يصنف الممثل الكوميدي الإنجليزي تشارلي تشابلن كواحد من أهم الوجوه السينمائية التي عرفها التاريخ، حيث برز الأخير للعموم خلال فترة السينما الصامتة، وتحوّل بشكل سريع لأيقونة من أيقونات السينما العالمية بفضل شخصية المتشرد التي أتقن أداءها.
واستمرت المسيرة الفنية لهذا الممثل لأكثر من 75 سنة فبدأت أواخر العهد الفيكتوري وانتهت قبل وفاته بعام واحد.
سنة 1952، مرّ تشارلي تشابلن بفترة صعبة، حيث علم الأخير بعدم إمكانية حصوله على تأشيرة للعودة للولايات المتحدة الأميركية بعد اتهامه بالتعاطف مع الشيوعيين، وبسبب ذلك أجبر بطل السينما الصامتة على الاستقرار برفقة عائلته في سويسرا.
خلال الأشهر الأخيرة من عام 1977، تدهورت الحالة الصحية لتشارلي تشابلن بشكل واضح ويوم 25 كانون الأول/ديسمبر 1977 فارق الممثل الكوميدي الحياة عن عمر يناهز 88 سنة عقب تعرضه لسكتة دماغية أثناء النوم.
وبعد يومين، حظي تشارلي تشابلن بجنازة صغيرة حسب وصيته، دفن إثرها بمنطقة كورسيي سور فيفي (Corsier-sur-Vevey) السويسرية.
لم يدم غياب تشارلي تشابلن عن الساحة الإعلامية طويلا. فبعد شهرين فقط من دفنه، تناقلت وسائل الإعلام العالمية خبر اختفاء التابوت الذي احتوى جثته والبالغ وزنه 300 رطل.
تزامن ذلك مع تلقي أرملته أونا أونيل (Oona O'Neill) لمكالمة هاتفية طالبتها بدفع مبلغ 600000 دولار مقابل إرشادها على المكان الجديد لجثة زوجها.
في الأثناء، كانت أونا أونيل الزوجة الرابعة لتشارلي تشابلن حيث تزوّجت الأخيرة من الممثل الكوميدي الشهير سنة 1943 وهي في الثامنة عشرة من عمرها، وأثناء حياتهما الزوجية رزق الاثنان بثمانية أطفال.
وحال تلقيها للاتصال، رفضت أونا أونيل الرضوخ لمطلب سارق القبور، مؤكدة أن الأمر غير قابل للنقاش.
وردا على ذلك، هدد المتصل أرملة تشارلي تشابلن بخطف أحد أبنائها عوضا عن الجثة.
وأمام هذا الوضع، تحركت الشرطة السويسرية، وباشرت بعمليات التحقيق، وفرضت خلال شهر أيار/مايو 1978 رقابة على هاتف منزل أونا أونيل، و200 هاتف عمومي بالمنطقة، أسفر ذلك عن الإطاحة بمهاجرين من أوروبا الشرقية اتهما بتنفيذ العملية.
وعلى حسب التحقيقات التي أجرتها الشرطة السويسرية، عرف المهاجر الأول برومان واردس (Roman Wardas) وكان بولندي الجنسية بينما حمل زميله غانتشو غانيف (Gantscho Ganev) الجنسية البلغارية وقد دلّ الرجلان أفراد الأمن على المكان الجديد لجثة تشارلي تشابلن التي عثر عليها بحقل ذرة على بعد كيلومتر واحد من منزل عائلة تشابلن بكورسييه (Corsier) السويسرية.
لاحقا، صرّح المتهمان عن ارتكابهما لهذه الجريمة لأسباب مادية، ووجهت المحكمة اتهمات لهما بسرقة القبور والابتزاز.
وبعد جلسة المحاكمة، حصل رومان واردس على حكم بالسجن 4 سنوات ونصف السنة بسبب دوره الهام في تنفيذ الجريمة، بينما حصل صديقه البلغاري على حكم بسنة ونصف سجنا.
ومع استعادتها للجثة، لجأت عائلة تشارلي تشابلن لدفنه بقبر خرساني لمنع تكرار الحادثة.