21‏/07‏/2018

هيث ليدجر .. الفتى الذي لم يسعد بنجوميته .. بقلم هشام بودرا


كانت تيريزا سولومن تأتي كل صباح لشقة الممثل الأسترالي هيث ليدجر بشارع بروم بنيويورك لتقوم كعادتها بعملها اليومي في تنظيف الغرف ، وفي يوم 22يناير من سنة 2008و أثناء عملها ظنت تيريزا للوهلة الأولى أن لا أحد في الشقة إلى أن وصلت لتنظيف غرفة نوم هيث لتكتشف تواجده نائما على سريره و يغط في نوم عميق حتى أنها سمعت شخيره ، إلا أنها إستعمرت في عملها دون أن تيقظه .. و في نفس اليوم كان لهيث موعد مع مدلكته ديانا في حدود الساعة الثالثة إلا ربع ، وصلت ديانا في الموعد المحدد وجلست تنتظره في شقته .. و بعد تأخره في الظهور قررت لإتصال به على رقم هاتفه إلا أنها لم تتلقى أي رد ما دفعها للتوجه لغرفة نومه حينها إكتشفت ديانا أن هيث على سريره في حالة نوم حاولت إيقاظه إلا أنه لم يكن يستجب لنداءاته فأصابها الهلع و الخوف فقررت الإتصال بصديقة هيث الممثلة ماري كيت أولسن التي أخبرتها بأنها ستتصل برجال الأمن .. عادت ديانا لتكرار محاولاتها بإيقاظ هيث و حينما يئست قررت الإتصال برقم الطوارئ و بعد دقائق معدودة لا تتجاوز الخمس كان رجال الإسعاف يحاولون إنقاذ هيث لكن بدون أي جدوى و بعد جس نبضه و دقات قلبه تبين أن الفتى الوسيم قد فارق الحياة و أعلن رسميا عن موته في الساعة الثالثة و ست وثلاثين دقيقة و لم يكن بعد قد تجاوز عمره 29سنة
نقلت جثة هيث للمستشفى و تم تشريح جثته و انتهى تقرير التشريح أن سبب الموت ربما قد يعود  لأدوية نوم و مضادات للإكتئاب التي كان هيث يتناولها بوصفة طبية بشكل مفرط زائد عن الحد .. لم يقتنع الكثيرون بالتقرير التي ظهرت للعلن و ظهرت عدة فرضيات منها أن هيث إنتحر لأسباب مجهولة و هناك فرضية ترجح أن الفتى قتل في ظروف غامضة و بأسلوب متطور بحيث لا يكتشف أنه قتل .. ( و هناك فرضية عربية و التي تصب في نظرية المؤامرة الكونية ضد البشرية و تقول أن هيث قتله أتباع الماسونية بعد أن قرر ترك التنظيم مثله مثل مايكل جاكسون .. على سبيل الطرفة) 
و كان هيث قبل رحيله الأبدي يعيش فترة نجاح و شهرة واسعة إثر تجسيده لدور الجوكر الذي أداه بإثقان في سلسلة أفلام باتمان كما أنه حصل على عشرات الجوائز في مصاره التمثيلي .
هل قتل الجوكر هيث؟
تعتبر شخصية الجوكر من أصعب الشخصيات التي قد تقابل أي ممثل  لمدى الشر الكامن فيها نحو العالم .. وكان هيث قد سبق و صرح إعلاميا أنه يعيش ضغوطا نفسية و عصبية بسبب هذه الشخصية البسيكوبائية المريضة نفسيا و التي لا تملك أي ذرة من الضمير تجاه أفعاله الشريرة  ..
و كان هيث قد حبس نفسه في غرفة بفندق بلندن لما يقارب الشهر وحيدا في التحضي لهذه الشخصية ، و نال هيث جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد عن الجوكر بعد موته المفاجئ و الغامض .. و مازالت أسرة هيث و الشرطة ترجح فرضية أن موته كان عرضيا ، لأن الشرطة لم تجد أي دليل قاطع حول إنتحاره أو تصفيته جسديا .
و يبقى السؤال مطروحا .. هل إنتحر هيث بسبب تأثره بشخصية الجوكر بحيث تعرض لإنفصام في الشخصية لم يعد بعدها قاد على إستعاب الأمور .. أم أنه قتل في ظروف غامضة و لأسباب حاولت الشرطة التكتم عليها .. أم أن موته مجرد قضاء و قدر ..؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق