01‏/07‏/2018

السفينة الملعونة ماري سيليست بقلم هشام بودرا

أثناء إبحار دافيد موهاس قبطان سفينة دي جراتيا بسفينته في عام 1872 لاحظ سفينة غريبة من بعيد كانت أشرعتها مدلاة بشكل عشوائي و حركتها مثيرة لريبة و استمر القبطان يراقبها بمنظاره ، إلى أن قرر إرسال ثلاثة ملاحين من سفينته على متن قارب لإستطلاع أمر السفينة الغريبة و بعد أن عادوا من مهمتهم أخبر الملاحون القبطان بما رأوا فقد وجدوها سليمة كأنها تستعد للإقلاع لكن لم يكن على متنها أحد سوى لعب للأطفال و أدوات موسيقية . فقرر دافيد سحبهاو أمر نصف طاقم سفينته بالإبحارعلى متنها إلى أن وصلت السفينتان إلى ميناء جبل طارق .. خلالها قامت السلطات البريطانية بفتح تحقيق في ماجرى ، وكان المحققون قد وجدوا سيفا ملطخا بالأحمر ظنوا أنه دما في بادئ الأمر  تحت سرير القبطان لكن بعد فحص السيف تبين أن اللون الأحمر ليس دما..
و انتهى التحقيق بتقرير جاء فيه أن السفينة تدعى ماري سيليست غادرت ميناء نيويورك عام 1872 متجهة إلى جنوة و كان على متنها حمولة كبيرة من المشروبات الكحولية و كانت السفينة بقيادة القبطان بنيامين برجيز أمريكي الجنسية و كان برفقته زوجته سارة و ابنته ذات السنتين صوفيا و معهم ألبرت ريشاردسون كبير الملاحين و عدة رجال أخرين .. وعرف على قبطان السفينة سلوكه المستقيم و كانت هذه رحلته الأولى على متن هذه السفينة التي تغير إسمها من أمازون إلى ماري سيليست وكان آخر ما دونه القبطان على دفتر يوميات السفينة موقع تواجدها .. و اقفل التحقيق على أمل أن يكون طاقم السفينة قد إستقل قاربا للنجاة و هو على وشك الوصول ليحكي ما حدث معهم لكن لم يصل أحد. 
و إستمر سر السفينة غامضا حوالي أربعين سنة و في عام 1914 ادعى الأستاذ هوارد مدير مدرسة هامب ستيت في لندن أنه اكتشف وثيقة ضمن مخلفات أحد العاملين في المدرسة أنه الناجي الوحيد من المأساة التي حلت بمن كان على متن السفينة ، لكن العامل توفي ولم يذكر ماهي المأساة كما لم يذكر مصير طاقم السفينة؟! وتبقى هذه القصة مجرد إدعاء لعدم توفر دليل واحد على صحتها..
و سرت شائعة فيما بعد أن ماري سيليست سفينة ملعونة ، ما جعل البحارة يرفضون العمل على متنها ، ما أدى إلى بيعها إحدى عشر مرة خلال فترة قصيرة ،إلى أن آل مصيرها إلى مجموعة من المستثمرين الذين قاموا بالتأمين عليها بمبلغ كبير ، و أغروا قبطانها الجديد بقيادتها إلى منطقة صخرية و جعلها ترتطم بالصخور و تغرق ليحصلوا على مبلغ التأمين الكبير ، نفذ القبطان الفكرة لكن الخطة إنكشفت و قدم المستثمرون و القبطان للمحاكمة.
إستنتاج شخصي
ربما تعرضت السفينة لهجوم للقراصنة حيث استولوا على المشروبات الكحولية و أثناء رحيلهم إقتادوا مغهم من كان على السفينة و قاموا بقتلهم فيما بعد أو إغراقهم في المحيط ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق