كانت السيدة ايفانجليا فراكا تعيش في إحدى القرى الصغيرة في اليونان .. وذات يوم من سنة 1976عثرت السيدة ايفانجليا على ذئب صغير مصاب بشكل خطير و ربما تخلت عنه أمه في الغابة القريبة من القرية .. فقررت ايفانجليا بعد أن رق قلبها لهذا الكائن الضعيف .. من حمله و أخذه معها لمنزلها التي تقطنه لوحدها و يقبع المنزل في سفح جبلي بقرية لانجاديا ..
و في منزها قامت السيدة بالاعتناء بطفلها الذئب و إطعامه و سرعان ما إنتشر خبر الذئب الأليف الصغير في القرية .. ليتحول خلالها منزل ايفانجليا مزارا لزيارة أطفال القرية الذين كانوا يتوافدون يوميا لزيارة الذئب الصغير و اللعب معه . .
مرت الأيام و الأعوام و تحول الكائن الصغير إلى ذئب كبير بدأت ملامح الشراسة تظهر في تصرفاته و عينيه الحادتين .. و عوائه المخيف فتوافد أهل القرية إلى ايفانجليا ينصحونها بإعادة الذئب إلى الغابة ، حيث يجب أن يكون بعد أن كبر و أصبح قادر على الإعتماد على نفسه .. حتى لا يصبح خطرا على الأطفال الذين يأتوا للعب معه من ناحية أخرى ..
ولكن السيدة ايفانجليا رفضت بشكل قاطع التخلي عن طفلها الذئب التي ربته و إعتنت به لسنوات .. ما جعل سكان القرية يبتعدون عن منزل ايفانجليا ما تسبب بعزلتها بشكل تام ..
و ذات أمسية ، حينما إقتربت ايفانجليا من إبنها الذئب الذي بلغ سن العاشرة لتقدم له الطعام هاجمها بشكل عدواني مسببا لها عدة إصابات في جميع أجزاء جسمها !
نقلت ايفانجيا بشكل سريع إلى المستشفى .. و تمكن الأطباء من علاجها . . و قال أهل القرية : (لا بد أنها إقتنعت الآن بضرورة التخلص من هذا الإبن المتوحش ، و لكنهم فوجئوا بها عندما ذهبوا لزيارتها و قد رقدت على فراشها تبكي بحرقة !!
فقد كانت ايفانجليا تتوسل الاطباء و المسؤولين بألا يتعرضوا لإبنها الذئب بالأذى .. قالت و هي تمسح دموعها : ( لقد أخطأت .. فهو حيوان ذكي ، و لابد أنه سمع جيراني و أصدقائي و هم يطلبون إلي التخلص منه !!
و ايفانجليا التي كانت تبلغ من العمر الرابعة و الخمسين و التي لم يسبق لها أن تزوجت أو أنجبت أي أطفال كما لم يكن لها أي خبرة في تربية الأطفال .. إستمرت على رأيها طيلة مدة علاجها .. متوسلة المسؤولين قائلة ( لا تنتزعوه مني ، فقد أصبح بالنسبة لي إبنا تعبت كثيرا من أجل تربيته ! و أعدكم أنني سأكون أكثر حرصا في المرة القادمة ..!
رأي الخبراء :
أكد أحد الخبراء في سلوك الحيوانات تأييده لكلام السيدة ايفانجليا و قال : إن الذئب حيوان غير مستأنس ، و لكنه ذكي ، وربما يكون قد أحس بأن صاحبته تفكر في التخلص منه فأراد أن يعاقبها !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق