16‏/05‏/2019

من هو يسوع ؟ شخصية حقيقية أم مجرد شخصية خيالية؟ مقال بقلم هشام بودراhibo


يعد يسوع من أغمض الشخصيات  في التاريخ  .. نظرا  لإختلاف المعلومات  التي طالت مولده و حياته و مماته عند المفكرين و المؤرخين و الباحثين حتى في ما يسمى بالأديان بل حتى في الدين الذي ينسب له .. هناك إختلافات حول شخصيته و كينونته  أدت لسنوات طوال من القتال بين أبناء الدين الواحد و قتل خلالها الملايين .. فمن يكون يسوع هل هو إبن الله من مريم ؟! أم هو إبن يوسف النجار كما قال اليهود من علاقة خارج إيطار الزواج ؟! هل هو نبي و رسول و إله و إبن إله كما تدعي بعض الطوائف المسيحية ؟! أم مجرد نبي كما إدع القرآن و  طائفة آريوس  الدينية المسيحية التي  إنقرضت بفعل الحروب عليها ؟! هل هو المخلص الذي جاء ليخلص البشرية من الخطيئة كما يدعي الإنجيل ؟!أم أنه مجرد دجال كما إدع اليهود الذين سلموه للصلب ؟!
إذا كان يسوع متدينا بالفعل كما إدعوا و أنه جاء بكلام من أبيه الإله لينصح اليهود.. فلما خالفت معتقداته الفكرية شريعة موسى و رفضها كما فعل معلمه يوحنا المعمدان  و أسس قوانين جديدة متماشية نوعا ما مع القيم الإنسانية و إرتكزت أفكاره حول المفهوم الإشتراكي بل أن يسوع هو من أسس اللبنة الأولى للإشتراكية .. و التي عرفتها البشرية فيما بعد .. هل بالفعل يسوع تكلم في المهد فكيف لا يصدق اليهود هذه المعجزة إن فعلا رآوها تحدث أمام أعينهم ؟! كيف توقف وحي الإله أباه من يوم تكلم في المهد إلى أن إلتقى بيوحنا المعمدان الذي علمه قوانين التمرد الأولى على شريعة اليهود ؟! أي يسوع كان يعيش بشكل طبيعي لمدة 30 سنة .. لا أحد سمع به أو بأمه المعجزة إلى أن إلتقى يوحنا الذي قربه إليه وجعله من أهم أتباعه .. أليس ذلك دليل بأن يسوع ليس نبي أو رسول أو إبن إله بل هو مجرد مصلح إجتماعي أو فيلسوف من أتباع يوحنا المعمدان الذي قاد ثورة فكرية ضد شريعة اليهود .. مما يظهر جليا أن يوحنا و يسوع لم يكونا نبيان كما إدعت الأديان بل مصلحين إجتماعيين كانا هدفهم في الأساس قيادة ثورة من أجل خلاص الفقراء و التعساء و يظهر هذا في أن جل أتباعهما من الطبقات الفقير المهمشة الكادحة و الجياع و التعساء  .. و فجأة قتل يوحنا المعمدان بعد إعتراضه على بعض القوانين في الدولة و قطع رأسه .. و لم يجد أتباع يوحنا خيرا من يسوع ليعينوه كبديل لزعيمهم الشهيد .. خلالها عاش يسوع في مطاردة دائمة من طرف اليهود و السلطات الرومانية التي حاولت التخلص منه و لم تدم دعوته الإصلاحية سوى بضعة سنين.. قبل أن يلقى عليه القبض و يصلب أمام الملأ بعد أن عذب لعدة أيام و كل هذا شهدته أمه مريم و إخوته من أمه و يوسف النجار الذي لا نعلم هل هو الأب البيولوجي ليسوع أم لا  و أتباعه و جموع غفيرة من سكان المدينة .. و فجأة يظهر القرآن لينفي قصة الصلب أو القتل بدون أي أدلة ملموسة يقدمها فقد لم يصلب و لم يقتل رفعه الإله عنده .. ؟! و هنا نطرح سؤال على أتباع هذه الفكرة ما دليلكم على أن يسوع لم يقتل أو يصلب و كيف إنخدع الآلاف بقصة الصلب أو القتل من بينهم أمه و أتباعه و لما بقي الإله صامتا عن هذه القصة لما يقارب من 650سنة حتى يخبرنا  أن يسوع لم يصلب و لم يقتل دون أن يقدم أي دليل ملموس على روايته .. لما لم يبعث الإله نبي أو رسول بعد شهور قليلة ليؤكد أن يسوع لم يصلب أو يقتل و أنه ليس إبنه .. و ينجي بذلك ملايير المسيحيين الذين يؤمنون بقصة القتل و الصلب و البنوة من الجحيم الذي أعده الإله  للكافرين الذي يشركون به و يجعلون له شريك في ألوهيته ..
 و من هنا نتطرق لمسألة أخرى أن اليهود لا يعترفون بيسوع أو يوحنا المعمدان كنبيين بل مجرد دجالين كافرين لا غير .. و تبقى الأسئلة تطرح نفسها بنفسها .. هل بالفعل يسوع شخصية و يوحنا المعمدان شخصية أخرى أم أن الإثنان هم نفسهما شخصية واحدة  أي أن لا وجود فعلي لإحدى الشخصيتين  .. بل هو شخص واحد في كلتا الحالتين ظهر كمتمرد على القيم و المبادئ و الشرائع اليهودية و الرومانية و قتل خلال مطاردته و لكن التاريخ نظرا لقلة  المعلومات و إختلافها ..  خلق  شخصيتين بدل شخصية واحدة .. و يبقى السؤال الأكبر هو هل بالفعل هناك شخصية تدعى يسوع أم أنها مجرد شخصية خيالية إبتدعها بعض الأشخاص و طورها بولس مستعينا ببعض الأتباع و المريدين المتعطشين للحرية و الخلاص من شرائع اليهود و الرومان ..  و إن رجح بعض الباحثين  المفكرين و المؤرخين و المهتمين أن شخصية خيالية تبلورت بسبب الظلم الذي لقيه عشرات الآلاف من الفقراء و التعساء و الجياع من طرف القوانين و  الشرائع اليهودية و الرومانية .. مرجحين أن سبب ذهابهم إلى هذا الرأي عدم وجود أدلة ملموسة أو آثار لحقبة يسوع على غرار الحضارات المتطورة الأخرى كالفراعنة و حضارة ما بين النهرين و اليونانية الإغريقية رغم قربها التاريخي .. و يبقى النقاش و البحث قائما في سبر أغوار هذه الشخصية المثيرة للجدل في حياتها و حتى بعد صلبها و مقتلها ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق