في سياق يتسم بتصاعد التقاطبات في قضية "اغتيال" الطالب اليساري آيت الجيد بنعيسى، من المنتظر أن تُصدر عائلة الشاب اليساري رواية بتنسيق مع الكاتب لحسن وانيعام، عُنونت بـ"رسالة تحت التراب"، وتتضمن حياة وملابسات مقتل الطالب سنة 1993 على يد إسلاميين بمدينة فاس، حسب ما أوردته مصادر من عائلة آيت الجيد.
وتأتي الرواية بعد تكثيف عائلة "الشهيد" محاولاتها من أجل إحياء الملف، وإعادة متابعة القيادي الإسلامي عبد العالي حامي الدين، وهو ما نفذه قاضي التحقيق، إذ من المرتقب أن يمثل المتهم أمام أنظار محكمة فاس في 25 من شهر دجنبر الجاري، في حين تم إيكال المثقف المغربي سعيد ناشيد مهمة رئاسة "لجنة دعم عائلة الشهيد أيت الجيد بنعيسى".
لحسن وانيعام، كاتب الرواية، أوضح أن "الأثر الأدبي انتهى على مستوى الكتابة، لكنه لازال قيد الطبع"، مشيرا إلى أنه "من الحجم المتوسط، يقع في ما يقارب 120 صفحة، ويندرج ضمن ما يعرف بـ"كتاب الجيب"، وتم تأليفه بتنسيق مع عائلة آيت الجيد وبمعية رفاق عايشوا تجربة الشهيد عن قرب".
وأضاف وانيعام، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الرواية تتحدث عن الجانب غير المعروف في شخصية آيت الجيد، من خلال استحضار طفولته ونشأته وعائلته، فضلا عن نضالاته وقناعاته السياسية وتجاربه العاطفية، ثم حدث الاغتيال"، وزاد في هذا الباب: "لم تتطرق للتفاصيل، لكنها قدمت صرخة الشهيد وطالبت بضرورة كشف ملابسات الاغتيال".
وأكد صاحب الرواية أن "العمل غير مدعوم من أي طرف أو جهة، وتم إعداده بتنسيق مع ابن عم الشهيد حسن أيت الجيد"، مشيرا إلى أن "التكاليف تم تحملها من الطرفين، ومن المرتقب أن يتم إصدار 500 نسخة كمبادرة أولى، في أفق طبعات أخرى في حالة توفر مزيد من الإمكانيات".
من جهته، قال حسن أيت الجيد، ابن عم الطالب بنعيسى، إن "العمل تم التحضير له منذ ما يقارب السنة من الزمن، وليس وليد اللحظة، وهدفه ليس هو البروباغوندا"، مشيرا إلى أن "المبتغى هو التأريخ للشهيد، باعتبار أن العديد من محطات التجربة القاعدية لم تؤرخ".
وأضاف أيت الجيد، في تصريح لهسبريس، أن "الفكرة تعود للكاتب وانيعام، وبعد طرحها مدت العائلة يدها للمساعدة"، لافتا إلى أن "العمل لا يبحث عن دعم، لأن اختيار الأسرة هو مواجهة من له إمكانيات دولة بالإصرار فقط"، وزاد أن "الشهيد يستحق أن يؤرخ وأن تصل حياته إلى المغاربة".
وأيت الجيد بنعيسى، من مواليد سنة 1964 بدوار تزكي أدوبلول بإقليم طاطا، وتابع دراسته بمدينة فاس بحي عين قادوس، وفي ثانوية ابن خلدون بدأ نشاطه النضالي في الحركة التلاميذية سنة 1983، ليتم نقله من هذه الثانوية سنة 1984، ويلتحق بثانوية القرويين في المدينة نفسها.
ويحكي عدد من رفاق الراحل أنه فوجئ، حين كان متوجهاً إلى حي ليراك بفاس رفقة صديقه الخمار الحديوي، الشاهد الوحيد يوم 25 أكتوبر من عام 1993، بهجوم قاده منتمون إلى فصيل إسلامي استعملوا فيه العصي والسلاسل والسيوف، وهو ما سبب له كسرا عميقا في الرأس ونزيفاً داخلياً عجل بوفاته يوم فاتح مارس، وعمره آنذاك 29 سنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق