02‏/02‏/2019

بين الحقيقة والخيال: غواصة الرعب الألمانية مقال بقلم هشام بودراhibo

في ليالي سبتمبر الباردة من عام 1918كانت الغواصة الألمانية يو.بي65تتسلل إلى بحر المانش لإصطياد فريسة من الأعداء .. على بعد 15ميل من بورتلاند بيل .. فيما كان جندي المراقبة على برج الغواصة  مندهش لما يرى أسفله .. كان هناك رجل يرتدي ملابس الضباط على سطح الغواصة .. تسائل الجندي مع نفسه !؟ ماذا يفعل هناك هذا الضابط ؟!.. و بعد وهلة تذكر أن جميع المنافذ مغلقة فكيف وصل إلى السطح .. حاول التحقيق جيدا في ملامح الرجل رغم رداءة الأحوال الجوية .. و فجأة إستدار الرجل الغريب نحو البرج .. كاد الجندي يصعق من هول الصدمة .. لم يكن سوى الضابط الثاني للسفينة و الذي قتل بسبب إنفجار حدث لها أثناء رحلتها الأولى .. و قد دفن في المقبرة العسكرية بولهلمشاقن .. فصرخ الجندي بأعلى صوته .. شبح .. شبح .. و حينما سمع قائد الغواصة صراخه .. جاء نحوه مهرولا لإكتشاف ما به .. و هناك شاهد القائد بنفسه شبح الضابط .. قبل أن يختفي بلحظات ..
فما قصة الغواصة الملعونة؟!
أثناء صناعتها سنة 1916بأسبوع واحد إنزلقت دعامة ثقيلة من سلاسلها أثناء تثبيتها .. فتسبب الحادث بمصرع عاملين فورا .. و قبل الإنتهاء من العمل فيها حوصر ثلاثة عمال في غرفة المحركات و ماتوا بسبب إستنشاقهم للدخان ..
و أثناء إبحارها للتجريب ..تعرضت لعاصفة قوية وسقط من على سطحها جندي و غرق  .. و أثناء غوصها التجريبي حدث خلل في محركاتها و كادت تتسبب بمصرع كل من كان بداخلها لولا أنها طفت على سطح البحر في آخر لحظة .. 
و أصبح جنود البحرية يصفونها بالغواصة المشؤومة أو الملعونة ..
و لكن أكبر حدث أصابها كان في رحلتها الأولى .. حيث إنفجر طوربيد عرضا فقتل ضابطها الثاني و جرح عدة جنود .. دفن الضابط بالمراسم البحرية العسكرية الكاملة .. و ثم نقل الغواصة للإصلاح ..
و أثناء عودتها للعمل مرة أخرى .. سادت الغواصة حالة من الرعب  حينما أكد مجموعة من الجنود البحارة .. رأيتهم لشبح الضابط الثاني وهيوهي تتجول  في أجزاءها لتختفي فجأة .. 
إنتشر خبر الشبح في البحرية الألمانية كالنار في الهشيم .. و لم يعد أحد يرغب في العمل على متنها .. فقررت السلطات إرسال ضابط كبير للتحقيق في مزاعم البحارة حول الشبح ..
و بعد مدة سحبت من الخدمة مؤقتا ووضعت في ميناء بروجز ببلجيكا .. و بسرية تامة أقيمت للغواصة طقوس لطرد الأرواح الشريرة من طرف قساوسة .. و بعد مدة أعيدت الغواصة للعمل تحت إمرة قائد جديد و طاقم جديد .. كان القائد الجديد لا يؤمن بالأشباح واصفا الأمر بالخرافات و التفاهات و هدد بمعاقبة كل بحار يذكر الأشباح .. و بالفعل أثناء قيادته إختفت الأشباح حيث نفذ مهمتين ناجحتين بدون أي مشاكل .. و لكن بمجرد تغييره عاد شبح الضابط للظهور من جديد ..
و في الشهور الأولى من سنة 1918أقسم عدة بحارة عن رؤيتهم لشبح الضابط .. بل أن أحد البحارة أقدم على الإنتحار على متنها..
و في العاشر من سبتمبر رصدتها غواصة أمريكية أثناء الحرب العالمية الأولى.. بواسطة منظارها و جهزت الطوربيدات بهدف تدميرها بمن فيها .. و لكن الأمر الغريب .. أن الغواصة الألمانية إنفجرت من تلقاء نفسها .. وقال أحد البحارة الأمريكان .. أن الإنفجار كان قويا جدا و لم يبقى منها إلا قطع متناثرة .. 
و إختلفت الروايات حول الإنفجار .. فقيل أن غواصة ألمانية أخرى ضربتها عن طريق الخطأ أو أنها أطلقت طوربيدا فإنفجر فيها عرضا ما أدى إلى إنفجار الطوربيدات الأخرى على متنها .. و هناك نظرية يظن البعض أنها أقرب للحقيقة وتتمثل في  أن فوهة إطلاق الطوربيدات إنسدت لسبب مجهول فجأة.. ما تسبب بإنفجار كل الطوربيدات .. 
و أدى الإنفجار لمقتل كل من كان على الغواصة و هم 34رجلا إضافة إلى الشبح ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق