كشفت الكاتبة الروائية ضحى عاصي أن "الطابوهات" تمثل تحديا كبيرا للأدباء العرب، وأضافت خلال لقاء صحافي للحديث عن مشوارها الإبداعي: "من الممكن أن أجد نفسي لا أجيد التعبير في كتابة مشهد يتعلق بالجنس، لكني أخوض أحيانا هذه المغامرة للتدرب على أشكال أدبية معاصرة".
وأوردت عاصي، في لقائها المنعقد ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، أنها "تحاول الابتعاد عن الكليشيهات في كتاباتها، وتعاملت معها كتجربة جديدة، دون أن تتأثر بتقنية معينة"، وتابعت: "في كل تجربة إبداعية جديدة أحاول التعبير عن نفسي، ولم أحاول دراسة تقنيات الكتابة؛ كنت أشعر بالخوف من تأثير هذه التقنيات على عقلي الباطني ومحاصرة أفكاري، لذا قررت خوض هذه المغامرة، والتعبير عن نفسي فقط".
وأوردت عاصي في سردها لمشوارها الإبداعي: "عندما كنت طفلة كنت أشعر بالهيبة وأنا أدخل مكتبة والدي، وكنت أرى المثقف في شأن كبير جدا"، وأضافت: "كانت والدتي لا تحب طريقة تفكير والدي المنفتح، وترى أن مردود هذا التفكير خطير على بناته، ما دفعها ذات يوم إلى تمزيق ما كتبته".
من جهته، قال الناقد حسين حمودة إن الروائية ضحى عاصي "تستخدم دوما التجديد في اللغة، سواء في السرد أو الجمل الحوارية في أعمالها؛ ومن هنا تبدو وكأنها نوع من التأريخ لتطور اللغة اليومية".
وفي حديثه عن السمات والملامح التي تتسم بها أعمال عاصي، يضيف الناقد الأدبي: "عالم الروائية زاخر بالاهتمام بالوقائع الكبرى المرتبطة بفترات تاريخية؛ هي لا تقف عند التفاصيل المرتبطة بالوقائع المعروفة ولكنها تضع جل تركيزها على جوانب إنسانية"، وزاد: "يبرز دفاعها عن المرأة وقضاياها في كتابتها، والتعبير عن أحلامها ومعاناتها بعيدا عن الشعارات الرنانة".
ولفت حمودة إلى أن ضحى "تهتم بأن يكون حديث الراوي في أعمالها مهتما بهموم المرأة، في وقت تتسم مستويات السرد واللغة لديها بالتعدد، متحررة من كليشيهات الكتابة والصور الشائعة".
واستطاعت الكاتبة ضحى عاصي أن تكون أحد الأصوات الروائية المهمة في المشهد الثقافي الحالي، من خلال تقديمها لوحة اجتماعية شديدة التشابك والكثافة، تكتشف الحياة الاجتماعية منذ خمسينيات القرن الماضي، حتى العقد الأول من القرن الحالي، وتصهر ثقافات الأولياء والمتصوفة مع عالم الحكمة والفلسفة اليونانية والغناء والحكي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق