01‏/02‏/2019

بين الحقيقة و الخيال : حجر الدم مقال بقلم هشام بودراhibo


هزت عاصفة هوجاء قرية ويليشام الإنجليزية .. ما تسبب بأضرار جسيمة في المباني و الطبيعة .. إلا أن العاصفة كشفت سر عمره تجاوز ثمانية عشر سنة .. فحينما أقتلعت إحدى أشجار  السنديان .. أسرع الفلاحون نحوها ليتأكدوا أنها لم تؤدي أحدا .. حينها تفاجئ الفلاحون بوجود هيكل عضمي بين الجذور .. فقاموا بإستدعاء رجل الشرطة المحلية المدعو كلوج .. فأعطى أوامره بنقل الهيكل إلى المختبر .. لكنه تفاجئ بوجود في إحدى اليدين خاتما .. و تبادر إلى ذهنه الخبر الذي سمعه منذ قدم للعمل بالقرية كرجل شرطة عن تلك الفتاة التي إختفت في ظروف غامضة منذ 18سنة .. فقام بإستدعاء أختها إلين فأراها اليد و عليها الخاتم .. صرخت إلين و ضمت اليد إلى صدرها و هي تذرف الدموع .. إنها لأختي ماري .. إن الخاتم هو هديتي لها في يوم زفافها فقد ولدت في فبراير و حجر الدم هو الحجر الكريم الذي يناسب مولدها .. 
فما هي قصة ماري ؟!
تعد قصة ماري من القصص الشائعة في المنطقة .. ففي سنة 1873تزوجت ماري من باسيل أوسبورن في عيد ميلادها الثامن عشر ..
وقبل إنطلاقها رفقة زوجها بساعات معدودة قالت لأختها أنها ستتوجه إلى غرفتها في الطابق الثاني لبعض الوقت .. و عندما جاء باسيل بالعربة كانت مازالت لم تنزل بعد من غرفتها .. فإقتحموا غرفتها بعد أن شعروا بالقلق نحوها .. لكنهم لم يجدوا العروس بينما كانت إحدى نوافذ الغرفة مفتوحة  تطل على شرفة ينزل منها درج إلى حديقة مغلقة .. وقد ظن الجميع أن ماري قد هربت لكي لا تتزوج باسيل .. ما ولد عند العريس إكتئاب حاد وحزن عميق لمدى حبه لماري .. و بعد شهور قليلة توفي باسيل من شدة الآسى و الحزن ..
بعد إكتشاف الهيكل العظمي تبين لعائلة ماري و أهل القرية أنها قتلت لأن عظام الرقبة كانت مكسورة .. و حزنوا كثيرا لما ألم بماري المسكينة .. و رفضت إلين التخلي عن يد أختها .. و قالت أنها وصلت إليها لسبب ما وهذا السبب يجب أن يتضح..
و بعد موت إلين تركت مزرعتها لمديرة منزلها ماجي ويليامز على شرط أن تعرض اليد في مكان عام بحيث يمكن لأي شخص رأيتها .. و ربما قد تواجه القاتل يوما ما.
و بعد مدة إفتتحت ماجي مشربا في القرية و وضعت اليد في صندوق زجاجي و علقت الصندوق على أحد الجدران حيث كان منظر الخاتم الثمين يلفت نظر كل من يرتاد المشرب ..
و في إحدى ليالي فبراير من سنة 1895كان هناك رجل غريب عن القرية في المشرب .. فسمع النادل يقول :(لا بد أن الليلة العاصفة التي إقتلعت فيها شجرة السنديان كانت مثل هذه..) قاطعه الرجل الغريب .. أنا لا أفهم أي شجرة سنديان ؟ .. فأجابه النادل إنظر لذاك الصندوق و سأشرح لك القصة .. و بمجرد أن إلتفت الرجل الغريب إلى الصندوق .. صرخ بذعر و جثا على الأرض من شدة الصدمة .. 
كان هناك رجل مسن من القرية رأى المشهد .. و تعرف على الرجل الغريب و الذي لم يكن سوى جون بودكينز الحبيب السابق لماري منذ الطفولة .. فتجمع حوله الرجال و أمسكوه إلى أن وصل مفتش الشرطة كلوج .. و هناك  إعترف جون أنه هو من إرتكب جريمة قتل ماري .. ففي لحظة  غضب تسلل إلى غرفتها يوم زفافها و أطبق على فمها و جرها عبر النافذة متسلقا الدرج إلى الخارج .. لم يكن ينوي قتلها .. لكن بسبب مقاومتها و محاولاته لإخماد ثورتها نحوه .. كسر عنقها .. و بسبب خوفه قام بدفنها تحت الشجرة و فر من القرية بشكل نهائي .. إلا أنه طيلة فراره لم يرتح له بال فقرر العودة لإكتشاف ما آلت له القضية .. و بعد مدة قصيرة توفي جون في ظروف غامضة بالسجن المحلي ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق