30‏/06‏/2018

ايساي عاشق ولهان أم قاتل مجنون بقلم هشام بودرا

كان ايساي شاب ياباني ثري عمره 32 سنة ، نال في مسقط رأسه اليابان أرفع الشهادات و بالإضافة إلى اليابانية فقد كان يجيد أربع لغات أخرى بطلاقة ، إرتحل ايساي إلى باريس منذ ثلاث سنوات ليجري دراسة في الأدب المقارن ، وكان ايساي يحصل من والده على الكثير من المال ليحافظ على مستواه الياباني الراقي إلا أن ايساي كان يعاني عقدة قامته القصيرة ووزنه الضئيل فقامته لا تتجاوز المتر و 45سنتمتر و وزنه لا يتجاوز في أحسن حالته 43 كيوغرام ، حتى أن البعض كان يظن أنه فتى يانع لم يبلغ المراهقة بعد ، و في الجامعة حيث يدرس كان ايساي يتعرض للتنمر من طرف زملائه كما كان يشكو من تكبر الباريسيات اللواتي لا يأبهن له لحقارة حجمه رغم ثرائه و أناقته ونظافته ، ولكن مع مرور الوقت تمكن من نسج علاقة صداقة مع فتاة هولندية جميلة تدعى رينه هارتولت كانت في سن الخامسة و العشرين تدرس في باريس نفس دراسته و يرجح أنها كانت تحاول العطف على هذا الطالب الياباني المسكين فأقامت معه تعاون أدبي كما لم تكن تتردد في قبول دعوات ايساي لها لشرب الشاي الأخضر في شقته الفاخرة ..حيث كان ايساي يقرأ عليها بعض أشعاره و هدفه إفهامها بأنه مفتون بها و بجمالها و كان جوابها يتمثل في ضحكة عريضة ساحرة كما لو أنها لا ترى في ايساي رجل حقيقي .. و ذات يوم في شهر حزيران من سنة 1982 دعا ايساي رينه لشرب كوب شاي أخضر ساخن و ترجمة قصيدة قصيرة لشاعر ياباني معاصر إلى الألمانية وافقت الفتاة دون تردد فاصطحبها ايساي إلى شقته حيث بدأت في ترجمت القصيدة بينما كان ايساي يعد لها الشاي و بعد أن انتهت شربت الشاي  عندئذ إنتهز ايساي الفرصة و صارحها بحبه لها و رغبته في الزواج منها لكنها قابلت كلامه بضحكة كعادتها .. أحس ايساي بمرارة ضحكتها وإستهزائها بمشاعره النبيلة و ما لبثت أن طلب منه أن يفتح المسجلة لأنها ترغب في تسجيل قصيدتين ألمانيتين وافق ايساي دون تردد .. حيث بدءت رينه في الإلقاء بينما غاب ايساي للحظات قبل أن يعود إليها مرة أخرى ،  هناك أحست رينه بالخوف و الفزع فقد تغيرت ملامح الياباني الطيب و دون تردد صوب ايساي فوهة بندقيته لرأس رينه فسمع صوت طلقة ، تلاها وقع أقدام الجاني و انقطع التسجيل . .
حينها قام ايساي بضم و تقبيل رينه ضحيته المقتولة و لا يستبعد أن يكون قد مارس عليها الجنس ، ثم أتى بسكين من المطبخ و بدء في تقطيع الجثة اربا اربا فانتقى من لحمها بعض القطع و أكلها نيئة فيما شوى بعض القطع الأخرى و وضع جزءا من الجثة في الثلاجة لتناوله فيما بعد بينما وضع القسم الأكبر من الجثة في حقيبتين ثم طلب سيارة أجرة و توجه إلى غابة بولونيا بضواحي باريس و رمى الحقيبتين قرب البحيرة ، ولكن سائق سيارة الأجرة أخبر الشرطة بما أقدم عليه زبونه الغريب و كانت الشرطة سبق لها وتوصلت بإتصال من جار ايساي الأعمى و المرهف السمع تخبرهم أنه سمع صوت خافث لطلقة صدرت عن بندقية في شقة جاره ، و بعد التحري توصلت الشرطة للجاني و انتظروه قرب باب شقته و لما أتى دخلوا معه الشقة و سألوه عن الفتاة التي كانت ترافقه من حين لأخر ، و سرعان ما اعترف ايساي بأنه قتلها و أكلها دون خداع أو مراوغة بل لم يكتفي بذلك بل أسمعهم التسجيل الصوتي وقت وقوع الجريمة .
كانت صدمة الشرطة قوية فلم يسبق لهم أن تعاملوا مع مجرم من هذه الطينة .. فتقرر إيداع ايساي في مستشفى للأمراض النفسية والعقلية للتأكد من حالته العقلية ، و أكدت الإختبارات العلمية و الفحوصات الطبية  التي أجريت عليه أنه يعاني إختلالا عقيا و أنه لا يملك الصفات العقلية الكاملة لأن أكل اللحم البشري لا يقدم عليه عاقل، و قد تبين من التحقيق أن ايساي منذ طفولته كان يسأل معلمه في المدرسة ..لماذا لا يأكل الرجل حبيبته الميتة بدلا من دفنها أو حرقها ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق