05‏/10‏/2018

جياكومو .. حظه اللعين الذي قاده للموت شابا بقلم هشام بودرا hibo


يعاني الكثير من البشر و أيضا الحيوانات من سوء الحظ و الذي غالبا ما يقود  إلى الفشل في جل مناحي الحياة .. بل يتوقف البعض و يتساءل .. لماذا أنا بالذات حظي سيء لهذه الدرجة ؟ لكنه غالبا .. لا يلقى جوابا لتساءله .. و قد يقود سوء الحظ أحيانا للجنون أو التشرد أو بهيمية أو الزهد في ملذات الحياة .. و أحيانا يقود للإنتحار و الرحيل عن هذا العالم الغريب الموبوء بمزيج من سوء الحظ و حسن الحظ عند البعض الآخر .. و يعتبر جياكومو بطل حكايتنا هذه رمزا من رموز سوء الحظ في الحياة .. 
تدور أحداث هذه القصة في الثمانينات من القرن الماضي فقد كان جياكومو ديرتوشيو شاب إيطالي  يعيش في مدينة ميلانو .. هذا الشاب الطموح الذي بحث عن عمل لمدة طويلة لإعالة نفسه و زوجته في وسط أزمة إقتصادية كانت تعيشها البلاد مع إرتفاع كبير في نسبة البطالة .. حيث عثر جياكومو على عمل بعد إنتظار طويل لكنه و بعد مدة قصير جدا وجد نفسه يدخل في مواجهة مع رئيسه في العمل .. ليثم بعد ذلك طرده و هو لم يكمل بعد شهره الأول ..
و بعد مدة و أثناء عودة جياكومو لمنزله وجد زوجته روزا تشكو من عطل في الغسالة الكهربائية .. فحاول الزوج الشاب .. إصلاح العطل ظنا منه أن الأمر في المتناول لكن الكارثة كادت تحدث .. بسبب إنفجار الغسالة و إحتراقها .. و كادت تحرق المنزل معها ..
و لا يتوقف سوء الحظ عند هذا الشاب التعيس عند هذا الحد .. فحينما حاول غلق الثقوب و الفراغات في سقف منزله المتهالك بسبب صراخ زوجته المتواصل بعد أن تسربت مياه الأمطار بغزارة للمنزل ما قد يتسبب في انهياره بالكامل.. ظن جياكومو للوهلة الأولى أن الأمر هين كالعادة لكن بعد تسلقه للسقف محاولا إغلاق الثقوب و الشقوق و معه صراخ زوجته .. زاد طين بلة فإذ بالثقوب و الشقوق تزداد إتساعا .. ما تسبب في إغراق المنزل  بالمياه بالفعل ..
و لم تتوقف معانات جياكومو عند هذا الحد فبعد مدة .. اختفت الصورة عن شاشة التلفاز فحاول الشاب إصلاح العطب في الهوائي لكن الكارثة أن التلفاز توقف تماما عن العمل ..
و بسبب سوء الحظ الذي كان يلازم جياكومو كظله في كل مناحي حياته .. صرخت زوجته روزا التي لم تعد تحتمل الحياة معه ذات يوم في وجهه .. كل شيء تفعله يعود علينا بالدمار .. أنا لم أعد أحتمل الحياة معك .. ثم رحلت راغبة في الطلاق تاركة إياه  يعاني الوحدة و الفشل ..
فحاول جاهدا إصلاح حياته ..كما لم يتوقف في التوسل لروزا لتعود له لأنه يحبها أكثر من نفسه .. لكن كل محاولاته باءت بالفشل ..
و لإستمالة  عطف روزا له ..قام جياكومو بقطع شرايين معصمه بموس الحلاقة .. و حينما نقل إلى المستشفى على وجه السرعة توفي جياكومو .. 
لم يكن جياكومو ينوي الإنتحار فعلا فقد كانت محاولة الإنتحار مجرد أداة لإستعادة عطف و حب روزا له .. لكي تعود له .. و لكن سوء الحظ لازمه حتى في آخر لحظات حياته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق