17‏/01‏/2019

بين الحقيقة و الخيال: جاعوا .. فآكلوا رفيقهم .. مقال بقلم هشام بودرا hibo

خلال غرق مركب بريطاني يدعى بيرو في المحيط الأطلسي في يناير 1884تمكن أربعة بحارة فقط من النجاة فإنحشروا في زورق صغير للنجاة تقاذفته الأمواج لعدة أيام متثاقلة .. بحيث كادوا يموتون من شدة الجوع و التعب فطرح كابتن المجموعة إدوين روت إقتراحا غريبا .. يتمثل في الإقتراع و التصويت على قتل أحد الأربعة وأكل لحمه حتى لا يموتون جميعا .. وافق إثنان و هما جوش دولى و ويل هون و لكن الثالث و يدعى ديك توملين ذو الثامنة عشر ربيعا رفض بشكل مطلق .. معللا قراره بأنه يفضل الموت جوعا على أن يشارك في آكل أحد رفاقه الأعزاء .. و ربما بقراره هذا قد حدد مصيره .. و إنتظر رفاقه الثلاثة حتى غفا  ديك في النوم فقاموا بذبحه و آكلوا لحمه للنجاة .. وبعد عدة أيام حصل البحارة الثلاثة على المساعدة من طرف مركب صيد آخر يدعى جيلبرت ..
صدم قائد جيلبرت من المشهد المرعب الذي رآه على المركب  من بقايا  و دم للضحية المذبوحة .. فقرر جمع ما تبقى من بقايا وعظام و وضعها في قماش و سلمها للسلطات المعنية ..
حكم على البحارة الثلاثة بالإعدام .. إلا أن وزير الداخلية رأى أن الحكم قاسي معللا أن الثلاثة عانوا ما يكفي من أهوال أثناء تواجدهم في أعالي البحار .. فخفض الحكم لستة أشهر .. لكن الغريب في القصة هو ما سيحدث للبحارة بعد خروجهم من السجن ..
بعد السجن وجد جوش دولي عملا على عربة تجرها الخيول .. و بعد عدة أيام و أثناء يوم ضبابي في العاصمة البريطانية لندن رأت الخيول شبحا أرعبها فثارت بشكل جماعي فرمت بجوش من فوق العربة حيث سقط فتحطم رأسه بشكل مفجع .. 
و عندما سمع الكابتن إدوين روت صاحب الفكرة  المهولة  نبأ مصرع صديقه ظن للوهلة الأولى أن عائلة ديك هي من تقوم بالإنتقام من آكلت إبنهم .. فتوجه يبحث عن صديقهم ويل ليحذره .. لكن ويل كان معتلا صحيا و غارقا في عالم الشراب بحيث لم يأبه لتحذيرات الكابتن .. و ذات ليلة شرب ويل الكثير من الخمر حتى أغمي عليه فنقل إلى المستشفى على وجه السرعة .. وهناك في المستشفى وضع في جناح كبير يضم عدد من المرضى .. و في منتصف الليل إستيقظ  المرضى و طاقم المستشفى على صراخ و نحيب ويل .. وحينما إقتربوا منه وجدوه قد فارق الحياة و علامات الذعر و الفزع بادية على ملامحه .. و روى بعض المرضى أنهم رأوا طيف شبح يمسك بويل قبل مفارقته للحياة..
حينما وصل خبر موت ويل إلى الكابتن أصيب بالذعر و الهلع فقرر التوجه إلى أقرب مخفر للشرطة حيث صارحهم بخوفه من إنتقام ديك و طلب منهم أن يضعوه في إحدى زنزانات  المخفر المجهز للمساجين .. وافق رجال الأمن على طلبه حيث وضع في زنزانة لوحدة و ثم التأكد من غلق الباب عليه جيدا .. و في الليل الدامس سمع رجال الشرطة صراخا مفزعا  صادر من  زنزانة الكابتن فتوجهوا نحوه وفتحوا الباب بسرعة .. حيث وجدوه ممددا و قد فارق الحياة على الأرض و قد كان يحملق نحو السقف بعيون يملأها الخوف والفزع .. و ما أثار حيرة الشرطة هو وجود قطن و قماش ملطخ بالدم يعود للقماش الذي جمع فيه ديك توملين عل يد الكابتن إدوين روت  ..
ملاحظة :
تعد أيضا هذه القصة من القصص الغريبة و قد تداولتها عدة كتب تعنى بعالم الرعب .. و هنا يطرح السؤال نفسه .. هل يستطيع  المقتول بالفعل العودة و الإنتقام من قتلته ؟.. و لما لا يعود ملايين الأموات الذين قتلهم بعض الحكام الديكتاتوريين للإنتقام منهم؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق