23‏/11‏/2018

فيكي شمبانزي من نوع خاص مقال بقلم هشام بودراhibo

قام آل هايز الزوجين العالمان النفسانيان الأمريكيان بتبني قردة من نوع شمبانزي أطلقوا عليها إسم فيكي vikiذلك بعد بضعة أيام من ولادتها .. و قد عملا على تربيتها بأسلوب الطفل البشري بقدر المستطاع .. و تدريبها تدريبا خاصا .. و نتيجة لذلك المحيط الغير العادي  الذي وضعت فيه فيكي و الغير المتاح للقردة .. فقد كانت قدراتها تشبه لقدرات الطفل البشري من سللتها القردة .. فقد تعلمت نفض الغبار و غسل الصحون و بري الأقلام و دهن الأثاث .. كما استطاعت أن تنجح في إختبارات الذكاء الموضوعة للأطفال في عمرها  و ذلك حينما لا تتدخل اللغة .. و أحيانا إستطاعت فيكي أن تتفوق عل الطفل البشري في نفس عمرها في كثير من الأمور .. إلا أن فيكي لم تستطع أن تتقدم في مسألة اللغة و الكلام بالنسبة لأقرانها البشريين و يرجح العلماء السبب إلى نقصان دماغها من المناطق التي توجد فيها مراكز الكلام ..
نظرا للتربية التي عرفتها فيكي فإنها إستطاعت أن تتفوق على القردة الذين يعيشون في محيطهم الطبيعي .. فحينما كانت فيكي تواجه أي مشكلة كانت تعمل قدر المستطاع على حلها .. إلا أن آل هايز عجزوا عن تدريب فيكي الكلام و ذلك بسبب القصور الدماغي عند القردة عامة .. 
و بذلك أصبحت فيكي عاجزة عن اللحاق بمن هم في عمرها من فئة الحيوان البشري المتطور الذين تفوقوا تفوقا ظاهريا ..
تحليل علمي :
يعد العالم الروسي بافلوف Pavlovمن أوائل من درسوا التعلم عند الحيوانات .. ثم أتبعه بدراسة التعلم عند الحيوان الناطق الإنسان .. و له عدة تجارب شهيرة و تشير معظمها بشكل واضح إلى الفرق بين التعلم البشري و التعلم الحيواني فقد قسم المسألة إلى قسمين سمي الأول النظام الإشاري الأول و هو نوع من التعلم يشترك فيه الحيوان و الإنسان .. و النظام الإشاري الثاني القائم على اللغة و الذي يتفرد به الحيوان الناطق الإنسان ..
تحليل نفسي :
يقوم التحليل النفسي على قاعدة أن إمتلاك الحيوان الناطق الإنسان للغة بأنواعها : لغة الكلام و اللغة الكتابة و لغة القراءة هو السر الذي يمتلكه الحيوان الناطق الإنسان و بسببه يتفوق على الحيوان الطبيعي .. و ذلك بأنه لولا اللغة لما أمكن التجريد و التعميم و بالتالي لما أمكن الحكم و المحاكمة و الإدراك و التفكير و هذه العمليات ذاتها هي المسؤولة عن تفوق العقل البشري على العقل الحيواني ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق