01‏/07‏/2018

حينما سأل الرئيس جمال عبدالناصر وزير إعلامه حسنين هيكل عن الموت مقال بقلم هشام بودراhio

سرد الصحفي محمد حسنين هيكل الذي كان مقربا من الزعيم الراحل جمال عبدالناصر حوارا دار بينه و الزعيم الراحل ثلاثة أيام قبل وفاة الأخير و كان ذلك أثناء انعقاد مؤتمر القمة العربية في القاهرة في شتنبر من سنة 1970 و كان هيكل في ذاك الوقت يشغل منصب وزير إعلام مصر .. 
يروي هيكل أن عبد الناصر تحدث معه عن أمور تتعلق بالجنة و النار و البعث .. و هذا مجرى الحوار كما قاله هيكل : 
هيكل : من الجميل أن يقيم الإنسان في الفندق بين الحين و الحين كنوع من التغيير !
عبد الناصر  : أنا لا أجد ذلك جميلا ، إنه كالقشلاق !
ثم قال إنه جائع و سأل هيكل  : أتظن أن الطعام هنا في الهلتون مختلف عن الذي أكله في البيت ؟
هيكل : المسألة تتوقف على ما الذي ستطلبه ؟ 
عبد الناصر : أريد بعض السندويشات 
و أرسل في إستدعاء للسفرجي وعاد بسندويشات الجبن الأبيض نفسه الموجود دائما في منزل عبد الناصر ، و قد إستنتج هيكل أن الدواعي الأمنية إستدعت إحلال طهاة عبد الناصر الخصوصيين محل طهاة فندق هلتون و عمال مطبخه.
عبدالناصر : ماذا يطلب الناس في الهلتون عادة ؟!
هيكل : عادي في منتصف النهار ، لا يطلبون سندويشات جبن ربما طلبوا كانا بيه (قطع صغيرة من الخبز المستطيع بالسلمون المدخن )
و أضاف ضاحكا و مداعبا و ربما بعض المارتيني!!
عبد الناصر : المارتيني ... ألا يخشون أن يكون ذلك سببا في دخولهم النار في الآخرة؟!
هيكل : يعتقدون أن الله غفور رحيم و أن المهم هو تصرفات الإنسان و سلوكه !
عبد الناصر : سكت لحظة .. ثم سأل فجأة سؤالا غريبا .. (لطالما تذكره هيكل فيما بعد ).. هل أنت مؤمن ؟
هيكل : أجل .. و بالقطع أنا مؤمن 
عبدالناصر: إذن قل لي .. ماذا بعد الموت ؟
هيكل : سؤال بالغ الصعوبة .. أعتقد أن الجنة و النار هما هنا فوق الأرض ، وربما كان القصد من ذكرهما هو الرمز للخير و الشر ، و في إمكاننا نحن أنفسنا أن نجعل من حياتنا جنة أو نارا ..بعد الموت فربما كانت النهاية .
عبد الناصر: أتعني أن من لا يفعل خيرا على هذه الأرض لا يدخل الجنة؟!
هيكل : لا أدري ، و إنما أظن أن الجنة و النار رموز !
عبد الناصر : ذلك يعني أننا بالموت ننتهي و هذا كل شيء!
هيكل : هذا كل شيء!
عبدالناصر : هذا ليس مطمئنا!
و بعد ثلاثة أيام توفي الزعيم جمال عبد الناصر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق