02‏/07‏/2018

قصة قصيرة:لقاءات بقلم هشام بودرا

كان لقاءنا الأول في منتزه يطل على منظر خلاب لمياه البحر الصافية ، كان اللقاء شبه صامت ، كانت العيون أكثر تخاطباو تقاربا  من الألسنة  .. تأملتها بإمعان .. وجهها كبدر السماء..  بدت حزينة مهمومة .. لكنها كانت تبتسم رغم الوجع الذي يعتصر قلبها .. و تبادر إلى ذهني سؤال هل مازال هناك مكان لي به ؟
تبادلنا النظرات كانت صريحة .. شكت من أوجاعها .. و ضحكت على ألامها و أحزانها ..
كان لقاءنا الثاني في نفس المكان 
كنا أكثر تفاعلا و تواصلا 
تحدثت  بهمس : الصبر عذابي ثم تبسمت .. لا أدري محوى كلامها  .. ثم أضافت : الحياة تمر أحيانا بلا جدوى .. متاهات لا تنتهي .. نبحث عن السعادة و لا أحد يعلم متى يستأثر بها لنفسه .. قلت لها  : هل كلامك نوع من الفلسفة ؟ لكنها على الفور ردت : السعادة لا حدود لها كالزمن، كالعواطف التي لا تحدها الأفئدة ، تستمد بقاءها من حياتنا و تترعرع في أمانينا ، و رغم ذلك فلا  نستسيغ  طعم السعادة إلا عندما نستصدم بالمعاناة ، بالمعاناة  يمكن أن نعطي و بخلافها لا يهمنا سوى الأخذ .. فالشمعة لا تعطي إلا و هي تحترق و تفل .. 
كان لقاءنا الثالث أيضا في نفس المكان.. كانت أرواحنا تحلق مع الملائكة حولنا مشاعرنا أكثر ترابطا تحدثنا كثيرا و ضحكنا و لعبنا كالأطفال بلا قيود رسمنا مستقبلنا إتفقنا على عدد أطفالنا و إخترنا أسماءهم طردنا التوجس و الحزن من أعماقنا أسدلنا الستار على الماضي الحزين و جهزنا العدة للمستقبل المشرق ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق