ولد توماس سانكارا سنة 1949في قرية ياكو ببوركينافاصو ، في أسرة متدينة فقيرة كاثوليكية المذهب ، و كانا والديه يمنون النفس بأن يتحول إبنهم إلى قس في كنيسة القرية ، إلا أن الإبن المتمرد ذو الميول الفلسفية للحياة إختار في سن السابع عشر الإلتحاق بالجيش بعد أن شغف بالعسكرية أثناء تلقيه التدريبات العسكرية في الثانوية و في عام 1971 أرسل ضمن بعثة إلى مدغشقر لتلقي تدريبات الضباط و أثناء تواجده في مدغشقر عرفت حياته تغيرات فكرية و عقلية بحيث تعرف على الشيوعية و قرأ عليها بشغف و أعجب بماركس و لينين أحد أهم ركيزتي الشيوعية .. و بعد عودته لأرض الوطن عام 1972كان توماس قد تشبع بأفكاره الثورية المناهضة للإمبريالية العالمية و في عام 1974و التي كانت محطة هامة جدا في مساره حيث خاض حربا في الحدود بين مالي و بوركينافاصو التي كانت تسمى أنذاك بدولة فولتا العليا ، حيث تلقى تكريما لبسالته و الإنتصار في الحرب و في 1976رقي توماس إلى قائد لمركز تدريب القوات الخاصة و هناك تعرف على صديقه و رفيق دربه كومباوري حيث قررا تأسيس تنظيم سري يضم الضباط الشيوعيين إستعدادا للقيام بإنقلاب عسكري على السلطة الفاسدة التابعة للغرب .. و في عام1981قاد الضباط الشيوعيين إنقلابا ناجحا و سيطروا على الحكم و تم تشكيل حكومة عسكرية نال فيها توماس منصب وزير الإعلام إلا أن توماس وجد نفسه ضمن حكومة فاسدة لم تلبي طموحاته الثورية فعمل على إنتقادها بشدة فتم تجريد توماس بعد ذلك من منصبه و طرد من عضويته في المجلس العسكري و تم وضعه تحت الإقامة الجبرية و في سنة 1983قاد صديقه كومباوري إنقلابا عسكريا ناجحا ، أطلق سراح توماس بعدها و تم تنصيبه رئيسا للبلاد .
و بمجرد توليه منصبه شرع في إقتلاع الفساد من جذوره و سحب الإمتيازات الممنوحة لزعماء القبائل منذ زمن الإستعمار الفرنسي و أسس محاكم ثورية لمحاكمة الفاسدين و ناهبي المال العام و قام ببرامج إقتصادية ثورية في محاولة منه للمساواة بين أبناء الوطن الواحد كما قام بتغير إسم البلاد تماشيا مع العهد الجديد و عمل على منح المرأة حقوقها كاملة و جرم ختان الفتيات ، و يعتبر توماس من أكثر المناهضين للإمبريالية و كان يعمل على تجنب الإقتراض من صندوق النقد الدولي لمعرفته أن الصندوق أداة لإغراق الدول النامية في فقر مستديم ، و في المجال الغذائي و البيئي حاول إبتكار أساليب جديدة لمنع المجاعات و تحقيق الإكتفاء الذاتي من الغذاء .. لم يتوقف توماس عند هذا الحد فقد قرر نشر أفكاره خارجيا و تصديرها إلى دول الجوار المنهكة بسبب الفساد و الحروب و الفقر و المجاعات و التي كان يحثها على قطع علاقاتها بالغرب الإمبريالي و المنظمات المانحة .. و قد أثارت أفكار توماس الخوف و الريبة عند الغرب الرأسمالي و حكام دول الجوار الذين كانوا يرون في أفكار توماس نهاية حثمية لحكمهم و فسادهم .. فقرر الغرب و حكام دول الجوار بمساعدة زعماء القبائل و التي سبق أن جردها توماس من كل إمتيازاتها التآمر عليه و التخلص منه و إستعان الجميع بكومباوري رفيق درب توماس و الذي قاد إنقلابا عسكريا صباح يوم 15أكتوبر من سنة 1987
أثناء إجتماع الرئيس توماس مع بعض القادة المقربين منه حيث تعرض توماس إلى وابل من الرصاص من مجموعة مكونة من 12 ضابطا اقتحمت الإجتماع بأوامر من كومباوري قتل توماس فورا بعدها نصب كومباوري نفسه رئيسا جديدا للبلاد و كانت أولى أوامره تتعلق بالتخلص من جثة توماس بعد تشويهها و حرقها و تجريم كل شخص يثني أو يحمل صور توماس سانكارا. و بعد 27سنة من استبداد كومباوري فر الأخير إلى ساحل العاج في سنة 2014 إثر ثورة عسكرية حدثت في بوركينافاسو ..
ملاحظة
لم يتجاوز عمر توماس أثناء إغتياله 37 و سبق و تنبئ بأن موته سيكون في هذا السن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق