21‏/06‏/2018

الجينرال الحاج عبدالسلام فرانكو ديكتاتور إسبانيا

بعد إنقلاب الجنيرال فرانسيسكو فرانكو على الحكومة الجمهورية سنة 1936كلف الكولونيل خوان بيكبيدير بمهمة الدعاية للنظام الجديد الديكتاتوري بهدف إستقطاب المغاربة في شمال المغرب إلى جانب فرانكو ليخوضوا معه الحرب الأهلية الإسبانية ضد الحكومة الجمهورية و كان الكولونيل يحث المغاربة على الإنضمام إلى صفوف ثوار فرانكو واهما إياهم أن الديكتاتور يدافع عن القيم و المبادئ الإسلامية و المسيحية ضد الكفار الشيوعيين و الجمهوريين أعداء الإسلام و المسيحية على السواء ، كما حرصت مندوبية شؤون الأهالي بتطوان بأوامر من فرانكو نفسه إلى تنظيم و تسيير عدة رحلات للحج للمغاربة و قد إلتقى فرانكو بوفد للحجاج في ميناء إشبيلية أثناء عودتهم من الحج على بارجة ألمانية و خطب فيهم قائلا : لقد كانت إسبانيا و الإسلام دائما على تفاهم و في الفترة الحالية ظهر عدو ضد الإنسانية و الدين و ضد كل المؤمنين مسلمين و مسيحيين و الذين لهم عقيدة ، و يجب أن نتحد لمواجهة هذا الخطر ... و يقصد الشيوعيين و الجمهوريين ، لم يكتفي فرانكو من نشر إشاعة حمايته للأديان بين فقراء و بسطاء المغاربة الذين كانوا يعانون من الفقر و الجهل و التخلف في زمن كانت الفوضى هي السائدة ، بل روج النظام الديكتاتوري لفرانكو  دعاية في شمال المغرب أن فرانكو إعتنق الإسلام و إختار إسم عبدالسلام و حج إلى البيت الحرام بمكة و أن على المسلمين الإنضمام إلى جيشه لمحاربة الشيوعيين الكفرة و إعادة الأندلس إلى حضن الإسلام ، و قد ذكرت المؤرخة الإسبانية ماريا روسا دي مادريارغا في كتابها مغاربة في خدمة فرانكو  أنه في 23 يناير 1939 كتب أحد الحجاج أثناء توقفهم في طرابلس رسالة إلى أحد أصدقائه يعبر له فيها عن شكرهم و إمتنانهم لفرانكو حامي الملة و الدين و كيف أن كل الحجاج على السفينة يرفعون أكف الضراعة لله أن يحفظه و ينصره كما أكد المؤرخ المغربي ابن عزوز حكيم أن من ضمن وفود الحجاج المغاربة من أقسم أنه رأى فرانكو يؤدي مناسك الحج و مازال من بقي من قدماء المحاربين على قيد الحياة إلى اليوم لا يذكر فرانكو إلا مقرونا بالحاج ،ويذكر الكاتب الراحل محمد شكري في روايته الشهيرة الخبز الحافي تلميحا عن الحدث فيقول : أبي يستلذ البطالة في ساحة الفدان مع المغاربة معطوبي الحرب الأهلية الإسبانية كان بعضهم يفخر بها لأنها أتاحت له أن يغامر و أن تكون له ذكريات عن المعارك التي خاضها منتصرا أو مهزوما و كان الكاوديو يسمى بينهم الحاج فرانكو ، و عرف على فرانكو حبه و إفتخاره بالجندي المغربي الذي ساهم بشكل كبير في إنتصاره في الحرب الأهلية و تحدثت بعض الشائعات أن فرانكو له  أصول أندلسية مغربية إنصهرت حينها في المجتمع الإسباني في زمن طرد المسلمين و اليهود من إسبانيا . وأعلن عن وفاة الديكتاتور فرانكو في 20 نوفمبر من سنة 1975 عن عمر ناهز  82 سنة منهيا بذلك حقبة سوداء مرت بها إسبانيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق