سرد الصحفي محمد حسنين هيكل الذي كان مقربا من الزعيم الراحل جمال عبدالناصر حوارا دار بينه و الزعيم الراحل ثلاثة أيام قبل وفاة الأخير و كان ذلك أثناء انعقاد مؤتمر القمة العربية في القاهرة في شتنبر من سنة 1970 و كان هيكل في ذاك الوقت يشغل منصب وزير إعلام مصر ..
يروي هيكل أن عبد الناصر تحدث معه عن أمور تتعلق بالجنة و النار و البعث .. و هذا مجرى الحوار كما قاله هيكل :
هيكل : من الجميل أن يقيم الإنسان في الفندق بين الحين و الحين كنوع من التغيير !
عبد الناصر : أنا لا أجد ذلك جميلا ، إنه كالقشلاق !
ثم قال إنه جائع و سأل هيكل : أتظن أن الطعام هنا في الهلتون مختلف عن الذي أكله في البيت ؟
هيكل : المسألة تتوقف على ما الذي ستطلبه ؟
عبد الناصر : أريد بعض السندويشات
و أرسل في إستدعاء للسفرجي وعاد بسندويشات الجبن الأبيض نفسه الموجود دائما في منزل عبد الناصر ، و قد إستنتج هيكل أن الدواعي الأمنية إستدعت إحلال طهاة عبد الناصر الخصوصيين محل طهاة فندق هلتون و عمال مطبخه.
عبدالناصر : ماذا يطلب الناس في الهلتون عادة ؟!
هيكل : عادي في منتصف النهار ، لا يطلبون سندويشات جبن ربما طلبوا كانا بيه (قطع صغيرة من الخبز المستطيع بالسلمون المدخن )
و أضاف ضاحكا و مداعبا و ربما بعض المارتيني!!
عبد الناصر : المارتيني ... ألا يخشون أن يكون ذلك سببا في دخولهم النار في الآخرة؟!
هيكل : يعتقدون أن الله غفور رحيم و أن المهم هو تصرفات الإنسان و سلوكه !
عبد الناصر : سكت لحظة .. ثم سأل فجأة سؤالا غريبا .. (لطالما تذكره هيكل فيما بعد ).. هل أنت مؤمن ؟
هيكل : أجل .. و بالقطع أنا مؤمن
عبدالناصر: إذن قل لي .. ماذا بعد الموت ؟
هيكل : سؤال بالغ الصعوبة .. أعتقد أن الجنة و النار هما هنا فوق الأرض ، وربما كان القصد من ذكرهما هو الرمز للخير و الشر ، و في إمكاننا نحن أنفسنا أن نجعل من حياتنا جنة أو نارا ..بعد الموت فربما كانت النهاية .
عبد الناصر: أتعني أن من لا يفعل خيرا على هذه الأرض لا يدخل الجنة؟!
هيكل : لا أدري ، و إنما أظن أن الجنة و النار رموز !
عبد الناصر : ذلك يعني أننا بالموت ننتهي و هذا كل شيء!
هيكل : هذا كل شيء!
عبدالناصر : هذا ليس مطمئنا!
و بعد ثلاثة أيام توفي الزعيم جمال عبد الناصر .
يروي هيكل أن عبد الناصر تحدث معه عن أمور تتعلق بالجنة و النار و البعث .. و هذا مجرى الحوار كما قاله هيكل :
هيكل : من الجميل أن يقيم الإنسان في الفندق بين الحين و الحين كنوع من التغيير !
عبد الناصر : أنا لا أجد ذلك جميلا ، إنه كالقشلاق !
ثم قال إنه جائع و سأل هيكل : أتظن أن الطعام هنا في الهلتون مختلف عن الذي أكله في البيت ؟
هيكل : المسألة تتوقف على ما الذي ستطلبه ؟
عبد الناصر : أريد بعض السندويشات
و أرسل في إستدعاء للسفرجي وعاد بسندويشات الجبن الأبيض نفسه الموجود دائما في منزل عبد الناصر ، و قد إستنتج هيكل أن الدواعي الأمنية إستدعت إحلال طهاة عبد الناصر الخصوصيين محل طهاة فندق هلتون و عمال مطبخه.
عبدالناصر : ماذا يطلب الناس في الهلتون عادة ؟!
هيكل : عادي في منتصف النهار ، لا يطلبون سندويشات جبن ربما طلبوا كانا بيه (قطع صغيرة من الخبز المستطيع بالسلمون المدخن )
و أضاف ضاحكا و مداعبا و ربما بعض المارتيني!!
عبد الناصر : المارتيني ... ألا يخشون أن يكون ذلك سببا في دخولهم النار في الآخرة؟!
هيكل : يعتقدون أن الله غفور رحيم و أن المهم هو تصرفات الإنسان و سلوكه !
عبد الناصر : سكت لحظة .. ثم سأل فجأة سؤالا غريبا .. (لطالما تذكره هيكل فيما بعد ).. هل أنت مؤمن ؟
هيكل : أجل .. و بالقطع أنا مؤمن
عبدالناصر: إذن قل لي .. ماذا بعد الموت ؟
هيكل : سؤال بالغ الصعوبة .. أعتقد أن الجنة و النار هما هنا فوق الأرض ، وربما كان القصد من ذكرهما هو الرمز للخير و الشر ، و في إمكاننا نحن أنفسنا أن نجعل من حياتنا جنة أو نارا ..بعد الموت فربما كانت النهاية .
عبد الناصر: أتعني أن من لا يفعل خيرا على هذه الأرض لا يدخل الجنة؟!
هيكل : لا أدري ، و إنما أظن أن الجنة و النار رموز !
عبد الناصر : ذلك يعني أننا بالموت ننتهي و هذا كل شيء!
هيكل : هذا كل شيء!
عبدالناصر : هذا ليس مطمئنا!
و بعد ثلاثة أيام توفي الزعيم جمال عبد الناصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق