21‏/06‏/2018

أحلام غارقة قصة قصيرة بقلم هشام بودرا

في زمن من الأزمان  كان هناك ديكتاتور ،  لا صوت إلا صوته ، صوره في كل مكان و صوته النشز  مبارك مقدس في كل قنواته التلفزية الهابطة ، كان القرار الفاصل لشباب كالأزهار أن يحملوا أحلامهم الملونة بلون الحرية على أكثافهم المنهكة من زمن الطفولة الذابل و يركبوا قوارب سميت قوارب الموت لكنها بالنسبة لهم هي قوارب نحو الأمل و الحرية من تسلط و جبروت الديكتاتور ، تبادرت إلى أذهانهم فقاعات بلاد وراء البحار لا يرون فيها صور  وجه الديكتاتور القبيحة أو صوته المزعج.. كان الشباب من فئة المنبوذين فئة فرض عليها قانون القاع ، ثارت الفئة  كالبركان لكن للأسف كان للقدر رأي أخر فقد كان قضائهم أن يعودوا إلى وطنهم غصبا عنهم .. جثثا متناثرة على رمال شاطئ الوطن الذي حاولوا الفرار منه مرارا و تكرارا  .. غرقت قواربهم المتهالكة و تقيئهم البحر من أعماق جوفه و تبرء من دمهم أمام ربه ، كدست الجثث في شاحنات للنفايات و أحرقت، فهم بالنسبة لنظام الديكتاتور ليسوا سوى ضالين عصاة لا يستحقون الدفن لأنهم أغضبوا الديكتاتور اللعين فأصابتهم لعنته التي لا تخيب .. تقيء البحر الجثث فأين درجت أحلامهم التي كانت محمولة على أكثافهم هل خطفها الموت اللعين أم غرقت فأكلتها الأسماك المفترسة أم نجت و رست على الضفة الأخرى وراء البحر حيث الأمل و الحرية .. عاش الديكتاتور زمنا ، مات الديكتاتور اللعين و إستخلفه ديكتاتور آخر كان أشد شرا من الديكتاتور المقبور .. مازال الديكتاتور و صورته و صوته و مازال المنبوذون يحملون أحلامهم على أكثافهم و يركبون   قوارب الموت المتهالكة .. قوارب الأمل و الحرية لكل المنبوذين ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق