الممثل الكوميدي جيم كاري ما زال يحمل ذكرى قوية من طفولته تتجسد في ركوبه في القطار للتوجه إلى جنازة عمٍ له توفي في حادث سيارة. وفي مقابلة هاتفية، وصف كاري تلك الفترة بـ”أعظم وقت” في حياته، لأنه تمكن خلالها من القيام بالرسومات الكرتونية طوال الرحلة. ولذلك، يعد معرض “Maccarone” لرسوماته السياسية الذي افتتح مؤخراً بمثابة إعادةً إحياء لطفولته.
ويشتمل المعرض الذي يسمى “IndigNation”، والذي نُظم في لوس أنجلوس، على 108 رسومات من القلم والحبر المأخوذة من حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”. وهو المكان الأصلي الذي شارك فيه الممثل أعماله منذ عام 2016 تقريباً إلى الآن. وتبين الملصقات على الجدار التغريدات التي رافقت رسوماته.
وتوثق رسوماته لحظات سياسية مشحونة، بالإضافة إلى خط زمني مثير للاهتمام. وتمثل معظمها الرئيس كمهرج، وعملاق، وغيرها من التشبيهات بجانب شخصيات سياسية أخرى.
وتبين إحدى رسوماته من بدايات هذا العام مثلاً أحد أعضاء الحزب الجمهوري في الكونغرس، تري غودي، كجرذ أمام خلفية حمراء وزرقاء. ولكن يبدو أن المعرض هو بمثابة رد فعل تجاه الـ”سيرك” السياسي الذي ألهم رسومات الممثل، بدلاً من كونه نقداً.
وعند سؤاله عن المكان الذي يحصل منه على الأخبار، قال كاري: “لدي الكثير من الأصدقاء المرتبطين في عالم الإعلام، وأنا أحصل على الكثير من المعلومات من العديد من المصادر”.
ولكن في الوقت ذاته، يحرص الكوميدي على متابعة “الجانب الآخر” أيضاً، والذي “يتعلق بالجوانب الغربية، والتضليل، وهذا الهيكل الزائف الغريب الذي نعيش فيه، حيث يصدق نصف الأشخاص قصةً مختلفة تماماً”.
ولا يرتبط عالم كاري إلا بشكلٍ ضعيف بتاريخ الفن أو حتى رسومات الكرتون السياسية نفسها، حيث تُعد الأخيرة عبارة عن تعبير مجازي يحول الرسومات إلى مخطط سردي.
وتولد الطاقة الرجعية لمعرض “IndigNation”، والتي كانت مصدراً للكثير من الثناء، شيئاً مختلفاً، وهي: رسوم الكاريكاتير الانتقامية، والأوهام التعديلية.
واعترف كاري بوجود القليل من التشجيع الذي يجب أن يحدث مع شخص مثله، ولكنه يعتقد أنه “يجب على الأشخاص التغلب على التحيز الموجود مسبقاً حول التأثر بخط عمل يُفترض أنه مختلف”، موضحاً “ولكنه ليس خط عمل مختلف بالنسبة لي”.
ومن الصعب إنكار مواهب كاري المذهلة كممثل كوميدي، وفنان. ومن الصعب فصل مواهبه عن أي نقد لعمله كفنان بصري.
وبعد تجريده من هالة الشهرة التي تحيط به، تتشابه رسومات كاري مع أخرى يمكن العثور عليها على جدران مقهى في مدينة جامعية، أو على صفحات دفتر يمتلكه مراهق غاضب.
ويجعل ذلك معرض “IndigNation” أكثر جذباً كحالة دراسية في أخلاقيات الانتباه بدلاً من أي شيء آخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق