المقرين لعائلة الشاعر، وقد أكدت كوليت أن القصة التي قالها نزار غير صحيحة، فوصال لم تقدم على الانتحار بسبب عدم قبول عائلتها للشاب التي أحبته، ولكنها اقدمت على الانتحار بسبب ابتعاد ذلك الفتى عنها، وأنه تركها وتزوج من أخرى مما دفع وصال على الانتحار، وتقول كوليت أنها تعرفت بعد ذلك على ذلك الشاب الذي هجر وصال شقيقة نزار قباني، وعرفت أنه أجب من زوجته وأن أحدى بناته أحبت شاب وهجرها ليتزوج من أخرى، وكررت مأساة وصال، وانتحرت أيضا وهي من المصادفات الغريبة.
– وربما خجل نزار أن يعلن قصة انتحار شقيقته كما حدثت في الواقع، ولكن كان موث شقيقته الوحيدة أثر كبير في شعره وفي محاربته للحب ولحرية المرأة، حيث رأي أن انتحار شقيقته كان استشهاد في سبيل الحب، حيث كتب نزار  (هل كان موت أختي في سبيل الحب أحد العوامل النفسية التي جعلتني أتوفر لشعر الحب بكل طاقاتي، وأهبه اجمل كلماتي؟ هل كانت كتاباتي عن الحب، تعويضاً لما حرمت منه أختي، وانتقاماً لها من مجتمع يرفض الحب، ويطارده بالفؤوس والبنادق؟) .
ولم تكتفي معاناة نزار مع المرأة عند هذا الحد فقد عانى من محنة أخرى ، وهي موت زوجته بلقيس التي أحبها بجنون ، تلك الزوجة التي ظل يطاردها 7 سنوات إلى أن تزوجها ، وعاشا معًا حياة جميلة إلى أن توفيت في حادث تفجير سفارة العراق ببيروت عام 1981م ،  وقد رثا زوجته بكلمات حفرها التاريخ كان يقول فيها :
سأقول في التحقيق **** كيف أميرتي اغتصبت
وكيف تقاسموا فيروز عينيها *** وخاتم عرسها
وأقول كيف تقاسموا الشعر الذي يجري كأنهار الذهب
سأقول في التحقيق *** كيف سطوا علي آيات مصحفها الشريف ***وأضرموا فيه اللهب
سأقول كيف استنزفوا دمها ***وكيف استملكوا فمها *** فما تركوا به وردًا ولا تركوا عنب
وهكذا استطاع نزار أن يسطر مأساته ببراعة أدبية منقطعة النظير ، وحفر لنفسه مكانًا في نفوس القراء لم يصل له أحد بعد ، فشعر نزار قباني يبحر بنا دائمًا إلى عالم جميل من الرومانسية المفرطة التي لا تنتهي مع مرور الزمن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق