03‏/08‏/2019

شخصيات ناجي العلي.. محاكاة لواقع «كلُه كاريكاتير» (تقرير)

«يتمنى الإنسان لو أنه مثل آلهة الهند بـ50 يدا حتى يستطيع التعبير عن الواقع.. فالواقع كله كاريكاتير»، أو هكذا تمنّى فقط ناجى العلي، تمنّى أن يحمل واقع شعبه وهمومه في قلبه، لم يترجم ناجى العلى واقعه على الورق فقط، بل حوّل خيام اللجوء لمساحات تعبيرية، كما كانت تستفزه جدران السجن فصاغ أفكاره عليها وفى زيارة لغسان كنفانى إلى مخيم «عين الحلوة»، حيث نُشرت له أولى لوحاته في جريدة «الحرية».
ضاقت عليه مساحة التعبير بديمقراطية في لبنان والكويت، فرحل إلى لندن حيث عمل في صحيفة «القبس» الكويتية، وفى الثانى والعشرين من يوليو عام 1987، وهو في طريقه للصحيفة بحى نايتسبريدج اللندنى، اقترب منهُ رجل من الخلف وأطلق عليه رصاصة من مسدس كاتم للصوت، استقرت في عنقه، مكث على إثرها في غيبوبة حتى 29 أغسطس، يوم أن صعدت روحه، ومات ناجى العلى برصاصةٍ صامتة، رغم أنه كان ينادى دومًا في رسوماته أن «لا لكاتم الصوت».
وفي ذكرى اغتياله التي توافق 22 يوليو، نكتب لكم عن شخصيات كاريكاتير ناجي العلي التي بقي بعضها رمزًا للمقاومة حتى الآن.
حنظلة
حنظلة، الشخصية الكاريكاتيرية الشهيرة للرسام الكاريكاتيري الفلسطيني ناجي العلي. مصدر الصورة: موقع عين نيوز دوت كوم – صورة أرشيفية
طفل صغير في العاشرة من عمره خلق في الكويت ليحافظ عليه رمزًا لذاته ليذكره أنه ابن المخيم الصغير يحمل عمر خروجه من بلاده فلسطين فالسنوات لا تمر قربه في بلاد اللجوء وهو تعبير ذاتى عن ناجى العلى فهو استثناء كما فقد الوطن استثناء، كان حاضرا دوما في رسومه شاهدا على الوقائع التي تدور حولنا وكان توقيعه الدائم وهو يدير ظهره دوما لنا رفضًا للحلول الخارجية يرمز للصبر والمعاناة في حياة كل فلسطينى كما أنه لم يعد يحمل هوية فلسطينية أو عربية بل صارت هويته إنسانية وهو يشكل ضمير واعى ودائما موجود في الكادر.
يقول ناجي العلى في تعريفه على لسانه: «عزيزى القارئ اسمح لى أن أقدم لك نفسى.أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا اسمى: حنظلة اسم ابى مش ضرورى أمى اسمها نكبة واختى الصغيرة فاطمة.نمرة رجلى ما بعرف لانى دايما حافى، تاريخ الولادة: ولدت في 5 حزيران 1967 جنسيتى انا مش فلسطينى مش اردنى مش كويتى مش لبنانى مش مصرى مش حدا باختصار معيش هوية ولا ناوى اتجنس،محسوبك انسان عربى وبس» يعقد حنظلة يديه خلف ظهره فلا حول ولا قوة له فيما يحصل في البلاد لكنه يسجل حضوره اليومى في أنه مايزال فيه نفس المقاومة والروح النضالية والتحريض على رفض هذا الواقع الاستسلامى وقد جاء اسمه من المرارة.
فاطمة
رسوم ناجي العلي
هي المرأة الفلسطينية القوية التي لا تهادن لها عنفوان وتحمل رؤى شديدة الوضوح فيما يتعلق بالقضية وهى ذات ردود قاطعة وغاضبة كما أنها ترمز لفلسطين في لوحات وفى لوحات آخرى ترمز لمصر ولبيروت وصبرا وصيدا وصور، وهى المقاومة والمرأة الشامخة ذات الوجه المدور والعينين الواسعتين حافية القدمين تتجول وهى ترضع ابنها حب الوطن فهى تدفع زوجها وأولادها إلى تحرير الوطن والاستشهاد في سبيله وهى رمز للمناضلات العربيات فهى تلعن أمريكا وسط بيوت الصفيح في مخيم عين الحلوة بينما يصرخ بها زوجها «الرجل الطيب» يحذرها بأن تتوقف حتى لا يتهموها بالشيوعية.
وفى رسم آخر يقول الزوج: «سامحنى يا رب بدى أبيع حالى لأى نظام عشان أطعمي ولادي»، فترد عليه فاطمة: «الله لا يسامحك على هالعملة».
الرجل الطيب
رسوم ناجي العلي
هو الفلسطيني المشرد المقهور والمناضل والمكسور أحيانا وهو الجريح في عدة لوحات المعذب المعتقل في السجون الذي لا يغير مواقفه ويرفض الاعتراف بالحدود المصطنعة كما أنه الحزين على فراق الشهداء، الصبور على الألم يحمل في رمزيته كل مواطن عربى بحسه الوطنى والقومى وإيمانه بقضيته.
الرجل السمين
رسوم ناجي العلي
وهو رجل صاحب كرش ومؤخرة كبيرة يرمز للحكومات العربية والبرجوازية وهو يقف بانتظام واحترام أمام القوى الإسرائيلية فهو خانع ضعيف يعمل على التطبيع مع العدو.
الجندى الإسرائيلى
الجندي الإسرائيلي- ناجي العلي
يرتدي دومًا خوذته على رأسه تأكيدًا على جبنه وضعفه كما أن أنفه طويل وهو خبيث مرتبك أمام الأطفال الفدائيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق