14‏/08‏/2018

جورجي ماركوف الصحفي و الروائي : أشرس معارض بلغاري للشيوعية الذي إغتيل في جريمة المظلة بقلم هشام بودرا

ولد جورجي ماركوف في فاتح مارس من سنة 1929 في بلغاريا .. و في سنة 1946حصل على شهادة البكالوريا ليلتحق بعد ذلك بشعبة الكيمياء الصناعية بالجامعة و في سن 19 أصيب بمرض السل و هو ما جعله لا يفارق الفراش إلا إستثناءا بتردده المستمر على المستشفيات و أثناء مرضه إكتشف جورجي شغفه بالكتابة و التأليف و في سنة 1957 أصدر أول رواية .. تلاها بعد سنتين برواية ثانية و سرعان ما ذاع صيته في بلغاريا بعد أن أصبح كاتبا مرموقا في مجال الأدب الروائي و التأليف المسرحي ثم بعد ذلك صحفيا مشهورا و تمكن خلال فترة وجيزة الحصول على الجائزة السنوية من اتحاد الكتاب البلغاريين عن إحدى رواياته . . و فيما بعد إختار جورجي مسار تأليف روايات تنتقد نظام الحكم الشيوعي السائد في بلاده و هذا ما جر عليه غضب و نقم النظام الحاكم برئاسة تودو جيفكوف حيث أصدر الأخير أوامره بمنع نشر و توزيع روايات جورجي و بعد هذا التضييق فر جورجي إلى إيطاليا سنة 1969و عاش مدة من الزمن مع أخيه هناك .. و بعد أن منعت السلطات البلغارية عودته إلى وطنه سنة 1971هاجر جورجي إلى لندن و إستقر بها و أثناء إقامته في لندن عمل مقدما وصحفيا في هيئة الإذاعة البريطانية و حاول قدر الإمكان و الفرص المتاحة له للتعبير عن رأيه في فضح النظام الشيوعي و السخرية منه و خصوصا في بلاده بلغاريا .. و لم يكتفي جورجي بذلك بل إستعان براديو أوروبا الحرة الذي تأسس في أمريكا و صحيفة دوتشيه فيليه الألمانية في نشر أفكاره اللاذعة ضد نظام بلاده .. و بعد أن طفح كيل النظام الحاكم في بلغاريا من جورجي قامت الحكومة البلغارية بالإستعانة بجواسيسها لمراقبة تحركات جورجي ماركوف و جمع كل المعلومات و المعطيات الدقيقة عنه بالتعاون مع الكي جي بي الروسي تمهيدا لتصفيه جسدا .. و في السابع من شتنبر سنة 1978و أثناء توجه جورجي إلى مقر عمله .. توقف لوهلة عند محطة الحافلات في انتظار قدوم رقم الحافلة التي ستقله لمقر عمله ، و أثناء وقوفه أحس بوخز حاد في فخذه الأيمن من الخلف و حينما إستدار لإستبيان الأمر رأى رجلا يلتقط مظلة من على الأرض معتدرا منه عن ما بدر منه دون إنتباه ثم ترجل الرجل الغريب بعيدا .. ظن جورجي أن الأمر مجرد مصادفة ليس إلا ... و لكن بمجرد ما وصل إلى مقر عمله أحس بألم حاد في فخذه و أخذ مكان الوخز يحمر .. إلا أن جورجي أكمل عمله و بعد عودته مساءا إلى منزله .. إرتفعت درجة حرارته و انثابته حالة من الألم الشديد .. فتم نقل جورجي إلى المستشفى على عجل حيث روى للأطباء ما حدث له في محطة الحافلات و رجح أنه ربما تعرض للتسميم و بعد عدة محاولات لإنقاذ جورجي إلا أنه فارق الحياة متأثرا بالسم بعد أربع أيام .. و يعتبر جورجي ماركوف من أشرس معارضي النظام الشيوعي في بلغاريا في ذاك الزمان و كان عمر جورجي أثناء موته 49سنة .. و في التحقيقات التي أجريت تبين أنه تعرض للحقن بسم الريسن عن طريق رأس المظة الحاد التي وخز بها .. و رجحت التحقيقات أن من نفذ العملية عملاء الإستخبارا السرية البلغارية بمساعدة جهاز الإستخبارات الروسي و أطلق عن عملية إغتيال جورجي بجريمة المظلة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق